هل للمطر موعد محدد ؟
فى الآونة الأخيرة نشر أحدهم رواية منسوبة إلى النبى (ص) تقول :
"يأتي زمان على أمتي لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه همهم بطونهم ودينهـم أموالهم السنّة فيهم بدعه والبدعة فيهم سنّة لا يعبدون الله إلا في شهر رمضان، فإذا فعلوا ذلك إبتلاهم الله بالسنون قيل وما السنون يا رسول الله، قال: جور الحّكام وغلو المؤونة وكثرة الأوبئة ويحبس الله عنهم المطر في أوانه وينزله في غير أوانه."
ولا وجود لهذه الرواية فى كتب الحديث فمن اخترعها ركب عدة روايات مع بعضها والغريب أن الجزء الذى استدل به على أن المطر الذى ينزل حاليا فى مصر فى غير الموعد المعروف من علامات الساعة لا وجود له فى كتب الحديث بتلك الألفاظ ولا حتى المعنى
وقد ذكرت العبارة "يأتي زمان على أمتي لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه" فى كتاب شعب الإيمان للبيهقى ج3/ص317
وفى إسناده عبد الله بن دكين قال أبو حاتم الرازي ضعيف الحديث روى عن جعفر بن محمد غير حديث منكر (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج5/ص49)
وذكر فى الكتاب الكامل لابن عدى فى (ج5/ص378) ومن طريق البيهقي في كتابه شعب الإيمان (ج3/ص318)
وذكره البيهقي أيضا في شعب الإيمان (ج3/ص318) وفى إسناده بشر بن مهران متروك الحديث ترك حديثه أبو حاتم الرازي وقد ذكر فى كتب أخرى عديدة بأسانيد لا تخلو من الكاذبين والمجروحين والوضاعين
وقول المخترع "همهم بطونهم ودينهـم أموالهم"ذكره الديلمي في المسند وفى إسناده الحارث الأعور أحد الكذابين
وأما قول المخترع" السنّة فيهم بدعه والبدعة فيهم سنّة" فقد ذكره عبد الغني المقدسي في كتابه الأمر بالمعروف (ص48)وفيه أبو قتادة الحرانى عبد الله بن واقد متروك الحديث وزبيد اليامى مجهول
وقول المخترع "لا يعبدون الله إلا في شهر رمضان" لا وجود له فى كتب الحديث السنية وموجود فى كتب الحديث الشيعية ومنها كتاب بحار الأنوار للمجلسى ج22 ص454 وفى مستدرك سفينة البحار للنمازى ج7 ص354
وقول المخترع "فإذا فعلوا ذلك إبتلاهم الله بالسنون قيل وما السنون يا رسول الله، قال: جور الحّكام وغلو المؤونة وكثرة الأوبئة " فقد ذكره الحاكم في المستدرك من قول ابن عمر:
" وأقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا معشر المهاجرين، خمس إن ابتليتم بهن ونزل فيكم أعوذ بالله أن تدركوهن: [وفيه] ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا الزكاة إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا"
وأما قوله" ويحبس الله عنهم المطر في أوانه وينزله في غير أوانه"
وهو المتعلق بالمطر فلا وجود له فى كتب الحديث عند السنة والشيعة وغيرهم
والموجود فى تلك الكتب متعلق بمنع المطر وهو القطر كما برواية الحاكم فى المستدرك السابقة
الخلاصة هى أن الرواية لم يقلها النبى(ص) بكل ما فيها من جمل وهى :
1-يأتي زمان على أمتي لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه"
العبارة متعارضة فى جملة "لا يبقى من الإسلام إلا اسمه" فالجملة معناها زوال الإسلام ماعدا لفظ الإسلام وهو ما يعارض الجملة بعدها وهى" ولا من القرآن إلا رسمه" والتى تعنى بقاء المصحف وهو رسم القرآن وهو أساس الإسلام فكيف يكون الأساس موجودا ولم يتبق سوى لفظة الإسلام؟
2-"همهم بطونهم ودينهـم أموالهم "
الجملة متعارضة مع بعضها فإذا كان الهم وهو ما يشغل الناس البطون فهذا هو دينهم وليس" دينهم أموالهم " لأن ما فى البطون إذا اعتبرناه الطعام فهو جزء من المال وليس كل المال لوجود الذهب والفضة والأرض
3-"السنّة فيهم بدعه والبدعة فيهم سنّة"
أولا لا وجود للبدعة فى كتاب الله كما لا وجود للسنة التى تنسب للرسول(ص) وإنما الموجود سنة الله وهى حكمه التى تطاع وتعصى
والمفترض القول الحق فيهم باطل والباطل حق
4-"لا يعبدون الله إلا في شهر رمضان"
هذه العبارة تعنى إلتزام الناس بالإسلام فى رمضان وهو ما يناقض انتهاء الإسلام إلا اسمه وهو لفظ أى كلمة الإسلام
5-"فإذا فعلوا ذلك إبتلاهم الله بالسنون قيل وما السنون يا رسول الله، قال: جور الحّكام وغلو المؤونة وكثرة الأوبئة ويحبس الله عنهم المطر في أوانه وينزله في غير أوانه"
السنون هنا جور الحّكام وغلو المؤونة وكثرة الأوبئة ويحبس الله عنهم المطر في أوانه وينزله في غير أوانه وهو ما يعارض أن السنون وهى السنين فى القرآن تعنى تسليط الأمراض علي الكفار كما قال سبحانه:
"ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون"
فمعنى السنة التعب وهو المرض فمعنى قوله "لا تأخذه سنة ولا نوم" أى لا يصيب الله المرض ولا النعاس
وأما حكاية المطر فهى :
لم يحدد الله موعدا لنزول المطر حتى يقال أن المطر له آوان فقال :
" وينزل الغيث"
وما حدده الله هو :
أنه قدر فى كتابه على من ينزل المطر وعلى من يمنع المطر وهو قوله سبحانه:
"وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء"
والمشاهد هو أن المطر لا ينقطع يوما عن بعض من الأرض وما يحدث هو اختلاف الأماكن التى ينزل فيها كل يوم عن اليوم الأخر
ما نسميه آوان المطر هو ما اخترعه المنجمون من توقعات فى كل بلد حسب مناخها العام وهى التقاويم المحلية كالتقويم القبطى فى مصر ولا يمكن أن يحدد أولئك المنجمون أياما معينة لسقوط المطر فى بلد ما ففى مصر يقول المنجمون والجغرافيون الجو بارد ممطر شتاء حار جاف صيفا وفى الهند وما جاورها الجو حار ممطر صيفا حيث رياح يسمونها الرياح التجارية الموسمية أو رياح المانسون تتسبب كما يزعمون فى المطر
على حد علمى أننى فى حياتى أمطرت مرة فى الصيف منذ أكثر من 40 عاما وأمطرت فى نصف الربيع من حوالى أكثر من 15 سنة حيث كنا أجلنا رحلة مدرسية إلى القاهرة فى الفصل الدراسى الثانى عدة مرات ويشاء الله أن اليوم الذى ذهبنا فيه وكان فى أواخر شهر ابريل الميلادى ولا شهور سوى الشهور القمرية أن تمطر مطرا غزيرا فى منتصف اليوم
ومن ثم من يتحدثون عن آوان المطر مخطئون فلا مواعيد محددة للمطر وعلى حد علمى فإن السواحل من الممكن أن تمطر عندهم فى أى وقت ولكننا من حصرنا الأمر فيما يسمى الشتاء مع أن أى واحد لو أحضر الصحف فى السنوات الماضية أربعين أو مائة سنة وبحث عن أخبار الطقس لوجد أنها كانت تمطر فى الخريف وفى الشتاء وفى الربيع والنادر كان فى الصيف
والغريب أننا نزعم أننا حاليا فى فصل الصيف حاليا مع أن ما زلنا فى الربيع
فى الآونة الأخيرة نشر أحدهم رواية منسوبة إلى النبى (ص) تقول :
"يأتي زمان على أمتي لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه همهم بطونهم ودينهـم أموالهم السنّة فيهم بدعه والبدعة فيهم سنّة لا يعبدون الله إلا في شهر رمضان، فإذا فعلوا ذلك إبتلاهم الله بالسنون قيل وما السنون يا رسول الله، قال: جور الحّكام وغلو المؤونة وكثرة الأوبئة ويحبس الله عنهم المطر في أوانه وينزله في غير أوانه."
ولا وجود لهذه الرواية فى كتب الحديث فمن اخترعها ركب عدة روايات مع بعضها والغريب أن الجزء الذى استدل به على أن المطر الذى ينزل حاليا فى مصر فى غير الموعد المعروف من علامات الساعة لا وجود له فى كتب الحديث بتلك الألفاظ ولا حتى المعنى
وقد ذكرت العبارة "يأتي زمان على أمتي لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه" فى كتاب شعب الإيمان للبيهقى ج3/ص317
وفى إسناده عبد الله بن دكين قال أبو حاتم الرازي ضعيف الحديث روى عن جعفر بن محمد غير حديث منكر (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج5/ص49)
وذكر فى الكتاب الكامل لابن عدى فى (ج5/ص378) ومن طريق البيهقي في كتابه شعب الإيمان (ج3/ص318)
وذكره البيهقي أيضا في شعب الإيمان (ج3/ص318) وفى إسناده بشر بن مهران متروك الحديث ترك حديثه أبو حاتم الرازي وقد ذكر فى كتب أخرى عديدة بأسانيد لا تخلو من الكاذبين والمجروحين والوضاعين
وقول المخترع "همهم بطونهم ودينهـم أموالهم"ذكره الديلمي في المسند وفى إسناده الحارث الأعور أحد الكذابين
وأما قول المخترع" السنّة فيهم بدعه والبدعة فيهم سنّة" فقد ذكره عبد الغني المقدسي في كتابه الأمر بالمعروف (ص48)وفيه أبو قتادة الحرانى عبد الله بن واقد متروك الحديث وزبيد اليامى مجهول
وقول المخترع "لا يعبدون الله إلا في شهر رمضان" لا وجود له فى كتب الحديث السنية وموجود فى كتب الحديث الشيعية ومنها كتاب بحار الأنوار للمجلسى ج22 ص454 وفى مستدرك سفينة البحار للنمازى ج7 ص354
وقول المخترع "فإذا فعلوا ذلك إبتلاهم الله بالسنون قيل وما السنون يا رسول الله، قال: جور الحّكام وغلو المؤونة وكثرة الأوبئة " فقد ذكره الحاكم في المستدرك من قول ابن عمر:
" وأقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا معشر المهاجرين، خمس إن ابتليتم بهن ونزل فيكم أعوذ بالله أن تدركوهن: [وفيه] ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا الزكاة إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا"
وأما قوله" ويحبس الله عنهم المطر في أوانه وينزله في غير أوانه"
وهو المتعلق بالمطر فلا وجود له فى كتب الحديث عند السنة والشيعة وغيرهم
والموجود فى تلك الكتب متعلق بمنع المطر وهو القطر كما برواية الحاكم فى المستدرك السابقة
الخلاصة هى أن الرواية لم يقلها النبى(ص) بكل ما فيها من جمل وهى :
1-يأتي زمان على أمتي لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه"
العبارة متعارضة فى جملة "لا يبقى من الإسلام إلا اسمه" فالجملة معناها زوال الإسلام ماعدا لفظ الإسلام وهو ما يعارض الجملة بعدها وهى" ولا من القرآن إلا رسمه" والتى تعنى بقاء المصحف وهو رسم القرآن وهو أساس الإسلام فكيف يكون الأساس موجودا ولم يتبق سوى لفظة الإسلام؟
2-"همهم بطونهم ودينهـم أموالهم "
الجملة متعارضة مع بعضها فإذا كان الهم وهو ما يشغل الناس البطون فهذا هو دينهم وليس" دينهم أموالهم " لأن ما فى البطون إذا اعتبرناه الطعام فهو جزء من المال وليس كل المال لوجود الذهب والفضة والأرض
3-"السنّة فيهم بدعه والبدعة فيهم سنّة"
أولا لا وجود للبدعة فى كتاب الله كما لا وجود للسنة التى تنسب للرسول(ص) وإنما الموجود سنة الله وهى حكمه التى تطاع وتعصى
والمفترض القول الحق فيهم باطل والباطل حق
4-"لا يعبدون الله إلا في شهر رمضان"
هذه العبارة تعنى إلتزام الناس بالإسلام فى رمضان وهو ما يناقض انتهاء الإسلام إلا اسمه وهو لفظ أى كلمة الإسلام
5-"فإذا فعلوا ذلك إبتلاهم الله بالسنون قيل وما السنون يا رسول الله، قال: جور الحّكام وغلو المؤونة وكثرة الأوبئة ويحبس الله عنهم المطر في أوانه وينزله في غير أوانه"
السنون هنا جور الحّكام وغلو المؤونة وكثرة الأوبئة ويحبس الله عنهم المطر في أوانه وينزله في غير أوانه وهو ما يعارض أن السنون وهى السنين فى القرآن تعنى تسليط الأمراض علي الكفار كما قال سبحانه:
"ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون"
فمعنى السنة التعب وهو المرض فمعنى قوله "لا تأخذه سنة ولا نوم" أى لا يصيب الله المرض ولا النعاس
وأما حكاية المطر فهى :
لم يحدد الله موعدا لنزول المطر حتى يقال أن المطر له آوان فقال :
" وينزل الغيث"
وما حدده الله هو :
أنه قدر فى كتابه على من ينزل المطر وعلى من يمنع المطر وهو قوله سبحانه:
"وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء"
والمشاهد هو أن المطر لا ينقطع يوما عن بعض من الأرض وما يحدث هو اختلاف الأماكن التى ينزل فيها كل يوم عن اليوم الأخر
ما نسميه آوان المطر هو ما اخترعه المنجمون من توقعات فى كل بلد حسب مناخها العام وهى التقاويم المحلية كالتقويم القبطى فى مصر ولا يمكن أن يحدد أولئك المنجمون أياما معينة لسقوط المطر فى بلد ما ففى مصر يقول المنجمون والجغرافيون الجو بارد ممطر شتاء حار جاف صيفا وفى الهند وما جاورها الجو حار ممطر صيفا حيث رياح يسمونها الرياح التجارية الموسمية أو رياح المانسون تتسبب كما يزعمون فى المطر
على حد علمى أننى فى حياتى أمطرت مرة فى الصيف منذ أكثر من 40 عاما وأمطرت فى نصف الربيع من حوالى أكثر من 15 سنة حيث كنا أجلنا رحلة مدرسية إلى القاهرة فى الفصل الدراسى الثانى عدة مرات ويشاء الله أن اليوم الذى ذهبنا فيه وكان فى أواخر شهر ابريل الميلادى ولا شهور سوى الشهور القمرية أن تمطر مطرا غزيرا فى منتصف اليوم
ومن ثم من يتحدثون عن آوان المطر مخطئون فلا مواعيد محددة للمطر وعلى حد علمى فإن السواحل من الممكن أن تمطر عندهم فى أى وقت ولكننا من حصرنا الأمر فيما يسمى الشتاء مع أن أى واحد لو أحضر الصحف فى السنوات الماضية أربعين أو مائة سنة وبحث عن أخبار الطقس لوجد أنها كانت تمطر فى الخريف وفى الشتاء وفى الربيع والنادر كان فى الصيف
والغريب أننا نزعم أننا حاليا فى فصل الصيف حاليا مع أن ما زلنا فى الربيع