النفى في كتاب الله
النفى في المعنى المتعارف هو :
تغريب الإنسان
والمقصود:
إرساله من بلد إلى بلد أخرى
وفى عرف المحتلين كان :
أن يترك بلده الأصلى ويتم تسفيره إلى بلد أخرى لا يعرف شيئا عن أهلها أو ليس له علاقة بهم
والبعض درسوا في بلادهم كيف قام المحتل الانجليزى مثلا بنفى أحمد عرابى إلى جزيرة سريلانكا ونفى سعد زغلول إلى مالطة وسيشل
وأما في عرف الملوك فقد يتم النفى نفيا داخليا كما حدث من نفى محمد على لعمر مكرم إلى دمياط ونفى البشير الإبراهيم من المحتل الفرنسى إلى منطقة أفلو في الجنوب الغربى من الجزائر ونفى سعد الجابرى السورى من قبل نفس المحتل إلى الجزيرة السورية
بالطبع عقوبة النفى يظن من يفعلها بمعنى الابعاد المكانى أنه بذلك يمنع تأثير المنفى على الناس لأنه يأخذ وقتا طويلا حتى يتعرف على لغة الناس في البلد الجديد أو حتى يتعرف عليهم ولكن للأسف الشديد فالعقوبة لا تمنع هذا التأثير في الناس فيقال مثلا أن أحمد عرابى في منفاه دعا أهل سريلانكا إلى الإسلام فأسلم على يديه العديد من الناس
وفى تراثنا نجد حكايات غريبة مثل :
أن عُمَر بْن الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَعُسُّ بِالْمَدِينَةِ فَسَمِعَ امْرَأَةً تَتَغَنَّى بِأَبْيَاتِ تَقُولُ فِيهَا:
هل من سبيل إلى خمر فأشربها ** هل من سبيل إلى نصر بن حجاج
فَدَعَا بِهِ فَوَجَدَهُ شَابًّا حَسَنًا ، فَحَلَقَ رَأْسَهُ ، فَازْدَادَ جَمَالًا فَنَفَاهُ إلَى الْبَصْرَةِ لِئَلَّا تَفْتَتِنُ بِهِ النِّسَاءُ .
ثمَّ إِنَّه بعث يطْلب الْقدوم إِلَى وَطنه ، وَيذكر ألا ذَنْب لَهُ فَأبى عَلَيْهِ ، وَقَالَ: أما وَأَنا حَيّ فَلَا . "
رواه ابن شبة في "تاريخ المدينة" (2/762) عن قتادة ، والخرائطي في "اعتلال القلوب" (2/ 392) ، وابن الجوزي في "ذم الهوى" (ص123) عن مُحَمَّد بْن الْجَهْمِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ به مطولا .
ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (4/ 322) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (62/ 21) عَنِ الشَّعْبِيِّ ، وابن سعد في "الطبقات" (3/216) عن عبد الله بن بريدة ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (62/ 23) عن محمد بن سيرين ."
وهى حكاية لم تحدث حسب أهل الحديث فكل الأسانيد التى رويت فيها كل واحد منها فيه مقال والمقصود عيب وأصح الروايات كما يقولون هو حديث مرسل
وأما من يناقشها حسب كتاب الله فهى لم تحدث لأن النافى نفاه من بلدة فيها نساء وهى المدينة إلى بلدة فيها نساء وهى البصرة ومن ثم لو كان هناك فتنة كما تزعم الحكاية فإنها ستقع في أى مكان يذهب الإنسان إليه
الغريب هو أن من افتروا الحكاية لم يروا فيها إلا حكمة بينما هى ليست سوى اتهام مباشر لعمر بن الخطاب ومن وافقوه وهو ما لم يحدث بالجهل بالقضاء واتهام لهم بالإصرار على الظلم كالتالى :
أولا العقاب على غير جريمة فلا توجد عقوبة على خلقة الله الجميلة
ثانيا أن نفى إنسان معناه عقاب عائلته والمقصود :
إن كان له زوجة وابناء فمن سيرعاهم في أثناء غيابه ؟
وأين حق الزوجة في الجماع والذى يحكمه نص يقول أن غياب اربعة أشهر عن الزوجة هو طلاق واقع لا محالة وهو قوله سبحانه :
"للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم"
وإذا كان له أب وام فمن سيرعاهم في تلك الحال ؟والمفروض أن من يراعهم هو الابن وليس البنت كما قال سبحانه :
" إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف "
إذا هنا نحن نعاقب العائلة وهو ما يعارض أن الجريمة فردية وليست جماعية كما قال سبحانه :
"ولا تزر وزارة وزر أخرى"
ثالثا أن النافى عاقب نصر المزعوم عقوبتين أولهما النفى والثانى حلق شعره وأصر على ذنب على أن يكون نفيه طالما كان حيا
رابعا أن تأثير المنفى واقع في أى مكان سيذهب إليه ومن ثم فكأن النافى له لم يفعل شىء وكما سبق القول :
نفى أحمد عرابى أحدث تأثيرا في سريلانكا وحتى نفى سعد زغلول أحدث تأثيرا في مصر وإن لم يحدث تأثيرا في مالطة وسيشل ومن ثم قامت ثورة 1919م
ومن ثم فالنفى بالمعنى البشرى وهو الابعاد من بلد لبلد ليس له تأثير عقابى على المنفى
الغريب أن المفسرين أخذوا المعنى المتعارف عليه عند البشر عندما فسروا النفى في آية الحرابة بأنه الابعاد عن البلد أو سجن المحارب
معنى نفى المحاربين لله فى الأرض:
شرح الله أن جزاء وهو عقوبة الذين يحاربون الله ورسوله (ص)وهم الذين يعادون الله ونبيه(ص)وهم أنفسهم الذين يسعون فى الأرض فسادا والمقصود الذين يسيرون فى البلاد بالبغى وهو دين الشيطان من خلال قتل وجرح وترويع الناس وارتكاب الجرائم الأخرى هو :
أن يقتلوا والمقصود أن يعدموا وبلفظ أخر يهلكوا وشرحه بأنه:
أن يصلبوا المقصود يرفعوا على الصليب وشرح الأمر بألفاظ أخرى حيث قال:
تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف والمقصود أن تفصل يد من اليدين والرجل المعاكسة لها في الناحية ويرفع حتى يهلك على الصليب
والعقوبة المخيرة الثانية :
أو أن ينفوا من الأرض والمقصود أن يبعدوا عن البر للماء باغراقهم وبكلمات أخرى أن يغرقوا فى المياه
وفى المعنى قال سبحانه:
"إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم أو أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض"
بالطبع المفسرون لم يلاحظوا أن النفى بمعنى الابعاد عن المكان وهو دار المسلمين هو مكافاة للمحارب لله لأنهم أبقوا على حياته وأبقوا على تأثيره فعندما سيذهب لبلد كافر فإنه سيكون في الغالب عصابة ويعود ويؤذى المسلمين
ومن ثم لا يمكن أن يكون النفى بهذا المعنى عقوبة
ولم يلاحظ المفسرون أن كل العقوبات التى ذكرها الله في آية الحرابة كلها تؤدى للموت :
القتل
الصلب وهو التعليق على الصليب حتى الموت والقرآن يجمع بين الصلب والتقطيع كعقوبة واحدة والمقصود:
تقطيع الأيدى والأرجل من خلاف وهو:
قطع الرجل اليمنى مع اليد اليسرى أو اليد اليمنى مع الرجل اليسرى وتركه ينزف حتى الموت
الثلاثة كلها تؤدى للموت فلماذا تختلف نهاية النفى عنهم ؟
النفى من الأرض معناه الابعاد عن اليابس وهو البر ومن ثم ليس لها معنى سوى اغراق المحارب في الماء
النفى في المعنى المتعارف هو :
تغريب الإنسان
والمقصود:
إرساله من بلد إلى بلد أخرى
وفى عرف المحتلين كان :
أن يترك بلده الأصلى ويتم تسفيره إلى بلد أخرى لا يعرف شيئا عن أهلها أو ليس له علاقة بهم
والبعض درسوا في بلادهم كيف قام المحتل الانجليزى مثلا بنفى أحمد عرابى إلى جزيرة سريلانكا ونفى سعد زغلول إلى مالطة وسيشل
وأما في عرف الملوك فقد يتم النفى نفيا داخليا كما حدث من نفى محمد على لعمر مكرم إلى دمياط ونفى البشير الإبراهيم من المحتل الفرنسى إلى منطقة أفلو في الجنوب الغربى من الجزائر ونفى سعد الجابرى السورى من قبل نفس المحتل إلى الجزيرة السورية
بالطبع عقوبة النفى يظن من يفعلها بمعنى الابعاد المكانى أنه بذلك يمنع تأثير المنفى على الناس لأنه يأخذ وقتا طويلا حتى يتعرف على لغة الناس في البلد الجديد أو حتى يتعرف عليهم ولكن للأسف الشديد فالعقوبة لا تمنع هذا التأثير في الناس فيقال مثلا أن أحمد عرابى في منفاه دعا أهل سريلانكا إلى الإسلام فأسلم على يديه العديد من الناس
وفى تراثنا نجد حكايات غريبة مثل :
أن عُمَر بْن الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَعُسُّ بِالْمَدِينَةِ فَسَمِعَ امْرَأَةً تَتَغَنَّى بِأَبْيَاتِ تَقُولُ فِيهَا:
هل من سبيل إلى خمر فأشربها ** هل من سبيل إلى نصر بن حجاج
فَدَعَا بِهِ فَوَجَدَهُ شَابًّا حَسَنًا ، فَحَلَقَ رَأْسَهُ ، فَازْدَادَ جَمَالًا فَنَفَاهُ إلَى الْبَصْرَةِ لِئَلَّا تَفْتَتِنُ بِهِ النِّسَاءُ .
ثمَّ إِنَّه بعث يطْلب الْقدوم إِلَى وَطنه ، وَيذكر ألا ذَنْب لَهُ فَأبى عَلَيْهِ ، وَقَالَ: أما وَأَنا حَيّ فَلَا . "
رواه ابن شبة في "تاريخ المدينة" (2/762) عن قتادة ، والخرائطي في "اعتلال القلوب" (2/ 392) ، وابن الجوزي في "ذم الهوى" (ص123) عن مُحَمَّد بْن الْجَهْمِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ به مطولا .
ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (4/ 322) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (62/ 21) عَنِ الشَّعْبِيِّ ، وابن سعد في "الطبقات" (3/216) عن عبد الله بن بريدة ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (62/ 23) عن محمد بن سيرين ."
وهى حكاية لم تحدث حسب أهل الحديث فكل الأسانيد التى رويت فيها كل واحد منها فيه مقال والمقصود عيب وأصح الروايات كما يقولون هو حديث مرسل
وأما من يناقشها حسب كتاب الله فهى لم تحدث لأن النافى نفاه من بلدة فيها نساء وهى المدينة إلى بلدة فيها نساء وهى البصرة ومن ثم لو كان هناك فتنة كما تزعم الحكاية فإنها ستقع في أى مكان يذهب الإنسان إليه
الغريب هو أن من افتروا الحكاية لم يروا فيها إلا حكمة بينما هى ليست سوى اتهام مباشر لعمر بن الخطاب ومن وافقوه وهو ما لم يحدث بالجهل بالقضاء واتهام لهم بالإصرار على الظلم كالتالى :
أولا العقاب على غير جريمة فلا توجد عقوبة على خلقة الله الجميلة
ثانيا أن نفى إنسان معناه عقاب عائلته والمقصود :
إن كان له زوجة وابناء فمن سيرعاهم في أثناء غيابه ؟
وأين حق الزوجة في الجماع والذى يحكمه نص يقول أن غياب اربعة أشهر عن الزوجة هو طلاق واقع لا محالة وهو قوله سبحانه :
"للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم"
وإذا كان له أب وام فمن سيرعاهم في تلك الحال ؟والمفروض أن من يراعهم هو الابن وليس البنت كما قال سبحانه :
" إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف "
إذا هنا نحن نعاقب العائلة وهو ما يعارض أن الجريمة فردية وليست جماعية كما قال سبحانه :
"ولا تزر وزارة وزر أخرى"
ثالثا أن النافى عاقب نصر المزعوم عقوبتين أولهما النفى والثانى حلق شعره وأصر على ذنب على أن يكون نفيه طالما كان حيا
رابعا أن تأثير المنفى واقع في أى مكان سيذهب إليه ومن ثم فكأن النافى له لم يفعل شىء وكما سبق القول :
نفى أحمد عرابى أحدث تأثيرا في سريلانكا وحتى نفى سعد زغلول أحدث تأثيرا في مصر وإن لم يحدث تأثيرا في مالطة وسيشل ومن ثم قامت ثورة 1919م
ومن ثم فالنفى بالمعنى البشرى وهو الابعاد من بلد لبلد ليس له تأثير عقابى على المنفى
الغريب أن المفسرين أخذوا المعنى المتعارف عليه عند البشر عندما فسروا النفى في آية الحرابة بأنه الابعاد عن البلد أو سجن المحارب
معنى نفى المحاربين لله فى الأرض:
شرح الله أن جزاء وهو عقوبة الذين يحاربون الله ورسوله (ص)وهم الذين يعادون الله ونبيه(ص)وهم أنفسهم الذين يسعون فى الأرض فسادا والمقصود الذين يسيرون فى البلاد بالبغى وهو دين الشيطان من خلال قتل وجرح وترويع الناس وارتكاب الجرائم الأخرى هو :
أن يقتلوا والمقصود أن يعدموا وبلفظ أخر يهلكوا وشرحه بأنه:
أن يصلبوا المقصود يرفعوا على الصليب وشرح الأمر بألفاظ أخرى حيث قال:
تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف والمقصود أن تفصل يد من اليدين والرجل المعاكسة لها في الناحية ويرفع حتى يهلك على الصليب
والعقوبة المخيرة الثانية :
أو أن ينفوا من الأرض والمقصود أن يبعدوا عن البر للماء باغراقهم وبكلمات أخرى أن يغرقوا فى المياه
وفى المعنى قال سبحانه:
"إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم أو أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض"
بالطبع المفسرون لم يلاحظوا أن النفى بمعنى الابعاد عن المكان وهو دار المسلمين هو مكافاة للمحارب لله لأنهم أبقوا على حياته وأبقوا على تأثيره فعندما سيذهب لبلد كافر فإنه سيكون في الغالب عصابة ويعود ويؤذى المسلمين
ومن ثم لا يمكن أن يكون النفى بهذا المعنى عقوبة
ولم يلاحظ المفسرون أن كل العقوبات التى ذكرها الله في آية الحرابة كلها تؤدى للموت :
القتل
الصلب وهو التعليق على الصليب حتى الموت والقرآن يجمع بين الصلب والتقطيع كعقوبة واحدة والمقصود:
تقطيع الأيدى والأرجل من خلاف وهو:
قطع الرجل اليمنى مع اليد اليسرى أو اليد اليمنى مع الرجل اليسرى وتركه ينزف حتى الموت
الثلاثة كلها تؤدى للموت فلماذا تختلف نهاية النفى عنهم ؟
النفى من الأرض معناه الابعاد عن اليابس وهو البر ومن ثم ليس لها معنى سوى اغراق المحارب في الماء