اتخاذ الولد وهو التبنى
يبدو أن اتخاذ الولد وهو ما يطلق عليه التبنى هو شريعة كفرية قديمة كانت موجودة فى معظم الدول السابقة وحتى اللاحقة سوى دولة المسلمين
ففى مصر بعد أن اشترى عزيز مصر الطفل يوسف(ص) قال لزوجته وهى امرأته :
أكرمى مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا والمقصود أصلحى تربيته عسى أن يفيدنا فى حياتنا أو نتبناه ابنا لنا
وفى هذا قال سبحانه :
"وقال الذى اشتراه من مصر لامرأته أكرمى مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا "
والظاهر أن العزيز وزوجته لم ينجبا أولادا ومن حديثه يتبين أنه يريد لهذا الولد أن يكون رجل صاحب شأن مستقبلا حتى يفيده فى حياته ويرثه بعد موته باعتباره ابنا متبنى
ولأن التبنى محرم فقد انقلب الوضع فبدلا من أن يكون الطفل ولدا للزوجة صار حبيبا لها على حد قول نسوة المدينة :
"امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسها قد شغفها حبا"
بالطبع العلاقة بين الأم وولدها الذى ولدته أو أرضعته لا يمكن أن ينقلب إلى حب محرم بين رجل وامرأة
ومن ثم وجود أى رجل غريب فى بيت أغراب عنه حتى ولو كتبوه فى شهادة الميلاد باسمهم هو وجود خطر على الطرفين وهو ما بينه الله بقصة المراودة بين الطفل الذى صار رجلا والمرأة التى عشقت الطفل كرجل لها بدلا من زوجها
وفى مصر أيضا تتكرر قصة التبنى فى سياق قصة أخرى وهى :
قصة موسى(ص) ولكن المختلف أن الزوجة زوجة فرعون هى من أرادت تبنى الولد ونفس السبب فى القصة السابقة وهو :
أن الله حرم فرعون وزوجته من الإنجاب ولا يغرنك أن فى الروايات ينسبون لفرعون ابنة لا وجود لها فى كتاب الله
إذا امرأة وهى زوجة فرعون قالت له :
الولد راحة نفس لى ولك لا تذبحوه عسى أن يفيدنا مستقبلا أو نتخذه ولدا والمقصود نتبناه ابنا
بالطبع المرأة هنا هى من تريد أمومة حتى ولو كاذبة ومن ثم لم يحدث شىء بين الطفل وبينها رغم كونهم أغراب خاصة أن الطفل هنا لم يكن كبيرا كيوسف(ص)وإنما ما زال وليدا رضيعا والفارق السنى بينهما كبير كما أن الأم الأصلية كانت موجودة معهم فى تربية الولد
وفى هذا قال سبحانه :
"وقالت امرأة فرعون قرة عين لى ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون"
والنموذج الثالث كان خاتم النبيين(ص) قبل بعثته حيث تبنى زيد الذى يقال أنه كان عبدا له فأعتقه وتبناه والمقصود نسبه لنفسه حتى قيل عنه
زيد بن محمد
والعلة هنا غير العلة فى القصتين السابقتين ففى القصتين كان الرجل وزوجته عقماء أو أن الرجال عقماء ولكن لكونهم فى مناصب الحكم سكتت النساء على العقم ورضت بحياة الترف دون أولاد
العلة فى قصة زيد كانت أن خاتم النبيين(ص) كان أبو البنات ولم يكن له ابن ذكر ومن ثم تبناه ليكون له عز كما يقال
وفى هذا قال سبحانه :
"فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكى لا يكون على المؤمنين حرج فى أزواج أدعياءهم إذا قضوا منهن وطرا"
بالطبع الرجال رسل أو غير رسل يتمنون أن يكون لهم أبناء ذكور لأسباب مختلفة فى الغالب هى الاعتزاز بهم والتقوى بهم على الآخرين أو التقوى بهم عند العجز والمرض
التبنى المستحيل:
أكثر الكفار من مختلف الأديان فى القول :
إن لله ولدا
فزعمت اليهود :
إن عزير بن الله
وزعم النصارى :
أن المسيح بن الله
وزعم المشركون قبل اليهود والنصارى أن لله ابنا ومن ثم عمل اليهود والنصارى على مضاهاة والمقصود مشابهة أقوال المشركين
وفى هذا قال سبحانه :
"وقالت اليهود عزير بن الله وقالت النصارى المسيح بن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهؤن قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون"
وكان الرد عليهم أن اتخاذ الله ولدا لو حدث وهو محال فسيختار والمقصود سيصطفى من الخلق بعضا ولكنهم لن يكونوا أولاد ولكنهم مخلوقات لأنه كما قال:
" لم يلد "
وفى هذا التبنى المستحيل قال سبحانه:
"لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار
أسباب تحريم التبنى :
- المتبنون والمقصود من سموا بأسماء غير آباءهم الحقيقيين هم أدعياء لأن هذا مجرد أقوال غير حقيقية والمقصود كاذبة وهو قوله سبحانه :
"وما جعل أدعيائكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم"
-وجوب نسبة الأولاد ذكورا أو إناثا إلى الآباء الحقيقيين فهذا أمر عادل لأنه لا يظلم الورثة الحقيقيين لأن التبنى يحرم الورثة عند الله من ورثهم ولأنه يبيح رؤية الغريب وهو الولد المتبنى لعورات نساء غير محرمات عليه كالعمات والخالات والجدات بالتبنى ولأنه يبيح رؤية الغريبة وهى البنت المتبناة لعورات رجال غير محرمين عليها كالآباء والأعمام والأخوال بالتبنى وهو قوله سبحانه:
"ادعوهم لآباءهم هو أقسط عند الله"
-فى حالة عدم العلم بأب الطفل أو الطفلة يجب أن يسمى كل منهم بفلان مولى بنى فلان وهم من يكفلونه أو بفلانة مولاة بنى فلان وفى هذا قال سبحانه :
" فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم فى الدين ومواليكم"
ما بنى على التبنى محرم :
المجتمعات الكافرة التى كانت تبيح التبنى رتبت على التبنى أحكام باطلة منها :
تحريم زوجة المتبنى إذا طلقت على أبيه أو جده أو عمه أو خاله المنسوب إليهم زورا
وكانت مخالفة هذا الحكم الكفرى جريمة كبرى وهو ما يفسر خوف الرسول(ص) من اخبار الله له أن زيد سيطلق زوجته وأن عليه أن يتزوجها بها بعد عدة الطلاق لكى ينهى على هذا الحكم الباطل
وفى هذا قال سبحانه :
"وإذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكى لا يكون على المؤمنين حرج فى أزواج أدعياءهم إذا قضوا منهن وطرا"
وهو ما نفذه الرسول (ص) فيما بعد حيث تزوج طليقة ابنه المتبنى سابقا بعد أن أعلن حرمة التبنى قبل هذا بزمن لأن العقوبة الإلهية أعظم من الخوف من كلام الناس
وبالطبع كانوا يرتبون على ذلك وراثة المتبنى لأسرته التى تتبناه وأيضا إباحة رؤية عورات الأبوين المزعومين هم وأقاربهم
السؤال هل ترك الله هؤلاء الأطفال التائهين أو اللقطاء دون أن يوجد حل لتلك المشكلة ؟
الإجابة بالطبع لم يتركهم الله وإنما أوجد الحل وهو :
أولا بالنسبة للأطفال المعروفى الآباء يتم إعادتهم لأسرهم حيث يعودون للأب والأم أو يعودون إلى الأمهات أو إلى الاخوة والأخوات أو إلى الأعمام والعمات أو إلى الأجداد أو الجدات أو الأخوال أو الخالات
وفى حالة عدم معرفة مكان أسرهم إذا كانوا رضع يتم عمل التالى :
أى امرأة عقيم أو هى وزوجها عقماء إذا كان للمرأة أخت ترضع أو ابنة أخ أو اخت أو حتى أم أو عمه أو خالة .. ترضع تقوم أى واحدة منهم بإرضاع الطفل حتى يحرم على المرأة وزوجها وإذا كان للزوج أخت أو أم أو ابنة أخ أو أخت أو حتى خالة أو عمه ترضع ترضع الطفل حتى يحرم عليه وعلى زوجته
ويكون العقماء كفلاء للرضع
وأما فى حالة الأطفال الكبار البنين فيعطون لرجال ليس لديهم زوجات ولا أولاد يعيشون معهم كى يكفلونهم وأما البنات فيعطين للقواعد من النساء وهن المطلقات أو الأرامل اللاتى لا يرغبن فى الزواج مرة أخرى كى يكفلونهن
ثانيا الأطفال اللقطاء وهم الذين لا يعرف لهم أب ولا أم وفى الغالب يكونون من الرضع الحل هم نفس الحل ففى حالة الرضع يتم اعطائهم لأسر لديها رضع فيحرم على الأسرة وتكفله أو تعطيه لأحد قريب أو قريبة لهم عقيم كى يكفلونه وفى حالة الأكبر البنين يعطون لرجال لا يرغبون فى الزواج بعد موت زوجاتهم أو طلاقهم والبنات يعطين لبعض القواعد من النساء اللاتى لا يرغبن فى الزواج
إذا الكفالة ومعناها تربية الطفل والانفاق عليه هى الحل وقد أورد الله قصة كفالة زكريا(ص) لمريم(ص) وهى صغيرة بعد وفاة والدها ونذر أمها لها للمسجد وأخبرنا الله أن الكثير من أقاربها وأصحاب والدها اختلفوا فيمن يتكفل بتربيتها والنفقة عليها واتفقوا فى النهاية على عمل قرعة لكى يختاروا واحدا منهم لكى يكون كفيل مريم(ص) وفى هذا قال سبحانه :
"ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون"
وعندما أراد زكريا(ص) القيام بكفالته باحضار الطعام لها وجد أن الله وفر لها الطعام فى المحراب وفى هذا قال سبحانه :
"فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل زكريا عليها المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب"
يبدو أن اتخاذ الولد وهو ما يطلق عليه التبنى هو شريعة كفرية قديمة كانت موجودة فى معظم الدول السابقة وحتى اللاحقة سوى دولة المسلمين
ففى مصر بعد أن اشترى عزيز مصر الطفل يوسف(ص) قال لزوجته وهى امرأته :
أكرمى مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا والمقصود أصلحى تربيته عسى أن يفيدنا فى حياتنا أو نتبناه ابنا لنا
وفى هذا قال سبحانه :
"وقال الذى اشتراه من مصر لامرأته أكرمى مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا "
والظاهر أن العزيز وزوجته لم ينجبا أولادا ومن حديثه يتبين أنه يريد لهذا الولد أن يكون رجل صاحب شأن مستقبلا حتى يفيده فى حياته ويرثه بعد موته باعتباره ابنا متبنى
ولأن التبنى محرم فقد انقلب الوضع فبدلا من أن يكون الطفل ولدا للزوجة صار حبيبا لها على حد قول نسوة المدينة :
"امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسها قد شغفها حبا"
بالطبع العلاقة بين الأم وولدها الذى ولدته أو أرضعته لا يمكن أن ينقلب إلى حب محرم بين رجل وامرأة
ومن ثم وجود أى رجل غريب فى بيت أغراب عنه حتى ولو كتبوه فى شهادة الميلاد باسمهم هو وجود خطر على الطرفين وهو ما بينه الله بقصة المراودة بين الطفل الذى صار رجلا والمرأة التى عشقت الطفل كرجل لها بدلا من زوجها
وفى مصر أيضا تتكرر قصة التبنى فى سياق قصة أخرى وهى :
قصة موسى(ص) ولكن المختلف أن الزوجة زوجة فرعون هى من أرادت تبنى الولد ونفس السبب فى القصة السابقة وهو :
أن الله حرم فرعون وزوجته من الإنجاب ولا يغرنك أن فى الروايات ينسبون لفرعون ابنة لا وجود لها فى كتاب الله
إذا امرأة وهى زوجة فرعون قالت له :
الولد راحة نفس لى ولك لا تذبحوه عسى أن يفيدنا مستقبلا أو نتخذه ولدا والمقصود نتبناه ابنا
بالطبع المرأة هنا هى من تريد أمومة حتى ولو كاذبة ومن ثم لم يحدث شىء بين الطفل وبينها رغم كونهم أغراب خاصة أن الطفل هنا لم يكن كبيرا كيوسف(ص)وإنما ما زال وليدا رضيعا والفارق السنى بينهما كبير كما أن الأم الأصلية كانت موجودة معهم فى تربية الولد
وفى هذا قال سبحانه :
"وقالت امرأة فرعون قرة عين لى ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون"
والنموذج الثالث كان خاتم النبيين(ص) قبل بعثته حيث تبنى زيد الذى يقال أنه كان عبدا له فأعتقه وتبناه والمقصود نسبه لنفسه حتى قيل عنه
زيد بن محمد
والعلة هنا غير العلة فى القصتين السابقتين ففى القصتين كان الرجل وزوجته عقماء أو أن الرجال عقماء ولكن لكونهم فى مناصب الحكم سكتت النساء على العقم ورضت بحياة الترف دون أولاد
العلة فى قصة زيد كانت أن خاتم النبيين(ص) كان أبو البنات ولم يكن له ابن ذكر ومن ثم تبناه ليكون له عز كما يقال
وفى هذا قال سبحانه :
"فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكى لا يكون على المؤمنين حرج فى أزواج أدعياءهم إذا قضوا منهن وطرا"
بالطبع الرجال رسل أو غير رسل يتمنون أن يكون لهم أبناء ذكور لأسباب مختلفة فى الغالب هى الاعتزاز بهم والتقوى بهم على الآخرين أو التقوى بهم عند العجز والمرض
التبنى المستحيل:
أكثر الكفار من مختلف الأديان فى القول :
إن لله ولدا
فزعمت اليهود :
إن عزير بن الله
وزعم النصارى :
أن المسيح بن الله
وزعم المشركون قبل اليهود والنصارى أن لله ابنا ومن ثم عمل اليهود والنصارى على مضاهاة والمقصود مشابهة أقوال المشركين
وفى هذا قال سبحانه :
"وقالت اليهود عزير بن الله وقالت النصارى المسيح بن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهؤن قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون"
وكان الرد عليهم أن اتخاذ الله ولدا لو حدث وهو محال فسيختار والمقصود سيصطفى من الخلق بعضا ولكنهم لن يكونوا أولاد ولكنهم مخلوقات لأنه كما قال:
" لم يلد "
وفى هذا التبنى المستحيل قال سبحانه:
"لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار
أسباب تحريم التبنى :
- المتبنون والمقصود من سموا بأسماء غير آباءهم الحقيقيين هم أدعياء لأن هذا مجرد أقوال غير حقيقية والمقصود كاذبة وهو قوله سبحانه :
"وما جعل أدعيائكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم"
-وجوب نسبة الأولاد ذكورا أو إناثا إلى الآباء الحقيقيين فهذا أمر عادل لأنه لا يظلم الورثة الحقيقيين لأن التبنى يحرم الورثة عند الله من ورثهم ولأنه يبيح رؤية الغريب وهو الولد المتبنى لعورات نساء غير محرمات عليه كالعمات والخالات والجدات بالتبنى ولأنه يبيح رؤية الغريبة وهى البنت المتبناة لعورات رجال غير محرمين عليها كالآباء والأعمام والأخوال بالتبنى وهو قوله سبحانه:
"ادعوهم لآباءهم هو أقسط عند الله"
-فى حالة عدم العلم بأب الطفل أو الطفلة يجب أن يسمى كل منهم بفلان مولى بنى فلان وهم من يكفلونه أو بفلانة مولاة بنى فلان وفى هذا قال سبحانه :
" فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم فى الدين ومواليكم"
ما بنى على التبنى محرم :
المجتمعات الكافرة التى كانت تبيح التبنى رتبت على التبنى أحكام باطلة منها :
تحريم زوجة المتبنى إذا طلقت على أبيه أو جده أو عمه أو خاله المنسوب إليهم زورا
وكانت مخالفة هذا الحكم الكفرى جريمة كبرى وهو ما يفسر خوف الرسول(ص) من اخبار الله له أن زيد سيطلق زوجته وأن عليه أن يتزوجها بها بعد عدة الطلاق لكى ينهى على هذا الحكم الباطل
وفى هذا قال سبحانه :
"وإذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكى لا يكون على المؤمنين حرج فى أزواج أدعياءهم إذا قضوا منهن وطرا"
وهو ما نفذه الرسول (ص) فيما بعد حيث تزوج طليقة ابنه المتبنى سابقا بعد أن أعلن حرمة التبنى قبل هذا بزمن لأن العقوبة الإلهية أعظم من الخوف من كلام الناس
وبالطبع كانوا يرتبون على ذلك وراثة المتبنى لأسرته التى تتبناه وأيضا إباحة رؤية عورات الأبوين المزعومين هم وأقاربهم
السؤال هل ترك الله هؤلاء الأطفال التائهين أو اللقطاء دون أن يوجد حل لتلك المشكلة ؟
الإجابة بالطبع لم يتركهم الله وإنما أوجد الحل وهو :
أولا بالنسبة للأطفال المعروفى الآباء يتم إعادتهم لأسرهم حيث يعودون للأب والأم أو يعودون إلى الأمهات أو إلى الاخوة والأخوات أو إلى الأعمام والعمات أو إلى الأجداد أو الجدات أو الأخوال أو الخالات
وفى حالة عدم معرفة مكان أسرهم إذا كانوا رضع يتم عمل التالى :
أى امرأة عقيم أو هى وزوجها عقماء إذا كان للمرأة أخت ترضع أو ابنة أخ أو اخت أو حتى أم أو عمه أو خالة .. ترضع تقوم أى واحدة منهم بإرضاع الطفل حتى يحرم على المرأة وزوجها وإذا كان للزوج أخت أو أم أو ابنة أخ أو أخت أو حتى خالة أو عمه ترضع ترضع الطفل حتى يحرم عليه وعلى زوجته
ويكون العقماء كفلاء للرضع
وأما فى حالة الأطفال الكبار البنين فيعطون لرجال ليس لديهم زوجات ولا أولاد يعيشون معهم كى يكفلونهم وأما البنات فيعطين للقواعد من النساء وهن المطلقات أو الأرامل اللاتى لا يرغبن فى الزواج مرة أخرى كى يكفلونهن
ثانيا الأطفال اللقطاء وهم الذين لا يعرف لهم أب ولا أم وفى الغالب يكونون من الرضع الحل هم نفس الحل ففى حالة الرضع يتم اعطائهم لأسر لديها رضع فيحرم على الأسرة وتكفله أو تعطيه لأحد قريب أو قريبة لهم عقيم كى يكفلونه وفى حالة الأكبر البنين يعطون لرجال لا يرغبون فى الزواج بعد موت زوجاتهم أو طلاقهم والبنات يعطين لبعض القواعد من النساء اللاتى لا يرغبن فى الزواج
إذا الكفالة ومعناها تربية الطفل والانفاق عليه هى الحل وقد أورد الله قصة كفالة زكريا(ص) لمريم(ص) وهى صغيرة بعد وفاة والدها ونذر أمها لها للمسجد وأخبرنا الله أن الكثير من أقاربها وأصحاب والدها اختلفوا فيمن يتكفل بتربيتها والنفقة عليها واتفقوا فى النهاية على عمل قرعة لكى يختاروا واحدا منهم لكى يكون كفيل مريم(ص) وفى هذا قال سبحانه :
"ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون"
وعندما أراد زكريا(ص) القيام بكفالته باحضار الطعام لها وجد أن الله وفر لها الطعام فى المحراب وفى هذا قال سبحانه :
"فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل زكريا عليها المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب"