أصحاب المهن والحرف وهم الضاربون فى الأرض
قسم الله المجتمع المسلم من حيث أحوال رجاله إلى ثلاث أحوال :
ـ الأول المرضى وهم المصابون بالعلل
-الضاربون فى الأرض وهم أصحاب المهن المختلفة والتى تقوم على عمل الفوائد فى الأرض أو منها
- المجاهدون فى سبيل الله وهم المحاربون المستعدون لرد أى عدوان
وفى هذا قال سبحانه :
"علم أن سيكون منكم مرضى وأخرون يضربون فى الأرض يبتغون من فضل الله وأخرون يقاتلون فى سبيل الله"
والضاربون فى الأرض هم من يقدرون على العمل الوظيفى حيث جعل الله فى مقابلهم الفقراء وهم العاجزون عن الضرب وهو التحرك فى الأرض حيث قال :
"للفقراء الذين أحصروا فى سبيل الله لا يستطيعون ضربا فى الأرض"
المهنة هى الوظيفة التى يعمل بها الفرد يبتغى بها الفضل وهو الرزق من الله كى يعول نفسه وأسرته وتنقسم المهن إلى نوعين :
الأول المهن المباحة وهى المهن التى توافق أحكام الله
الثانى المهن المحرمة وهى المهن التى تنتهك حكم أو أكثر من أحكام الله
والمهنة الواحدة قد تكون مباحة وقد تكون محرمة فمهنة الطب تكون مباحة عندما يعالج الرجال الرجال وتعالج النساء النساء التزاما بقوله سبحانه :
" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم"
وقوله :
"وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"
وتكون محرمة إذا عالج الرجال النساء والعكس لأن فى تلك الحالة يكون عصيان لأحكام الله فى غض البصر
ومن ثم يجب أن تقسم كل التخصصات فى كليات الطب بين البنين والبنات ولا يسمح بالاختلاط فى العلاج إلا فى حالة الضرورة وهو عدم وجود نساء فى التخصص فى نفس المنطقة
والمهنة الثانية وهى مرتبطة بالطبابة أيضا هى التمريض وهى تمثل نفس الأمر فلا يجب أن تعمل ممرضات فى تمريض الرجال وإنما ممرضين رجال مع الرجال وممرضات نساء مع النساء تطبيقا لحكم غض البصر
ومن تلك المهن صناعة المخدرات فهى صناعة مباحة والعمل بها مباح فى إطار الصيدلة والدواء وهى صناعة محرمة فى إطار بيعها ككيف أو أذى للناس كما فى حالة تجار المخدرات والسبب فى إحلال الأول كونه علاج للأمراض وأما الثانى فتصنيعه أو بيعه أذى للناس وهو الضرر وقد حرمه الله حيث قال :
" وما جعل عليكم فى الدين من حرج"
ومن تلك المهن التدريس للشباب والشابات فمهنة تعليم الرجال للنساء أو النساء للرجال محرمة بسبب النظر المحرم ومن ثم يجب فى مرحلة الشباب أن يكون المعلمون للشباب رجال والمعلمات للشابات نساء حرصا على طاعة أمر الله بغض البصر وأما فى حالة الطفولة فلا يوجد نظر محرم لأن الأطفال بنين وبنات ليسوا رجالا ولا نساء
ومن تلك المهن الخياطة وهى الحياكة والتى تستلزم النظر ولمس الأجسام عند أخذ القياسات فهذه المهنة لا يجوز فيها أن يخيط رجل لامرأة ولا امرأة لرجل وإنما الرجل للرجل والمرأة للمرأة منعا للنظر المحرم ومنعا للمس المحرم
بالطبع من المهن المحرمة :
الساحر وهو عمل محرم لقوله سبحانه :
" ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر "
-الراقص والراقصة فالمهنة قائمة على النظر المحرم من قبل المتفرجين والمطلوب غض البصر كما سبق ذكر الآيات وأيضا لا فائدة ونفع من تلك المهنة
-المغنى والمغنية والمهنة قائمة على السماع والفرجة والكثير من المسموع محرم لا يتفق مع قوله سبحانه :
" وقولوا قولا سديدا" والمقصود كلاما خيرا نافعا
والفرجة لا تتفق مع تحريم النظر للنوع الثانى
-اللاعب واللاعبة والمهنة هى الأخرى قائمة على الفرجة وليس هناك أى منتج نافع فيها فكلها تضييع للأوقات وعلف خاص للأفراد بدون منتج يفيد الناس
- السجانين فلا وجود للسجون ولا للسجانين فى الإسلام لأن كل العقوبات فيها فورية قتل أو قطع يد أو قطع أطراف أو جلد أو كفارات مالية أو صيامية ولا توجد عقوبة السجن فى دين الله
-الجابى أو صاحب المكس أو الضرائبى وهو من يجمع الضرائب وهى محرمة لأن الله شرع تشريعات مالية متعددة ليس من بينها الضرائب أو الجباية أو المكوس
- الدخاخنى وهو من يصنع الدخان أو يبيعه كسجائر أو معسل أو سيجار وهو محرم لكونه يضر الصحة العامة وهو الحرج الذى حرمه الله حيث قال :
" وما جعل عليكم فى الدين من حرج"
والمقصود لم يشرع فى الإسلام ما فيه أذى
تفاضل المهن :
فى المهن المباحة لا تتفاضل المهن فالطبيب كالزبال والمهندس كالسباك فكل أصحاب المهن مكانتهم واحدة عند الله وكذلك عند الناس ولا يمكن لأيا كانوا أن يستغنوا عن مهنة ما من المهن المباحة فمهنة الزبال مهنة فائدتها للمجتمع عظيمة فهى تمنع انتشار مسببات الأمراض كما تقوم تجمل القرى والمدن بالنظافة كما أنه تستفيد منها المصانع والأرض الزراعية بالكثير من الأمور
ومثلا مهنة الكهربائى مهنة مهمة للمجتمع حيث تنير الظلام فى البيوت والشوارع والمؤسسات وتجعل الأجهزة المختلفة المفيدة تعمل
إن أصحاب المهن كلهم مثل الجدار المبنى إذا رفع منها أى حجر منها فإنه يفسد عمل الجدار فهذا الحجر قد يكون سبب فى انهيار المجتمع فحجر الفلاح مثلا إذا ترك فسوف يجوع الناس ولن يفيد الجندى سلاحه وهو جائع ولا الطبيب طبه وهو جائع ومثلا حجر كحجر الميكانيكى إذا ترك فسوف تتعطل الآلات ولا تجد من يصلحها وتتعطل الكثير من المهن
إذا كل صاحب مهنة مثله مثل الأخر ولذا قال سبحانه :
" إنما المؤمنون اخوة"
والاخوة لا يختلفون فى الحقوق فالكل يرث نفس النصيب وليس منهم واحد أفضل من الأخر عند الأب والأم ومن ثم كل صاحب مهنة مباحة فى الإسلام له نفس المكانة ونفس الراتب ومن شتم واحد بمهنته المباحة احتقارا لها يعاقب لأنه يكون قد اعترض على حكم الله بإخوة المؤمنين
الممنوعون من العمل الوظيفى:
منع الله البعض من العمل الوظيفى وهو الضرب فى الأرض منعا تاما أو منعا مؤقتا
المنع التام هو للأصناف التالية :
الأول الفقراء وهم العجزة الذين لا يقدرون على الضرب فى الأرض وهم من لا يقدرون على العمل بسبب شلل رباعى أو شلل نصفى أو بتر اليدين أو بتر الأيدى والأرجل أو عاهة مانعة كالعمى والصمم
وفيهم قال سبحانه :
"للفقراء الذين أحصروا فى سبيل الله لا يستطيعون ضربا فى الأرض"
الثانى المؤلفة قلوبهم وهم المركبة نفوسهم تركيبا مخالفا لبقية الناس وهم المجانين وفيهم قال سبحانه :
"إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم"
وهم بالطبع ليسوا المسلمين الجدد بتأليف قلوبهم على الإسلام بالمال لأن المال مهما كثر لا يؤلف القلوب على الإسلام كما قال سبحانه :
"لو أنفقت ما فى الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم"
وهؤلاء قرر الله لهم مرتبات تصرف من الصدقات التى تسميها الزكاة وتعطى لأقاربهم للصرف عليهم
الثالث النساء المتزوجات فلا يجوز لامرأة متزوجة العمل الوظيفى لأن وظيفتها هى فى بيتها كما قال سبحانه :
" وقرن فى بيوتكم"
وهو ما سماه الله حفظ الزوج بالغيب حيث هو فى العمل وهى فى البيت " فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله"
وأما النساء غير المتزوجات سواء كن أبكارا أو كن ثيبات قواعد ليس لديهن زوج أو ولد يربينه فيعملن حتى يتزوجن فى المهن الخاصة بالنساء كالطبابة النسوية والتعليم النسوى والخياطة النسوية وهى المهن التى تحرم أحكام الله عمل الرجال بها
وهن يصرفن رواتب العمل كالرجال
المنع المؤقت :
كل مريض أو مريضة من الضاربين فى الأرض يمنعون من العمل أثناء مرضهم حرصا على صحتهم وحرصا على عدم نقل العدوى فى حالة الأمراض المعدية ويعودون للعمل بعد الشفاء
وكبر السن ليس مانعا من العمل فالضارب يظل يعمل طالما هو قادر بدنيا وذهنيا على العمل فلا يوجد سن محدد للبعد عن العمل ويراعى فى كبر السن تخفيف عمل الكبار فإذا رأى زملاء العمل أن العامل بدأ يصاب بالنسيان المسمى الزهايمر فيطلبون على الفور من أهله اقعاده فى البيت ويتم صرف راتبه كما هو وإذا رأوا أنه مجهد جسمانيا باستمرار يطلبون من أهله نفس الطلب حتى ولو أصر على العمل لأن عمل المرضى ممنوع حفاظا عليهم
كتاب العمل الوظيفى :
المفترض أن يسلم كل عامل عند بداية وظيفته كتاب العمل وهو كتاب فيه أحكام عمله كما قررها الله وكل عامل المفروض أن يكون درس تلك الأحكام فى الكلية التى تخرج منها
كمثال حلاق الرجال :
وظيفته هو تقصير أو حلق الشعر كما قال سبحانه :
" محلقين رءوسكم ومقصرين"
لا يجوز سوى تقصير الشعر كله بنفس النسبة أو حلقه كله فلا وجود لحلق بعض وترك بعض أو تطويل بعض وتقصير بعض وهو ما يسمونه القزع وأمثال تلك التسميات
لا يجوز تغيير خلقة الله بتلوين الشعر أو عمل وشوم وأشباهها أو نتف الحواجب وتلوينها أو شىء من هذا القبيل لأن هذه الأعمال استجابة لقول الشيطان:
" ولآمرنهم فليغيرن خلق الله"
مثال أخر الجزار :
وظيفته ذبح الأنعام والطيور المحللة فقط وسلخها وتنظيفها كما قال سبحانه :
" أحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم"
لا يجوز ذبح المحرم أكله كالخنازير والحمير والبغال
أى بهيمة أو طائر مريض لا يذبحه ويرده لأصحابه لحين علاجه وصلاحيته لعدم نقل المرض أو الأذى للبشر
زى العمل الوظيفى :
لم يأمر الله الناس بارتداء زى معين فى العمل ولكن تيسيرا على الناس لكى يعرفوا من يعمل فى مؤسسة ما يجوز أن يرتدى كل فريق زى مشابه لبعض فمثلا فى المشفى يرتدى الأطباء زى معين ويرتدى الممرضون نفس الزى بلون مختلف
والمفروض فى الزى أن يكون لونه مما يسر الناظرين كما فى قوله سبحانه :
" بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين"
وبهذه المناسبة يا ليت المشافى تستغنى عن الأزياء البيضاء والملاءات والجدران فهى ليست لون يسر النفوس وإنما تحزنها وتذكرها بالموت كما قال أحدهم فى مرضه:
"في غُرَفِ العمليات
كان نِقابُ الأطباءِ أبيضَ
لونُ المعاطفِ أبيض
تاجُ الحكيماتِ أبيضَ
الملاءاتُ
لونُ الأسرّةِ أربطةُ الشاشِ والقُطْن
قرصُ المنوِّمِ أُنبوبةُ المَصْلِ
كوبُ اللَّبن
كلُّ هذا يُشيعُ بِقَلْبي الوَهَنْ.
كلُّ هذا البياضِ يذكِّرني بالكَفَنْ!"
وتستخدم ألوانا متعددة زاهية مما يفرح المرضى
والمفترض فى الزى أن يحمى لابسه من المؤذيات فى عمله وأن يقلعه عقب العمل لتنظيفه كعمال القمامة أو العمال الذين يعملون فى زيوت ودهون وألوان مما يوسخ الزى
قسم الله المجتمع المسلم من حيث أحوال رجاله إلى ثلاث أحوال :
ـ الأول المرضى وهم المصابون بالعلل
-الضاربون فى الأرض وهم أصحاب المهن المختلفة والتى تقوم على عمل الفوائد فى الأرض أو منها
- المجاهدون فى سبيل الله وهم المحاربون المستعدون لرد أى عدوان
وفى هذا قال سبحانه :
"علم أن سيكون منكم مرضى وأخرون يضربون فى الأرض يبتغون من فضل الله وأخرون يقاتلون فى سبيل الله"
والضاربون فى الأرض هم من يقدرون على العمل الوظيفى حيث جعل الله فى مقابلهم الفقراء وهم العاجزون عن الضرب وهو التحرك فى الأرض حيث قال :
"للفقراء الذين أحصروا فى سبيل الله لا يستطيعون ضربا فى الأرض"
المهنة هى الوظيفة التى يعمل بها الفرد يبتغى بها الفضل وهو الرزق من الله كى يعول نفسه وأسرته وتنقسم المهن إلى نوعين :
الأول المهن المباحة وهى المهن التى توافق أحكام الله
الثانى المهن المحرمة وهى المهن التى تنتهك حكم أو أكثر من أحكام الله
والمهنة الواحدة قد تكون مباحة وقد تكون محرمة فمهنة الطب تكون مباحة عندما يعالج الرجال الرجال وتعالج النساء النساء التزاما بقوله سبحانه :
" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم"
وقوله :
"وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"
وتكون محرمة إذا عالج الرجال النساء والعكس لأن فى تلك الحالة يكون عصيان لأحكام الله فى غض البصر
ومن ثم يجب أن تقسم كل التخصصات فى كليات الطب بين البنين والبنات ولا يسمح بالاختلاط فى العلاج إلا فى حالة الضرورة وهو عدم وجود نساء فى التخصص فى نفس المنطقة
والمهنة الثانية وهى مرتبطة بالطبابة أيضا هى التمريض وهى تمثل نفس الأمر فلا يجب أن تعمل ممرضات فى تمريض الرجال وإنما ممرضين رجال مع الرجال وممرضات نساء مع النساء تطبيقا لحكم غض البصر
ومن تلك المهن صناعة المخدرات فهى صناعة مباحة والعمل بها مباح فى إطار الصيدلة والدواء وهى صناعة محرمة فى إطار بيعها ككيف أو أذى للناس كما فى حالة تجار المخدرات والسبب فى إحلال الأول كونه علاج للأمراض وأما الثانى فتصنيعه أو بيعه أذى للناس وهو الضرر وقد حرمه الله حيث قال :
" وما جعل عليكم فى الدين من حرج"
ومن تلك المهن التدريس للشباب والشابات فمهنة تعليم الرجال للنساء أو النساء للرجال محرمة بسبب النظر المحرم ومن ثم يجب فى مرحلة الشباب أن يكون المعلمون للشباب رجال والمعلمات للشابات نساء حرصا على طاعة أمر الله بغض البصر وأما فى حالة الطفولة فلا يوجد نظر محرم لأن الأطفال بنين وبنات ليسوا رجالا ولا نساء
ومن تلك المهن الخياطة وهى الحياكة والتى تستلزم النظر ولمس الأجسام عند أخذ القياسات فهذه المهنة لا يجوز فيها أن يخيط رجل لامرأة ولا امرأة لرجل وإنما الرجل للرجل والمرأة للمرأة منعا للنظر المحرم ومنعا للمس المحرم
بالطبع من المهن المحرمة :
الساحر وهو عمل محرم لقوله سبحانه :
" ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر "
-الراقص والراقصة فالمهنة قائمة على النظر المحرم من قبل المتفرجين والمطلوب غض البصر كما سبق ذكر الآيات وأيضا لا فائدة ونفع من تلك المهنة
-المغنى والمغنية والمهنة قائمة على السماع والفرجة والكثير من المسموع محرم لا يتفق مع قوله سبحانه :
" وقولوا قولا سديدا" والمقصود كلاما خيرا نافعا
والفرجة لا تتفق مع تحريم النظر للنوع الثانى
-اللاعب واللاعبة والمهنة هى الأخرى قائمة على الفرجة وليس هناك أى منتج نافع فيها فكلها تضييع للأوقات وعلف خاص للأفراد بدون منتج يفيد الناس
- السجانين فلا وجود للسجون ولا للسجانين فى الإسلام لأن كل العقوبات فيها فورية قتل أو قطع يد أو قطع أطراف أو جلد أو كفارات مالية أو صيامية ولا توجد عقوبة السجن فى دين الله
-الجابى أو صاحب المكس أو الضرائبى وهو من يجمع الضرائب وهى محرمة لأن الله شرع تشريعات مالية متعددة ليس من بينها الضرائب أو الجباية أو المكوس
- الدخاخنى وهو من يصنع الدخان أو يبيعه كسجائر أو معسل أو سيجار وهو محرم لكونه يضر الصحة العامة وهو الحرج الذى حرمه الله حيث قال :
" وما جعل عليكم فى الدين من حرج"
والمقصود لم يشرع فى الإسلام ما فيه أذى
تفاضل المهن :
فى المهن المباحة لا تتفاضل المهن فالطبيب كالزبال والمهندس كالسباك فكل أصحاب المهن مكانتهم واحدة عند الله وكذلك عند الناس ولا يمكن لأيا كانوا أن يستغنوا عن مهنة ما من المهن المباحة فمهنة الزبال مهنة فائدتها للمجتمع عظيمة فهى تمنع انتشار مسببات الأمراض كما تقوم تجمل القرى والمدن بالنظافة كما أنه تستفيد منها المصانع والأرض الزراعية بالكثير من الأمور
ومثلا مهنة الكهربائى مهنة مهمة للمجتمع حيث تنير الظلام فى البيوت والشوارع والمؤسسات وتجعل الأجهزة المختلفة المفيدة تعمل
إن أصحاب المهن كلهم مثل الجدار المبنى إذا رفع منها أى حجر منها فإنه يفسد عمل الجدار فهذا الحجر قد يكون سبب فى انهيار المجتمع فحجر الفلاح مثلا إذا ترك فسوف يجوع الناس ولن يفيد الجندى سلاحه وهو جائع ولا الطبيب طبه وهو جائع ومثلا حجر كحجر الميكانيكى إذا ترك فسوف تتعطل الآلات ولا تجد من يصلحها وتتعطل الكثير من المهن
إذا كل صاحب مهنة مثله مثل الأخر ولذا قال سبحانه :
" إنما المؤمنون اخوة"
والاخوة لا يختلفون فى الحقوق فالكل يرث نفس النصيب وليس منهم واحد أفضل من الأخر عند الأب والأم ومن ثم كل صاحب مهنة مباحة فى الإسلام له نفس المكانة ونفس الراتب ومن شتم واحد بمهنته المباحة احتقارا لها يعاقب لأنه يكون قد اعترض على حكم الله بإخوة المؤمنين
الممنوعون من العمل الوظيفى:
منع الله البعض من العمل الوظيفى وهو الضرب فى الأرض منعا تاما أو منعا مؤقتا
المنع التام هو للأصناف التالية :
الأول الفقراء وهم العجزة الذين لا يقدرون على الضرب فى الأرض وهم من لا يقدرون على العمل بسبب شلل رباعى أو شلل نصفى أو بتر اليدين أو بتر الأيدى والأرجل أو عاهة مانعة كالعمى والصمم
وفيهم قال سبحانه :
"للفقراء الذين أحصروا فى سبيل الله لا يستطيعون ضربا فى الأرض"
الثانى المؤلفة قلوبهم وهم المركبة نفوسهم تركيبا مخالفا لبقية الناس وهم المجانين وفيهم قال سبحانه :
"إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم"
وهم بالطبع ليسوا المسلمين الجدد بتأليف قلوبهم على الإسلام بالمال لأن المال مهما كثر لا يؤلف القلوب على الإسلام كما قال سبحانه :
"لو أنفقت ما فى الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم"
وهؤلاء قرر الله لهم مرتبات تصرف من الصدقات التى تسميها الزكاة وتعطى لأقاربهم للصرف عليهم
الثالث النساء المتزوجات فلا يجوز لامرأة متزوجة العمل الوظيفى لأن وظيفتها هى فى بيتها كما قال سبحانه :
" وقرن فى بيوتكم"
وهو ما سماه الله حفظ الزوج بالغيب حيث هو فى العمل وهى فى البيت " فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله"
وأما النساء غير المتزوجات سواء كن أبكارا أو كن ثيبات قواعد ليس لديهن زوج أو ولد يربينه فيعملن حتى يتزوجن فى المهن الخاصة بالنساء كالطبابة النسوية والتعليم النسوى والخياطة النسوية وهى المهن التى تحرم أحكام الله عمل الرجال بها
وهن يصرفن رواتب العمل كالرجال
المنع المؤقت :
كل مريض أو مريضة من الضاربين فى الأرض يمنعون من العمل أثناء مرضهم حرصا على صحتهم وحرصا على عدم نقل العدوى فى حالة الأمراض المعدية ويعودون للعمل بعد الشفاء
وكبر السن ليس مانعا من العمل فالضارب يظل يعمل طالما هو قادر بدنيا وذهنيا على العمل فلا يوجد سن محدد للبعد عن العمل ويراعى فى كبر السن تخفيف عمل الكبار فإذا رأى زملاء العمل أن العامل بدأ يصاب بالنسيان المسمى الزهايمر فيطلبون على الفور من أهله اقعاده فى البيت ويتم صرف راتبه كما هو وإذا رأوا أنه مجهد جسمانيا باستمرار يطلبون من أهله نفس الطلب حتى ولو أصر على العمل لأن عمل المرضى ممنوع حفاظا عليهم
كتاب العمل الوظيفى :
المفترض أن يسلم كل عامل عند بداية وظيفته كتاب العمل وهو كتاب فيه أحكام عمله كما قررها الله وكل عامل المفروض أن يكون درس تلك الأحكام فى الكلية التى تخرج منها
كمثال حلاق الرجال :
وظيفته هو تقصير أو حلق الشعر كما قال سبحانه :
" محلقين رءوسكم ومقصرين"
لا يجوز سوى تقصير الشعر كله بنفس النسبة أو حلقه كله فلا وجود لحلق بعض وترك بعض أو تطويل بعض وتقصير بعض وهو ما يسمونه القزع وأمثال تلك التسميات
لا يجوز تغيير خلقة الله بتلوين الشعر أو عمل وشوم وأشباهها أو نتف الحواجب وتلوينها أو شىء من هذا القبيل لأن هذه الأعمال استجابة لقول الشيطان:
" ولآمرنهم فليغيرن خلق الله"
مثال أخر الجزار :
وظيفته ذبح الأنعام والطيور المحللة فقط وسلخها وتنظيفها كما قال سبحانه :
" أحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم"
لا يجوز ذبح المحرم أكله كالخنازير والحمير والبغال
أى بهيمة أو طائر مريض لا يذبحه ويرده لأصحابه لحين علاجه وصلاحيته لعدم نقل المرض أو الأذى للبشر
زى العمل الوظيفى :
لم يأمر الله الناس بارتداء زى معين فى العمل ولكن تيسيرا على الناس لكى يعرفوا من يعمل فى مؤسسة ما يجوز أن يرتدى كل فريق زى مشابه لبعض فمثلا فى المشفى يرتدى الأطباء زى معين ويرتدى الممرضون نفس الزى بلون مختلف
والمفروض فى الزى أن يكون لونه مما يسر الناظرين كما فى قوله سبحانه :
" بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين"
وبهذه المناسبة يا ليت المشافى تستغنى عن الأزياء البيضاء والملاءات والجدران فهى ليست لون يسر النفوس وإنما تحزنها وتذكرها بالموت كما قال أحدهم فى مرضه:
"في غُرَفِ العمليات
كان نِقابُ الأطباءِ أبيضَ
لونُ المعاطفِ أبيض
تاجُ الحكيماتِ أبيضَ
الملاءاتُ
لونُ الأسرّةِ أربطةُ الشاشِ والقُطْن
قرصُ المنوِّمِ أُنبوبةُ المَصْلِ
كوبُ اللَّبن
كلُّ هذا يُشيعُ بِقَلْبي الوَهَنْ.
كلُّ هذا البياضِ يذكِّرني بالكَفَنْ!"
وتستخدم ألوانا متعددة زاهية مما يفرح المرضى
والمفترض فى الزى أن يحمى لابسه من المؤذيات فى عمله وأن يقلعه عقب العمل لتنظيفه كعمال القمامة أو العمال الذين يعملون فى زيوت ودهون وألوان مما يوسخ الزى