أكلت يوم أكل الثور الأبيض
هذا المثل يقال عندما يدع الأخ أخاه يهزمه العدو أو يقتله ثم يقوم العدو بقتل الأخ الذى ترك أخاه أو يهزمه
لقد تركنا أهل غزة وبقية فلسطين يأكلون وما زلنا مصرين على أن ندعو الله لهم ونتركهم دون أن نقوم بالدفاع عنهم بحجج مختلفة نخدع بها أنفسنا
تقول حكاية المثل:
"إنما مثلي ومثل ... كمثل ثلاثة أثوار كانت في أَجَمة (شجر كثيف بالغابة): أبيض، وأسود، وأحمر، ومعها أسد، فكان لا يقدر منها على شيء لاجتماعها عليه، فقال الأسد للثور الأسود والأحمر: "إنه لا يدل علينا في أجمتنا إلا الثور الأبيض، فإن لونه مشهور، ولوني على لونكما، فلو تركتماني آكله خلت لكما الأجمة وصفت"، فقالا: "دونك وإياه فكله"، فأكله، ومضت مدة على ذلك، ثم إن الأسد قال للثور الأحمر: "لوني على لونك، فدعني آكل الثور الأسـود"، فقـال له: "شأنك به"، فأكله، ثم بعد أيـام قال للثور الأحمر: "إني آكلك لا محال"؛ فقال الثور الأحمر: "دعني أنادي ثلاثة"، فقال الأسد: "افعل"، فنادى الثور الأحمر: "إنما أُكلت يوم أُكِل الثورُ الأبيض" قالها ثلاثاً"
الغريب في الوضع الحالي في هذه الأمة المهزومة هو أنهم يقلدون الأمة الكافرة التى كانت تفعل ذلك في نفسها وهى :
اليهود أو بنى إسرائيل
اليهود كانوا يقومون بمساعدة أعدائهم على هزيمة اخوتهم بالمال والسلاح وعلى طرد اخوتهم من بيوتهم وأسر اخوتهم
والسبب فقط :
أن يقال أن بنو فلان أحسن من بنى فلان من اليهود لأنهم قاموا بافتداء الأسرى من اخوتهم وايوائهم عندهم
وفى هذا قال سبحانه :
"وإذ أخذنا ميثاق بنى إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزى فى الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب"
الأمة التي تعيث فسادا حاليا في فلسطين فتقتل وتجرح وتطرد الناس وتهدم بيوتهم هي تلك الأمة التي كانت تساعد الأعداء على هزيمة بعضها وأسرهم وطردهم ثم تقوم بالافتداء وإيواء الاخوة
نفس ما كان يحدث منهم أصبح حاليا هو وضع هذه الأمة المهزومة فالفلسطينيين يأوى العرب بعضهم في البلاد المجاورة لفلسطين وحتى غير المجاورة
بعض البلدان العربية تقوم بالوساطة بين الفلسطينيين واليهود لحل مشكلة الأسرى من الجانبين ونجد رحلات مكوكية هنا وهناك
وبعض البلدان العربية يقوم باستعراض أملاكه وأمواله فيرسل المساعدات لاخوته وفيما بعد يقال للفلسطينيين وحتى للشعوب:
أننا أضعنا الأجيال والأعمار والأموال من أجلهم