مراجعة لكتاب أزيلوا العوائق وحققوا النجاح
على الفور دخل الكاتب إلى الموضوع وهوتقديم النصائح لتجنب الفشل حيث قال في مقدمته القصيرة جدا :
"أضع بين يدي القراء الكرام هذه النصائح لتجنب الفشل، والتي أسال الله العلي القدير أن يكتب لها القبول والتوفيق."
وأول ما تناوله هو تجنب إرادة الفشل من خلال تغيير إرادتهم من تجنب الفشل إلى إرادة النجاح وهو كلام متناقض من جانب الكاتب وفيه قال :
"تجنب ارادة الفشل
المشكلة الاولى لدى الفاشلين لا تتمثل في أنهم لا يريدون لأنفسهم النجاح، وانما تتمثل في أنهم لا يريدون لها الفشل.
ارادة النجاح وإرادة الفشل: نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان فإما أن تريد النجاح والا فانت تريد الفشل.
لابد من ازالة العوائق قبل اقامة الدار، ولابد من ابعاد روح الفشل قبل تحقيق النجاح.
إن كان يريد الله تعالى لك النجاح فلماذا أنت تريد لنفسك الفشل؟"
في الكلام السابق فشل الكاتب في التعبير عن الإرادة لأن من يريد تجنب الفشل هو من يريد النجاح ولكن التعبير الصحيح هو :
من يريد مجرد النجاح دون تفوق ومن يريد النجاح بتفوق وعلى حد علم الناس جميعا هو :
أنه ليس هناك من يريد الفشل إلا أن يكون مجنونا
وتناول الكاتب خطوات مواجهة المشاكل حيث قال :
"خطوات لمواجهة المشاكل:
الباب المغلق له أكثر من مفتاح.
أفضل وسيلة الدفاع أمام المشكلة هوالهجوم عليها.
ما خلق الباري (عزوجل) مشكلة الا واحاطها بعشرات من الطرق لحلها.
حل المشكلة مثل المسائل الرياضية يعلمك كيفية التغلب على المصاعب.
ابتعد عن الزاوية الحادة
التوتر يمنع العقل من التفكير السليم.
لابد من أن تأخذ قراراتك بهدوء وتنفذها بحماس.
سر طول العمر وسر النجاح: هدوء القلب."
وتلك الخطوات العديد منها خطأ فكل باب له مفتاح واحد وإن تعددت نسخه فهو واحد وكان الأفضل أن يقول :
المشكلة لها أكثر من حل وإن كان هذا ليس صحيحا في كل الأحوال فبعض المشاكل لها حل واحد فقط
وأما أن الهجوم هو خير وسيلة للدفاع فهذا كلام في ممارسة الألعاب فالبدء بالهجوم في أحيان يكون معصية كما معرفة أن العدو يريد الاعتداء علينا ولكنه لم يعتد ومن ثم محرم الهجوم عليه لأن الله طلب منا فقط رد العدوان فقال :
"فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"
ومثلا عندما يتغاضب اثنان فالهجوم بالمصالحة بسرعة يؤدى إلى نتائج سيئة في الغالب فلابد أولا من هدوء الغضب لأن الغضب الثائر يؤدى إلى أخطاء أخرى وهو ما عبرت عنه الرواية بثلاثة أيام متروكة بعد المشكلة وهى :
" لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما من يبدأ بالسلام"
فتلك الأيام هى فترة تهدئة للتفكير فيما حدث فالمصالحة ممكن أن تكون بعد يوم أويومين أو ثلاث أواكثر لأن المطلوب هوالقاء السلام وليس التناقش في المشكلة
,اما أن هدوء القلب هو سر طول العمر فكذب فالعمر لا يطول ولا يقصر لأن محدد المدة من قبل وفى هذا قال سبحانه:
"إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون"
وتناول كيفية تجنب الأخطاء حيث قال :
"كيف تتجنب الأخطاء؟
ليست المشكلة أن نرتكب نحن الخطأ بل المشكلة في أن يسيطر الخطأ علينا.
أفضل ألف مرة أن تتجنب الخطأ من أن تتراجع عنه فيما بعد.
يحيط بالخطأ الواحد مجموعة أخطاء مثل خطأ تدبير الخطأ وخطأ الانخداع به وخطا التستر عليه وخطا الانجرار معه بالاضافة الى خطأ تكراره."
وأول ما قاله عن ارتكاب الخطأ ليس مشكلة غلط عظيم فالخطأ هواصل المشكلة وأما الإصرار عليه فهو ما يؤدى إلى جهنم لأن التوبة من الخطأ وهى الاستغفار والندم عليه تحل المشكلة وأما إصرار على الخطأ والتمادى فيها فهو طريق دخول النار لكونه كفر كما قال سبحانه :
"والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروه لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون"
وتناول طرق التغلب على الخطأ حيث قال :
"هناك دائما طريقتان لقهر الخطأ :
الأولى - أن نتجاوزها بعد أن نرتكبها وتلك هي طريقة عامة للناس الثانية- أن نتجنب الوقوع فيها منذ البداية وتلك هي طريقة الحكماء."
وتجاوز الخطأ وهو نسيانه بعد ارتكابه ليس حلا والحل هو كما قال الله في الآية التى ذكرناها وهواستغفار الله ووجوب إرجاع الحقوق لأهلها أن كان في الذنب تضييع لحقوق الناس
وطالب بعدم الخوف من الفشل لأن بعد الفشل لابد من النجاح وقدم نصائح متعددة حيث قال:
"لا تخش الفشل
كما أن لا نهار بلا ليل ولا ورد بلا شوك ولا ربيع بلا خريف كذلك لإ نجاح بلا فشل."
هذه ليست بنصيحة وإنما دعوة لعمل الذنوب يوجد نجاح بلا فشل وهوان تطيع الله من البداية ولا تعصاه وإنما النصيحة التقليل من عمل الذنوب قدر الاستطاعة كما قال سبحانه:
"فاتقوا الله ما استطعتم"
وقال :
أحيانا الفشل هوالطريق الوحيد الى النجاح.
التخلص من عقدة الفشل هواول خطوة نحوتحقيق النجاح.
أفضل وسيلة بشرية لتعلم الأشياء هي وسيلة تجربة الخطأ والصواب."
وكون التجربة خير وسيلة للتعلم خطأ لأن الله بين الحلال والحرام وهوالحق والباطل فلماذا نجرب الحرام ونحن نعلم أنه ضار أساسا كما أن التجربة قد لا تبين الصواب لأنها لا تبين المضار في بعض الأحيان مثل من يزنى بامرأة واحدة تكتف بزناها معه بينما لو زنى بعدد من النساء فاحتمال تبين الضرر كبير وهوانتقال الأمراض الجنسية له
وقال :
"تحمل الخسائر وأبدأ العمل من جديد
لا تكن حزينا على ما ذهب منك، بل كن حزينا على ما لم يذهب بعد ولا تكن قلقا على فرصة ضيعتها كن قلقا على فرصة موجودة بين يديك.
أيها النصر، ما أعظمك بعد الهزيمة! وأيها الربح، ما أحلاك بعد الخسارة! وأيها النجاح ما أروعك بعد الفشل!
تجربة الخسارة وتجاوزها من أروع التجارب البشرية."
بالطبع تجربة الخسارة ليست من أروع التجارب حتى وإن تجاوزها الإنسان لأن هناك خسائر فوق الطاقة لا يمكن اصلاحها فى بعض التجارب فمثلا ادمان المخدرات بالتجربة قد يفقد الإنسان جانب جسدى لا يمكن تعويضه فيما بعد ومثلا تجربة أكل حق بعض الاخوة أوابناءهم فيها خسارة لا يمكن اصلاحها حتى وإن أعاد الفاشل الحق لأصحابه وهى الكراهية القلبية له من قبل من أكل حقوقهم
وقال :
"الخسارة ليست طيبة المذاق ولكننا قادرون عبر تجاوزها أن نجعل مها ذكرى جميلة.
لتكن قراراتك حاسمة
الكون لا ينتظر احدا فإما أن تقرر لنفسك فيقف معك وإما لا تتخذ قرارا فيتجاوزك كل ما في الحياة.
من صفات الناجحين الكبار أنهم يتخذون قراراتهم بحزم وسرعة واذا كان عليهم أن يتراجعوا فعلوا ذلك ببطء شديد."
اتخاذ القرار بسرعة في كل الأمور غلط عظيم فالمسلمون في بدر اتخذوا قرارا بسرعة وهو اطلاق سراح الأسرى بالمال فكان قرارا خاطئا عاتبهم الله فيه وبين لهم أنه كان سيعاقبهم لولا رحمته إياهم وفى هذا قال سبحانه:
"ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم"
القرار الوحيد فيما أعلم الذى يتخذ في نفس اللحظة هو رد عدوان العدو كما قال سبحانه :
" فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"
والسبب هوان عدم الرد قد يزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات ويزيد من تكرار العدوان مرات أخرى
وأما أى موضوع أخر فينبغى التمهل والتريث
وقال :
من لا يقرر لنفسه يقرر له الأخرون حسب مصالحهم.
القرار الحاسم حتى وان كان خاطئا أفضل بكثير من اللاقرار الحاسم حتى وان كان صحيحا."
الغلط هوان القرار الخاطىء الحاسم أفضل من عدم التقرير حتى ولو كان صحيحا والحقيقة أن الخطأ لا يمكن أن أفضل من الصحيح فلا يمكن أن يكون فعل الذنب أفضل من عدم فهعله
وقال :
"استمع الى كل النصائح واعمل بما ينفعك منها
ليس للنجاح وصفه واحدة بل له عشرات الوصفات ولعل بعضها يصلح لأناس ولا يصلح لآخرين، ولعل بعضها يكمل نواقص البعض فيحرزون النجاح بعد ذلك. المهم أن عليك أن تستمع الى كل الوصفات وتعمل بما ينفعك منها.
كم من نصائح صغيرة صنعت رجالا كبارا؟
قال أحد العلماء: انا مدين في كل ما عندي لنصيحة صغيرة اسداها الى عابر سبيل!
لولم نكن قد قبلنا ارشادات آبائنا وأمهاتنا لكنا لانزال بحاجة الى من يعلمنا كيف نمشي، وكيف نلبس ملابسنا وكيف نغسل وجوهنا في الصباح وكيف نجلس على مائدة الطعام."
وتناول مشاعر النجاح حيث قال :
"إحساس النجاح
ياله من شعور عظيم .. واحساس جميل .. ذلك الذي يتملك الإنسان حين
تتاح له الفرصة ليفجر طاقاته ويبرز مواهبه ، ويترجم أفكاره إلى أعمال محسوسة ويحول أحلامه إلى واقع ملموس ، ويحقق إنجازات قد وضع فيها كل حبه وإخلاصه فصارت من أعظم الإنجازات وحق له أن يفخر بها .. ، ويعتمد على نفسه في كل ذلك بمساعدة من زملاءه وتوجيهات ممن حوله .. رائع هو الشعور بالاعتزاز لعمل قدمته .. ولذيذ هو طعم ثمار النجاح ..
النجاح .. هدف نبيل يسعى إليه الجميع .. لا يمكن تحقيقه إلا بالعزيمة والإصرار والمثابرة .. ولكي نصل إلى النجاح .. لابد أن نرسم خارطة للنجاح .. نعبر فيها الطريق بكل إرادة وقوة .. وفي النهاية نصل إلى المراد"
وتناول ما أسماه نهاية المطاف حيث قال :
.. نهاية المطاف ..
خارطة النجاح بعيدة الآفاق .. واسعة المدارك .. مترامية الأطراف ..تتخللها العقبات ولا تخلو من الأشواك .. وليس أي شخص يتخطى صعوباتها .. ،وهي كذلك مفروشة بالورود والأزهار .. وليس أي شخص يتمتع بعبق هذه الأزهار ..الكثيرون يحاولون الدخول إلى هذا العالم ، والبعض يخافون الفشل في هذا العالم .. ، وأخرون تحدوا المستحيل ودخلوا بكل شجاعة واقدام إلى هذا العالم .. عالم النجاح ..
أنهم قد بدئوا مشوار النجاح دخلوا إلى الخارطة .. يمشون بكل عزيمة وإصرار .. يعملون بكل جد وثبات واخلاص .. واجهتهم بعض الصعوبات .. تسلل إلى قلوبهم اليأس .. ثم استطاعوا بتفاؤلهم وايمانهم بالحياة أن يطردوه ويتابعوا المسير .. وصلوا إلى منتصف المسافة .. اعترضتهم أشباح الشر والهزيمة ..حاولت الشياطين إغرائهم بكل وسيلة .. أنهم يحلمون بالمجد والثروة والشهرة ..
وهناك طريقان للوصول إليها .. طريق الصلاح و هو الأفضل والأضمن ولكنه طويل و شاق ، وطريق آخر .. طريق الشر والكذب والخيانة والخداع ، والنفاق واستغلال أصحاب القلوب الطيبة من الناس ، وهو سيء وعواقبه وخيمة ولكنه الأسرع .. ( الكلام سهل ولكن .. ) "
والغلط هو أن النجاح عن طريق الخير بطىء وعن طريق الشر سريع فالسرعة موجودة في كلاهما والبطء موجود في كلاهما على حسب العمل المطلوب تنفيذه فالسارق في بعض سرقاته يعانى البطء في التنفيذ لأنه أولا لابد أن يراقب المكان مدة طويلة ولابد أن يعرف تخطيط المكان وأين الشىء المراد سرقته وبعد ذلك يحضر الأدوات أو يدرب من معه ثم بعد هذا ينفذون ومن ثم هناك سرقات تستغرق شهورا وأحيانا أعواما كما في سرقات التجسس
وتناول تحقيق الأحلام بطرق الحق وطرق الباطل مقارنا بينهم حيث قال:
" البعض تباطؤا وهم لا يريدون متابعة المشوار ، ولكنهم يحلمون ، ولكي يحققوا الأحلام لا بد أن يتابعوا المشوار ، ولكنهم لا يودون الانتظار ، يريدون تحقيقها بسرعة حتى لو كانت طريقهم خاطئة و عواقبها وخيمة .. فاستسلموا لأشباح الشر و مشوا في طريقها فحققوا
الأحلام .. وصلوا إلى الشهرة وحصلوا على المال .. ولكنهم لن يحصلوا أبدا على السعادة والراحة و حب الناس في الدنيا .. ولا الخاتمة الطيبة .. حتى الدعاء الصالح الذي قد ينجيهم من عذاب ربهم قد انقلب ضدهم .. أنهم في عذاب مستمر و ظلام دامس إلى أن يهدي الله قلوبهم إلى الخير والصلاح .. و مؤكد سيتبدد كل ما حققوه من أحلام مهما طالت الأيام ..
والآخرون قاتلوا أشباح الشر بكل شجاعة واقدام .. وابعدوا الشياطين عن نفوسهم بالإيمان والهدى والقرآن .. أنهم أناس يعلمون جيدا أن النجاح هو الأخلاق ، لا يرضون أبدا بالنجاح عن طريق الكذب والخداع ويعتبرون أنه ليس بنجاح لأن أصحابه لم يبذلوا أي جهد طيب في الوصول إليه .. تابعوا المسير .. تخطوا المزيد من الصعاب .. واجهتهم أشباح الشر مرة أخرى قاتلوها و جاهدوا شهوات أنفسهم .. فتخطوا بذلك أصعب الصعاب .. كانت الشياطين تحاول إغرائهم طوال الطريق بكل وسيلة وتحاول الدخول إلى قلوبهم عن طريق أي سبيل .. لكن قلوبهم كانت قوية وعامرة بالإيمان والحب والإخلاص فلم تستطع الدخول إليها .. وبعد كل ذلك .. أصبحت طريقهم مفروشة بالورود والأزهار .. وبعد سنوات و سنوات من المسير والكفاح المستمر .. وبعد أن وصلوا إلى أهدافهم وحققوا كل أحلامهم وامانيهم .. وصلوا إلى نهاية المطاف ومسك الختام .."
والحقيقة أن بعض مما يشاع عن أن ما جاء بالباطل لا يدوم وأن الحلال يدوم ليس صحيها في دنيانا فانظر ترى أموال العصابات الكبرى كالمافيا وأمثالها موجودة من قرون ولم تزول وانظر إلى أموال المسلمين ترى أموال المهاجرين في عهد النبى (ص) في مكة قد ضاعت وذهبت مع كونها من حلال كما قال سبحانه:
"للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا"
وتناول ما اسماه النجاح الكبير حيث قال :
النجاح الكبير ..
هؤلاء أناس أفاضل .. أحلامهم كثيرة وطموحاتهم كبيرة .. أخلاقهم عالية وافاقهم بعيدة .. مداركهم واسعة .. يؤمنون بالمباديء السامية ويطبقونها في كل شؤون حياتهم .. عنوانهم هو الإخلاص ومفتاحهم الصبر .. وشعارهم
: (لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس ) ..
لنلقي نظرة على حياة أحد هؤلاء الناجحين .. حياة كريمة سعيدة هانئة
.. ينتشر فيها عبق زكي طيب الرائحة ..ويملؤها الحب والصفاء .. أسرة طيبة.. أبناؤها ناجحون و سعيدون في حياتهم ، وسمعة حسنة وحب من الناس ..مشهور ومحبوب وله ثروة لا بأس بها يستطيع أن يعيش منعما بها واسرته طوال عمره بإذن الله .. وخاتمة طيبة بإذن الله فيديه لم تقرب الحرام .. لقد حقق أحلامه ووصل إلى طموحاته ولكنه لن يهدأ ، فمن اعتاد على النجاح ، لا يستطيع أن يعيش بدونه ، ومن تذوق ثمار النجاح لن ينسى طعمها أبدا ، وسيشتاق لها دائما ، لذلك سيواصل وضع الأهداف وتحقيقها ، حتى يصل إلى ذلك الأفق البعيد الذي يحلم كل الشجعان الطموحين بالوصول إليه .."
وبالطبع النجاح الكبير ليس دنيويا وإنما النجاح هو الفوز بالجنة والبعد عن النار كما قال سبحانه :
"إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير"
وتناول استمرارية النجاح الدنيوى حيث قال :
"ولكل من يود النجاح تقول الأمثال : (( النجاح يجر النجاح )) ..فتعرف إذن على حياة الناجحين يتسنى لك الطريق للوصول إلى النجاح .. وحولنا في هذه الحياة هناك الكثير والكثير من الناجحين .. منهم الذين جاهدوا وقاتلوا من أجل دينهم واعلاء كلمة الحق .. فصاروا من الشهداء الأبرار الفاضلين أمثال سيف الله خالد بن الوليد .. الذي كان يسبقه سيفه و ظله فتتقهقر صفوف الأعداء قبل أن يقابلها ، ولم يبق في جسده مكان إلا واصيب فيه بطعنة أو ضربة بسيف ، وصلاح الدين الأيوبي ناصر القدس و بطل حطين .. و صقر قريش عبد الرحمن الداخل ، وامين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ، ولنا في أسيادنا أنبيائنا قدوة حسنة عليهم سلام الله وصلواته .."
وما ذكره الكاتب هنا فيه أغلاط فخالد بن الوليد تاريخيا لم يستشهد لأنه مات على فراشه ويذكرون قولته " فلا نامت أعين الجبناء" وأما كون أبو عبيدة أمين الأمة فهو اتهام للأمة كلها بالخيانة وهو ما نفاه الله يقوله :
" والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون"
فالأمة كلها أمناء وليس أبو عبيدة وحده
وقال :
"وهناك الناجحون الذين وهبوا حياتهم للعلم وكرسوها وضحوا بها لأجل خدمة البشرية فعملوا بكل جهد و طموح لينقذوا الناس من الآفات ويسهلوا عليهم الحياة .. أمثال باستور وابن سينا ، وابن حيان ، والخوارزمي ، والعالم المصري (( أحمد زويل )) الحاصل على جائزة نوبل للعام المنصرم .. وجراهام بل مخترع الهاتف ،واديسون الذي اكتشف الكهرباء ، وابراهام لنكون محرر العبيد .. و هناك الناجحون ممن تخصصوا في مجال واحد و برعوا فيه .. مثل بيتهوفن و موزارت و باخ في الموسيقى .. و بيكاسوالذي صنع بفرشاته أروع اللوحات و ديفنشي الذي لم تقتصر أعماله على الفن فقط بل تحولت إلى الكيمياءوالهندسة و علوم الشؤون الحربية .. و هناك الناجحون من الأدباء و على رأسهم أمير الشعراء أحمد شوقي ، و شاعر النيل و شكسبير ، تشارلي تشابلن وفيكتور هوجو .ولا ننسى أبدا أن هناك من النساء من كان لهن أثر كبير في حياتنا و حياة من سبقونا .. لا ننسى أبدا شجاعة أسماء بنت أبي بكر والخنساء و شجرة الدر .. و هيلين كيلر التي قهرت إعاقتها و نجحت في حياتها .. و ماري كوري
مكتشفة اليورانيوم .. و ماريا مونستري مكتشفة الكنز .. درست الهندسة و كانت أول فتاة تقتحم هذا العالم في تلك الأيام ، ثم تحولت إلى الجوليجيا و منهإلى الطب .. و ساعدت الأطفال المتخلفين عقليا على تنمية مواهبهم وقدراتهم الإبداعية والانسجام مع الناس من حولهم و بذلك اكتشفت الكنز والطاقات والقدرات المدفونة في قلوب هذه الفئة من الأطفال .. و هؤلاء جميعا هم من يجب أن نتخذهم قدوتنا بعد كل ذلك نستطيع أن ندرك أن الطريق إلى النجاح لا يتم إلا بالإرادة القوية والعزيمة والإصرار والمثابرة والعمل الجاد والأهم من ذلك كله أن يتحلى الانسان بالأخلاق الفاضلة وان يسير على المباديء السامية ..ويحترم الانسانية .. مستعدا للتضحية ، طموحا واسع المدارك والآفاق ،متمسكا بالأمل والصبر ولا يسأم الكفاح ..
وكلما تسلل اليأس إلى نفسك ، ولاح أمامك شبح الفشل .. تذكر دائما ذلك الأفق البعيد الذي تحلم دائما بالوصول إليه .. تذكره وضعه أمام عينيك ،واجعله سلاحك في الطريق للوصول إلى النجاح .. وليكن شعارك إلى الأبد .. (( نحوالأفق .. حتى النهاية ..)) ........."
والأمثلة السابق الغلط فيها المقارنة بين مسلمين وغير مسلمين وهذا المقارنة لا يمكن أن تضع الاثنين في كفة واحدة مساوية بينهم وإنما هم كفتان ترجح إحداهما على الأخرى
على الفور دخل الكاتب إلى الموضوع وهوتقديم النصائح لتجنب الفشل حيث قال في مقدمته القصيرة جدا :
"أضع بين يدي القراء الكرام هذه النصائح لتجنب الفشل، والتي أسال الله العلي القدير أن يكتب لها القبول والتوفيق."
وأول ما تناوله هو تجنب إرادة الفشل من خلال تغيير إرادتهم من تجنب الفشل إلى إرادة النجاح وهو كلام متناقض من جانب الكاتب وفيه قال :
"تجنب ارادة الفشل
المشكلة الاولى لدى الفاشلين لا تتمثل في أنهم لا يريدون لأنفسهم النجاح، وانما تتمثل في أنهم لا يريدون لها الفشل.
ارادة النجاح وإرادة الفشل: نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان فإما أن تريد النجاح والا فانت تريد الفشل.
لابد من ازالة العوائق قبل اقامة الدار، ولابد من ابعاد روح الفشل قبل تحقيق النجاح.
إن كان يريد الله تعالى لك النجاح فلماذا أنت تريد لنفسك الفشل؟"
في الكلام السابق فشل الكاتب في التعبير عن الإرادة لأن من يريد تجنب الفشل هو من يريد النجاح ولكن التعبير الصحيح هو :
من يريد مجرد النجاح دون تفوق ومن يريد النجاح بتفوق وعلى حد علم الناس جميعا هو :
أنه ليس هناك من يريد الفشل إلا أن يكون مجنونا
وتناول الكاتب خطوات مواجهة المشاكل حيث قال :
"خطوات لمواجهة المشاكل:
الباب المغلق له أكثر من مفتاح.
أفضل وسيلة الدفاع أمام المشكلة هوالهجوم عليها.
ما خلق الباري (عزوجل) مشكلة الا واحاطها بعشرات من الطرق لحلها.
حل المشكلة مثل المسائل الرياضية يعلمك كيفية التغلب على المصاعب.
ابتعد عن الزاوية الحادة
التوتر يمنع العقل من التفكير السليم.
لابد من أن تأخذ قراراتك بهدوء وتنفذها بحماس.
سر طول العمر وسر النجاح: هدوء القلب."
وتلك الخطوات العديد منها خطأ فكل باب له مفتاح واحد وإن تعددت نسخه فهو واحد وكان الأفضل أن يقول :
المشكلة لها أكثر من حل وإن كان هذا ليس صحيحا في كل الأحوال فبعض المشاكل لها حل واحد فقط
وأما أن الهجوم هو خير وسيلة للدفاع فهذا كلام في ممارسة الألعاب فالبدء بالهجوم في أحيان يكون معصية كما معرفة أن العدو يريد الاعتداء علينا ولكنه لم يعتد ومن ثم محرم الهجوم عليه لأن الله طلب منا فقط رد العدوان فقال :
"فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"
ومثلا عندما يتغاضب اثنان فالهجوم بالمصالحة بسرعة يؤدى إلى نتائج سيئة في الغالب فلابد أولا من هدوء الغضب لأن الغضب الثائر يؤدى إلى أخطاء أخرى وهو ما عبرت عنه الرواية بثلاثة أيام متروكة بعد المشكلة وهى :
" لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما من يبدأ بالسلام"
فتلك الأيام هى فترة تهدئة للتفكير فيما حدث فالمصالحة ممكن أن تكون بعد يوم أويومين أو ثلاث أواكثر لأن المطلوب هوالقاء السلام وليس التناقش في المشكلة
,اما أن هدوء القلب هو سر طول العمر فكذب فالعمر لا يطول ولا يقصر لأن محدد المدة من قبل وفى هذا قال سبحانه:
"إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون"
وتناول كيفية تجنب الأخطاء حيث قال :
"كيف تتجنب الأخطاء؟
ليست المشكلة أن نرتكب نحن الخطأ بل المشكلة في أن يسيطر الخطأ علينا.
أفضل ألف مرة أن تتجنب الخطأ من أن تتراجع عنه فيما بعد.
يحيط بالخطأ الواحد مجموعة أخطاء مثل خطأ تدبير الخطأ وخطأ الانخداع به وخطا التستر عليه وخطا الانجرار معه بالاضافة الى خطأ تكراره."
وأول ما قاله عن ارتكاب الخطأ ليس مشكلة غلط عظيم فالخطأ هواصل المشكلة وأما الإصرار عليه فهو ما يؤدى إلى جهنم لأن التوبة من الخطأ وهى الاستغفار والندم عليه تحل المشكلة وأما إصرار على الخطأ والتمادى فيها فهو طريق دخول النار لكونه كفر كما قال سبحانه :
"والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروه لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون"
وتناول طرق التغلب على الخطأ حيث قال :
"هناك دائما طريقتان لقهر الخطأ :
الأولى - أن نتجاوزها بعد أن نرتكبها وتلك هي طريقة عامة للناس الثانية- أن نتجنب الوقوع فيها منذ البداية وتلك هي طريقة الحكماء."
وتجاوز الخطأ وهو نسيانه بعد ارتكابه ليس حلا والحل هو كما قال الله في الآية التى ذكرناها وهواستغفار الله ووجوب إرجاع الحقوق لأهلها أن كان في الذنب تضييع لحقوق الناس
وطالب بعدم الخوف من الفشل لأن بعد الفشل لابد من النجاح وقدم نصائح متعددة حيث قال:
"لا تخش الفشل
كما أن لا نهار بلا ليل ولا ورد بلا شوك ولا ربيع بلا خريف كذلك لإ نجاح بلا فشل."
هذه ليست بنصيحة وإنما دعوة لعمل الذنوب يوجد نجاح بلا فشل وهوان تطيع الله من البداية ولا تعصاه وإنما النصيحة التقليل من عمل الذنوب قدر الاستطاعة كما قال سبحانه:
"فاتقوا الله ما استطعتم"
وقال :
أحيانا الفشل هوالطريق الوحيد الى النجاح.
التخلص من عقدة الفشل هواول خطوة نحوتحقيق النجاح.
أفضل وسيلة بشرية لتعلم الأشياء هي وسيلة تجربة الخطأ والصواب."
وكون التجربة خير وسيلة للتعلم خطأ لأن الله بين الحلال والحرام وهوالحق والباطل فلماذا نجرب الحرام ونحن نعلم أنه ضار أساسا كما أن التجربة قد لا تبين الصواب لأنها لا تبين المضار في بعض الأحيان مثل من يزنى بامرأة واحدة تكتف بزناها معه بينما لو زنى بعدد من النساء فاحتمال تبين الضرر كبير وهوانتقال الأمراض الجنسية له
وقال :
"تحمل الخسائر وأبدأ العمل من جديد
لا تكن حزينا على ما ذهب منك، بل كن حزينا على ما لم يذهب بعد ولا تكن قلقا على فرصة ضيعتها كن قلقا على فرصة موجودة بين يديك.
أيها النصر، ما أعظمك بعد الهزيمة! وأيها الربح، ما أحلاك بعد الخسارة! وأيها النجاح ما أروعك بعد الفشل!
تجربة الخسارة وتجاوزها من أروع التجارب البشرية."
بالطبع تجربة الخسارة ليست من أروع التجارب حتى وإن تجاوزها الإنسان لأن هناك خسائر فوق الطاقة لا يمكن اصلاحها فى بعض التجارب فمثلا ادمان المخدرات بالتجربة قد يفقد الإنسان جانب جسدى لا يمكن تعويضه فيما بعد ومثلا تجربة أكل حق بعض الاخوة أوابناءهم فيها خسارة لا يمكن اصلاحها حتى وإن أعاد الفاشل الحق لأصحابه وهى الكراهية القلبية له من قبل من أكل حقوقهم
وقال :
"الخسارة ليست طيبة المذاق ولكننا قادرون عبر تجاوزها أن نجعل مها ذكرى جميلة.
لتكن قراراتك حاسمة
الكون لا ينتظر احدا فإما أن تقرر لنفسك فيقف معك وإما لا تتخذ قرارا فيتجاوزك كل ما في الحياة.
من صفات الناجحين الكبار أنهم يتخذون قراراتهم بحزم وسرعة واذا كان عليهم أن يتراجعوا فعلوا ذلك ببطء شديد."
اتخاذ القرار بسرعة في كل الأمور غلط عظيم فالمسلمون في بدر اتخذوا قرارا بسرعة وهو اطلاق سراح الأسرى بالمال فكان قرارا خاطئا عاتبهم الله فيه وبين لهم أنه كان سيعاقبهم لولا رحمته إياهم وفى هذا قال سبحانه:
"ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم"
القرار الوحيد فيما أعلم الذى يتخذ في نفس اللحظة هو رد عدوان العدو كما قال سبحانه :
" فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"
والسبب هوان عدم الرد قد يزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات ويزيد من تكرار العدوان مرات أخرى
وأما أى موضوع أخر فينبغى التمهل والتريث
وقال :
من لا يقرر لنفسه يقرر له الأخرون حسب مصالحهم.
القرار الحاسم حتى وان كان خاطئا أفضل بكثير من اللاقرار الحاسم حتى وان كان صحيحا."
الغلط هوان القرار الخاطىء الحاسم أفضل من عدم التقرير حتى ولو كان صحيحا والحقيقة أن الخطأ لا يمكن أن أفضل من الصحيح فلا يمكن أن يكون فعل الذنب أفضل من عدم فهعله
وقال :
"استمع الى كل النصائح واعمل بما ينفعك منها
ليس للنجاح وصفه واحدة بل له عشرات الوصفات ولعل بعضها يصلح لأناس ولا يصلح لآخرين، ولعل بعضها يكمل نواقص البعض فيحرزون النجاح بعد ذلك. المهم أن عليك أن تستمع الى كل الوصفات وتعمل بما ينفعك منها.
كم من نصائح صغيرة صنعت رجالا كبارا؟
قال أحد العلماء: انا مدين في كل ما عندي لنصيحة صغيرة اسداها الى عابر سبيل!
لولم نكن قد قبلنا ارشادات آبائنا وأمهاتنا لكنا لانزال بحاجة الى من يعلمنا كيف نمشي، وكيف نلبس ملابسنا وكيف نغسل وجوهنا في الصباح وكيف نجلس على مائدة الطعام."
وتناول مشاعر النجاح حيث قال :
"إحساس النجاح
ياله من شعور عظيم .. واحساس جميل .. ذلك الذي يتملك الإنسان حين
تتاح له الفرصة ليفجر طاقاته ويبرز مواهبه ، ويترجم أفكاره إلى أعمال محسوسة ويحول أحلامه إلى واقع ملموس ، ويحقق إنجازات قد وضع فيها كل حبه وإخلاصه فصارت من أعظم الإنجازات وحق له أن يفخر بها .. ، ويعتمد على نفسه في كل ذلك بمساعدة من زملاءه وتوجيهات ممن حوله .. رائع هو الشعور بالاعتزاز لعمل قدمته .. ولذيذ هو طعم ثمار النجاح ..
النجاح .. هدف نبيل يسعى إليه الجميع .. لا يمكن تحقيقه إلا بالعزيمة والإصرار والمثابرة .. ولكي نصل إلى النجاح .. لابد أن نرسم خارطة للنجاح .. نعبر فيها الطريق بكل إرادة وقوة .. وفي النهاية نصل إلى المراد"
وتناول ما أسماه نهاية المطاف حيث قال :
.. نهاية المطاف ..
خارطة النجاح بعيدة الآفاق .. واسعة المدارك .. مترامية الأطراف ..تتخللها العقبات ولا تخلو من الأشواك .. وليس أي شخص يتخطى صعوباتها .. ،وهي كذلك مفروشة بالورود والأزهار .. وليس أي شخص يتمتع بعبق هذه الأزهار ..الكثيرون يحاولون الدخول إلى هذا العالم ، والبعض يخافون الفشل في هذا العالم .. ، وأخرون تحدوا المستحيل ودخلوا بكل شجاعة واقدام إلى هذا العالم .. عالم النجاح ..
أنهم قد بدئوا مشوار النجاح دخلوا إلى الخارطة .. يمشون بكل عزيمة وإصرار .. يعملون بكل جد وثبات واخلاص .. واجهتهم بعض الصعوبات .. تسلل إلى قلوبهم اليأس .. ثم استطاعوا بتفاؤلهم وايمانهم بالحياة أن يطردوه ويتابعوا المسير .. وصلوا إلى منتصف المسافة .. اعترضتهم أشباح الشر والهزيمة ..حاولت الشياطين إغرائهم بكل وسيلة .. أنهم يحلمون بالمجد والثروة والشهرة ..
وهناك طريقان للوصول إليها .. طريق الصلاح و هو الأفضل والأضمن ولكنه طويل و شاق ، وطريق آخر .. طريق الشر والكذب والخيانة والخداع ، والنفاق واستغلال أصحاب القلوب الطيبة من الناس ، وهو سيء وعواقبه وخيمة ولكنه الأسرع .. ( الكلام سهل ولكن .. ) "
والغلط هو أن النجاح عن طريق الخير بطىء وعن طريق الشر سريع فالسرعة موجودة في كلاهما والبطء موجود في كلاهما على حسب العمل المطلوب تنفيذه فالسارق في بعض سرقاته يعانى البطء في التنفيذ لأنه أولا لابد أن يراقب المكان مدة طويلة ولابد أن يعرف تخطيط المكان وأين الشىء المراد سرقته وبعد ذلك يحضر الأدوات أو يدرب من معه ثم بعد هذا ينفذون ومن ثم هناك سرقات تستغرق شهورا وأحيانا أعواما كما في سرقات التجسس
وتناول تحقيق الأحلام بطرق الحق وطرق الباطل مقارنا بينهم حيث قال:
" البعض تباطؤا وهم لا يريدون متابعة المشوار ، ولكنهم يحلمون ، ولكي يحققوا الأحلام لا بد أن يتابعوا المشوار ، ولكنهم لا يودون الانتظار ، يريدون تحقيقها بسرعة حتى لو كانت طريقهم خاطئة و عواقبها وخيمة .. فاستسلموا لأشباح الشر و مشوا في طريقها فحققوا
الأحلام .. وصلوا إلى الشهرة وحصلوا على المال .. ولكنهم لن يحصلوا أبدا على السعادة والراحة و حب الناس في الدنيا .. ولا الخاتمة الطيبة .. حتى الدعاء الصالح الذي قد ينجيهم من عذاب ربهم قد انقلب ضدهم .. أنهم في عذاب مستمر و ظلام دامس إلى أن يهدي الله قلوبهم إلى الخير والصلاح .. و مؤكد سيتبدد كل ما حققوه من أحلام مهما طالت الأيام ..
والآخرون قاتلوا أشباح الشر بكل شجاعة واقدام .. وابعدوا الشياطين عن نفوسهم بالإيمان والهدى والقرآن .. أنهم أناس يعلمون جيدا أن النجاح هو الأخلاق ، لا يرضون أبدا بالنجاح عن طريق الكذب والخداع ويعتبرون أنه ليس بنجاح لأن أصحابه لم يبذلوا أي جهد طيب في الوصول إليه .. تابعوا المسير .. تخطوا المزيد من الصعاب .. واجهتهم أشباح الشر مرة أخرى قاتلوها و جاهدوا شهوات أنفسهم .. فتخطوا بذلك أصعب الصعاب .. كانت الشياطين تحاول إغرائهم طوال الطريق بكل وسيلة وتحاول الدخول إلى قلوبهم عن طريق أي سبيل .. لكن قلوبهم كانت قوية وعامرة بالإيمان والحب والإخلاص فلم تستطع الدخول إليها .. وبعد كل ذلك .. أصبحت طريقهم مفروشة بالورود والأزهار .. وبعد سنوات و سنوات من المسير والكفاح المستمر .. وبعد أن وصلوا إلى أهدافهم وحققوا كل أحلامهم وامانيهم .. وصلوا إلى نهاية المطاف ومسك الختام .."
والحقيقة أن بعض مما يشاع عن أن ما جاء بالباطل لا يدوم وأن الحلال يدوم ليس صحيها في دنيانا فانظر ترى أموال العصابات الكبرى كالمافيا وأمثالها موجودة من قرون ولم تزول وانظر إلى أموال المسلمين ترى أموال المهاجرين في عهد النبى (ص) في مكة قد ضاعت وذهبت مع كونها من حلال كما قال سبحانه:
"للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا"
وتناول ما اسماه النجاح الكبير حيث قال :
النجاح الكبير ..
هؤلاء أناس أفاضل .. أحلامهم كثيرة وطموحاتهم كبيرة .. أخلاقهم عالية وافاقهم بعيدة .. مداركهم واسعة .. يؤمنون بالمباديء السامية ويطبقونها في كل شؤون حياتهم .. عنوانهم هو الإخلاص ومفتاحهم الصبر .. وشعارهم
: (لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس ) ..
لنلقي نظرة على حياة أحد هؤلاء الناجحين .. حياة كريمة سعيدة هانئة
.. ينتشر فيها عبق زكي طيب الرائحة ..ويملؤها الحب والصفاء .. أسرة طيبة.. أبناؤها ناجحون و سعيدون في حياتهم ، وسمعة حسنة وحب من الناس ..مشهور ومحبوب وله ثروة لا بأس بها يستطيع أن يعيش منعما بها واسرته طوال عمره بإذن الله .. وخاتمة طيبة بإذن الله فيديه لم تقرب الحرام .. لقد حقق أحلامه ووصل إلى طموحاته ولكنه لن يهدأ ، فمن اعتاد على النجاح ، لا يستطيع أن يعيش بدونه ، ومن تذوق ثمار النجاح لن ينسى طعمها أبدا ، وسيشتاق لها دائما ، لذلك سيواصل وضع الأهداف وتحقيقها ، حتى يصل إلى ذلك الأفق البعيد الذي يحلم كل الشجعان الطموحين بالوصول إليه .."
وبالطبع النجاح الكبير ليس دنيويا وإنما النجاح هو الفوز بالجنة والبعد عن النار كما قال سبحانه :
"إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير"
وتناول استمرارية النجاح الدنيوى حيث قال :
"ولكل من يود النجاح تقول الأمثال : (( النجاح يجر النجاح )) ..فتعرف إذن على حياة الناجحين يتسنى لك الطريق للوصول إلى النجاح .. وحولنا في هذه الحياة هناك الكثير والكثير من الناجحين .. منهم الذين جاهدوا وقاتلوا من أجل دينهم واعلاء كلمة الحق .. فصاروا من الشهداء الأبرار الفاضلين أمثال سيف الله خالد بن الوليد .. الذي كان يسبقه سيفه و ظله فتتقهقر صفوف الأعداء قبل أن يقابلها ، ولم يبق في جسده مكان إلا واصيب فيه بطعنة أو ضربة بسيف ، وصلاح الدين الأيوبي ناصر القدس و بطل حطين .. و صقر قريش عبد الرحمن الداخل ، وامين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ، ولنا في أسيادنا أنبيائنا قدوة حسنة عليهم سلام الله وصلواته .."
وما ذكره الكاتب هنا فيه أغلاط فخالد بن الوليد تاريخيا لم يستشهد لأنه مات على فراشه ويذكرون قولته " فلا نامت أعين الجبناء" وأما كون أبو عبيدة أمين الأمة فهو اتهام للأمة كلها بالخيانة وهو ما نفاه الله يقوله :
" والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون"
فالأمة كلها أمناء وليس أبو عبيدة وحده
وقال :
"وهناك الناجحون الذين وهبوا حياتهم للعلم وكرسوها وضحوا بها لأجل خدمة البشرية فعملوا بكل جهد و طموح لينقذوا الناس من الآفات ويسهلوا عليهم الحياة .. أمثال باستور وابن سينا ، وابن حيان ، والخوارزمي ، والعالم المصري (( أحمد زويل )) الحاصل على جائزة نوبل للعام المنصرم .. وجراهام بل مخترع الهاتف ،واديسون الذي اكتشف الكهرباء ، وابراهام لنكون محرر العبيد .. و هناك الناجحون ممن تخصصوا في مجال واحد و برعوا فيه .. مثل بيتهوفن و موزارت و باخ في الموسيقى .. و بيكاسوالذي صنع بفرشاته أروع اللوحات و ديفنشي الذي لم تقتصر أعماله على الفن فقط بل تحولت إلى الكيمياءوالهندسة و علوم الشؤون الحربية .. و هناك الناجحون من الأدباء و على رأسهم أمير الشعراء أحمد شوقي ، و شاعر النيل و شكسبير ، تشارلي تشابلن وفيكتور هوجو .ولا ننسى أبدا أن هناك من النساء من كان لهن أثر كبير في حياتنا و حياة من سبقونا .. لا ننسى أبدا شجاعة أسماء بنت أبي بكر والخنساء و شجرة الدر .. و هيلين كيلر التي قهرت إعاقتها و نجحت في حياتها .. و ماري كوري
مكتشفة اليورانيوم .. و ماريا مونستري مكتشفة الكنز .. درست الهندسة و كانت أول فتاة تقتحم هذا العالم في تلك الأيام ، ثم تحولت إلى الجوليجيا و منهإلى الطب .. و ساعدت الأطفال المتخلفين عقليا على تنمية مواهبهم وقدراتهم الإبداعية والانسجام مع الناس من حولهم و بذلك اكتشفت الكنز والطاقات والقدرات المدفونة في قلوب هذه الفئة من الأطفال .. و هؤلاء جميعا هم من يجب أن نتخذهم قدوتنا بعد كل ذلك نستطيع أن ندرك أن الطريق إلى النجاح لا يتم إلا بالإرادة القوية والعزيمة والإصرار والمثابرة والعمل الجاد والأهم من ذلك كله أن يتحلى الانسان بالأخلاق الفاضلة وان يسير على المباديء السامية ..ويحترم الانسانية .. مستعدا للتضحية ، طموحا واسع المدارك والآفاق ،متمسكا بالأمل والصبر ولا يسأم الكفاح ..
وكلما تسلل اليأس إلى نفسك ، ولاح أمامك شبح الفشل .. تذكر دائما ذلك الأفق البعيد الذي تحلم دائما بالوصول إليه .. تذكره وضعه أمام عينيك ،واجعله سلاحك في الطريق للوصول إلى النجاح .. وليكن شعارك إلى الأبد .. (( نحوالأفق .. حتى النهاية ..)) ........."
والأمثلة السابق الغلط فيها المقارنة بين مسلمين وغير مسلمين وهذا المقارنة لا يمكن أن تضع الاثنين في كفة واحدة مساوية بينهم وإنما هم كفتان ترجح إحداهما على الأخرى