هل يمكن إصلاح مجتمع فاسد ؟
هذه القضية تشغل الكثير منا حتى أن قلة من الفاسدين أنفسهم يريدون الخروج من تلك الدائرة طمعا فى رحمة الله
عبر التاريخ الذى ذكره الله فى كتابه لم تنجح عملية إصلاح واحدة لأى قوم سوى مرة واحدة وهم قوم يونس (ص) وفى هذا قال سبحانه :
"فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما أمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزى فى الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين"
ألوف مؤلفة أو مليارات من الأقوام عبر مسيرة البشرية من آدم (ص) وحتى الرسالة الأخيرة كلهم لم تجدى فيهم عملية الإصلاح التى قادها الرسل (ص)والمؤمنين معهم ولذا كانت نهاية جميع المجتمعات عدا قوم يونس(ًص) أن الله أهلك كل المجتمعات الفاسدة وأنجى فقط المؤمنين منهم وفى هذا قال سبحانه :
"ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين"
وقال :
"فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إنى معكم من المنتظرين ثم ننجى رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين"
وقال :
"وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا"
إذا عملية إصلاح أى مجتمع فاسد لا يمكن أن تنجح فحتى لو كانت هناك عديدون يريدون أن يصلحوا أو ينصلح حالهم فالقاعدة الإلهية للإصلاح هى :
أن يرغب الجميع فى التغيير للأحسن أو للأصلح ويعملون على ذلك وفى هذا قال سبحانه :
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
إنها عملية جماعية إيمان جماعى وبناء على الايمان طاعة جماعية لله كما قال سبحانه فى قوم يونس :
" إلا قوم يونس لما أمنوا"
الإصلاح فاشل إذا تم بالعنف فالذى سيتغير هو أن من قاموا بالعنف سيتولون مكان الأخرين فحتى لو كانوا فى أنفسهم صالحين ويريدون إصلاحا فلن يقدروا على الإصلاح لأن الشعب نفسه الذى أتوا من أجله سيخذلهم فى أول معركة لأن من داخله فاسد
والإصلاح فاشل إذا تم بالتدريج لأن مقاوميه سيعملون على إفساد أى شىء يصلحه الأخرون
المسألة عبرت عنها مقولة للمسيح (ص)فى العهد الجديد تقول :
21لَيْسَ أَحَدٌ يَخِيطُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيق، وَإِلاَّ فَالْمِلْءُ الْجَدِيدُ يَأْخُذُ مِنَ الْعَتِيقِ فَيَصِيرُ الْخَرْقُ أَرْدَأَ. 22وَلَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق عَتِيقَةٍ، لِئَلاَّ تَشُقَّ الْخَمْرُ الْجَدِيدَةُ الزِّقَاقَ، فَالْخَمْرُ تَنْصَبُّ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق جَدِيدَةٍ».
المثل هو للمجتمع الفاسد والمصلحين فوضع رقعة من قماش جديد على مع الرقع القديمة سيزيد الخروق فى الثوب
ووضع الخمر القديمة فى الزقاق وهى البراميل أو القرب الجديدة يجعلها تنفجر والمعنى :
أن عمل بعض الإصلاح يزيد الفاسد فسادا
ومن ثم على من يريد الإصلاح أن يضع الجديد مع الجديد والمقصود أن الصالح مع الصالح يكونون مجتمعا جديدا بعيدا عن المجتمع الفاسد وهو ما فعله الله مع كل الأقوام الهالكة عدا قوم يونس(ص) حيث أبقى الصالحين الرسول(ص) ومن معه فأقاموا دولة العدل مع بعضهم
وقد تغيرت الأمور مع خاتم النبيين (ص) ومن بعده فقد تركوا المجتمع الفاسد فى مكة وأقاموا مجتمعا جديدا فى المدينة مجتمع عادل قائم على مساواة الكل ببعضهم مجتمع اقتسم فيه صاحب المال فيه ماله مع من ليس معه حتى أن أصحاب المال وهو ليس بالكثير آثروا من ليس معهم مال على أنفسهم كما قال سبحانه :
"والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون فى صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون"
فهل أحد ممن يزعم أنه يريد الإصلاح خاصة من أصحاب المال مستعد أن يقتسم ماله مع الأخرين ليحقق المجتمع الذى قال الله فيه:
" ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون"؟
فى ذلك المجتمع العادل كل الأرض بما عليها من ثروات شركة بين كل الأفراد الذين يعيشون فيه ؟
بالطبع نادرا ما يوجد غنى يفعل ذلك ولذا قال سبحانه :
" كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى "
وحتى العهد الجديد أقر بذلك فقال :
"يَا بَنِيَّ، مَا أَعْسَرَ دُخُولَ الْمُتَّكِلِينَ عَلَى الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ مُرُورُ جَمَل مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ"
وقال :
21قَالَ المسيح:«إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي» 22فَلَمَّا سَمِعَ الشَّابُّ الْكَلِمَةَ مَضَى حَزِينًا، لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَال كَثِيرَةٍ
23فَقَالَ المسيح لِتَلاَمِيذِهِ:«الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَعْسُرُ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ 24وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضًا: إِنَّ مُرُورَ جَمَل مِنْ ثَقْب إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!»
اذا الإصلاح مهما فعلنا فى المجتمع الفاسد هو جهد ضائع فى المجتمع مع أن ثوابه موجود عند الله ولذا كل واحد منا عليه أن يصلح نفسه قدر استطاعته حتى يأذن الله بمجتمع جديد يتجمع فيه الصالحون مع بعضهم كما قال سبحانه:
"يا أيها الذين أمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم"
هذه القضية تشغل الكثير منا حتى أن قلة من الفاسدين أنفسهم يريدون الخروج من تلك الدائرة طمعا فى رحمة الله
عبر التاريخ الذى ذكره الله فى كتابه لم تنجح عملية إصلاح واحدة لأى قوم سوى مرة واحدة وهم قوم يونس (ص) وفى هذا قال سبحانه :
"فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما أمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزى فى الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين"
ألوف مؤلفة أو مليارات من الأقوام عبر مسيرة البشرية من آدم (ص) وحتى الرسالة الأخيرة كلهم لم تجدى فيهم عملية الإصلاح التى قادها الرسل (ص)والمؤمنين معهم ولذا كانت نهاية جميع المجتمعات عدا قوم يونس(ًص) أن الله أهلك كل المجتمعات الفاسدة وأنجى فقط المؤمنين منهم وفى هذا قال سبحانه :
"ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين"
وقال :
"فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إنى معكم من المنتظرين ثم ننجى رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين"
وقال :
"وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا"
إذا عملية إصلاح أى مجتمع فاسد لا يمكن أن تنجح فحتى لو كانت هناك عديدون يريدون أن يصلحوا أو ينصلح حالهم فالقاعدة الإلهية للإصلاح هى :
أن يرغب الجميع فى التغيير للأحسن أو للأصلح ويعملون على ذلك وفى هذا قال سبحانه :
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
إنها عملية جماعية إيمان جماعى وبناء على الايمان طاعة جماعية لله كما قال سبحانه فى قوم يونس :
" إلا قوم يونس لما أمنوا"
الإصلاح فاشل إذا تم بالعنف فالذى سيتغير هو أن من قاموا بالعنف سيتولون مكان الأخرين فحتى لو كانوا فى أنفسهم صالحين ويريدون إصلاحا فلن يقدروا على الإصلاح لأن الشعب نفسه الذى أتوا من أجله سيخذلهم فى أول معركة لأن من داخله فاسد
والإصلاح فاشل إذا تم بالتدريج لأن مقاوميه سيعملون على إفساد أى شىء يصلحه الأخرون
المسألة عبرت عنها مقولة للمسيح (ص)فى العهد الجديد تقول :
21لَيْسَ أَحَدٌ يَخِيطُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيق، وَإِلاَّ فَالْمِلْءُ الْجَدِيدُ يَأْخُذُ مِنَ الْعَتِيقِ فَيَصِيرُ الْخَرْقُ أَرْدَأَ. 22وَلَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق عَتِيقَةٍ، لِئَلاَّ تَشُقَّ الْخَمْرُ الْجَدِيدَةُ الزِّقَاقَ، فَالْخَمْرُ تَنْصَبُّ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق جَدِيدَةٍ».
المثل هو للمجتمع الفاسد والمصلحين فوضع رقعة من قماش جديد على مع الرقع القديمة سيزيد الخروق فى الثوب
ووضع الخمر القديمة فى الزقاق وهى البراميل أو القرب الجديدة يجعلها تنفجر والمعنى :
أن عمل بعض الإصلاح يزيد الفاسد فسادا
ومن ثم على من يريد الإصلاح أن يضع الجديد مع الجديد والمقصود أن الصالح مع الصالح يكونون مجتمعا جديدا بعيدا عن المجتمع الفاسد وهو ما فعله الله مع كل الأقوام الهالكة عدا قوم يونس(ص) حيث أبقى الصالحين الرسول(ص) ومن معه فأقاموا دولة العدل مع بعضهم
وقد تغيرت الأمور مع خاتم النبيين (ص) ومن بعده فقد تركوا المجتمع الفاسد فى مكة وأقاموا مجتمعا جديدا فى المدينة مجتمع عادل قائم على مساواة الكل ببعضهم مجتمع اقتسم فيه صاحب المال فيه ماله مع من ليس معه حتى أن أصحاب المال وهو ليس بالكثير آثروا من ليس معهم مال على أنفسهم كما قال سبحانه :
"والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون فى صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون"
فهل أحد ممن يزعم أنه يريد الإصلاح خاصة من أصحاب المال مستعد أن يقتسم ماله مع الأخرين ليحقق المجتمع الذى قال الله فيه:
" ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون"؟
فى ذلك المجتمع العادل كل الأرض بما عليها من ثروات شركة بين كل الأفراد الذين يعيشون فيه ؟
بالطبع نادرا ما يوجد غنى يفعل ذلك ولذا قال سبحانه :
" كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى "
وحتى العهد الجديد أقر بذلك فقال :
"يَا بَنِيَّ، مَا أَعْسَرَ دُخُولَ الْمُتَّكِلِينَ عَلَى الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ مُرُورُ جَمَل مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ"
وقال :
21قَالَ المسيح:«إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي» 22فَلَمَّا سَمِعَ الشَّابُّ الْكَلِمَةَ مَضَى حَزِينًا، لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَال كَثِيرَةٍ
23فَقَالَ المسيح لِتَلاَمِيذِهِ:«الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَعْسُرُ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ 24وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضًا: إِنَّ مُرُورَ جَمَل مِنْ ثَقْب إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!»
اذا الإصلاح مهما فعلنا فى المجتمع الفاسد هو جهد ضائع فى المجتمع مع أن ثوابه موجود عند الله ولذا كل واحد منا عليه أن يصلح نفسه قدر استطاعته حتى يأذن الله بمجتمع جديد يتجمع فيه الصالحون مع بعضهم كما قال سبحانه:
"يا أيها الذين أمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم"