الوزن في كتاب الله
الله الذى أنزل الكتاب بالحق والميزان
شرح الله أنه هو الذى أنزل الكتاب والمقصود هو الذى أوحى الذكر كما قال سبحانه "وأنزلنا إليك الذكر"بالحق وفسره بأنه الميزان وهو العدل وهو حكم الله بين الناس
وفى المعنى قال سبحانه :
"الله الذى أنزل الكتاب بالحق والميزان "
وأنزلنا معهم الكتاب والميزان
شرح الله أنه أرسل رسله بالبينات والمقصود بعث أنبيائه بالآيات وهى المعجزات الدالة على صدقهم وأنزلنا معهم الكتاب والميزان والمقصود وأوحينا لهم الحكم أى العدل ليقوم الناس بالقسط والمقصود ليعمل الخلق بالعدل
وفى المعنى قال سبحانه :
"لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط "
والسماء رفعها ووضع الميزان
شرح الله للجن والإنس أن الشمس والقمر بحسبان والمقصود يجريان بتقدير معين بحيث لا يلحق أحدهم بالأخر وخلق النجم وهو الكواكب فى السماء والشجر وهو النبات فى الأرض يسجدان أى يطيعان حكم الله وخلق السماء فرفعها أى فعلاها عن الأرض ووضع الميزان أى وشرع قانون الرفع
وفى المعنى قال سبحانه :بسورة الرحمن
"الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا فى الميزان "
وأنبتنا فيها من كل شىء موزون
شرح الله للناس أن الأرض مدها أى فرشها وهذا يعنى أنه بسطها أى مهدها للناس وألقى فيها رواسى والمقصود وخلق فيها جبال وأنبتنا فيها من كل شىء موزون والمقصود وأخرجنا فى الأرض من كل زوج كريم كما قال سبحانه "فأنبتنا فيها من كل زوج كريم"وهذا يعنى أن الله خلق فى الأرض من كل نوع مقدر أحسن تقدير
وفى المعنى قال سبحانه :
"والأرض مددناها وألقينا فيها رواسى وأنبتنا فيها من كل شىء موزون "
وأقيموا الوزن بالقسط
أمر الله الناس ألا يطغوا فى الميزان والمقصود ألا يكذبوا بالعدل ويفسر هذا بأن يقيموا الوزن بالقسط والمقصود أن يطيعوا العدل بالإخلاص وهو تصديقه وفسره بألا يخسروا الميزان أى ألا يخالفوا الحكم وهو العدل
وفى المعنى قال سبحانه :
"وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان"
وزنوا بالقسطاس المستقيم
طلب الله الوفاء بالعهد بقوله أوفوا الكيل إذا كلتم والمقصود أطيعوا العهد إذا رضيتم به وفسر هذا بأن يزنوا بالقسطاس المستقيم والمقصود أن يعملوا بالدين العدل والعمل بالدين خير أى أنفع وفسر هذا بأنه أحسن تأويلا والمقصود أفضل مستقرا أى مقيلا حيث يدخل العامل بالدين الجنة
وفى المعنى قال سبحانه :
"وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا "
وأوفوا الكيل والميزان بالقسط
أمر الله الناس أن أوفوا الكيل والميزان بالقسط والمقصود وأتموا العمل أى الفعل بالعدل وهذا يعنى أن يعملوا العمل كما أراد الله أن يعمل بالعدل حتى يتقبله منهم
فأوفوا الكيل والميزان
وفى المعنى قال سبحانه :
"وأوفوا الكيل والميزان بالقسط "
شرح الله أنه أرسل لمدين أخاهم وهو صاحبهم شعيب(ص)فقال لهم :يا قوم أى يا شعبى اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أى اتبعوا حكم الله ليس لكم من خالق سواه والغرض من القول هو إخبارهم بوجوب طاعة حكم الله وترك طاعة ما سواه من الأحكام وقال وقد جاءتكم بينة من ربكم والمقصود وقد أتتكم آية معجزة دالة على صدقى وقال فأوفوا الكيل والميزان والمقصود فأطيعوا العدل أى القسط وهو حكم الله وفسر هذا بقوله ولا تبخسوا الناس أشياءهم والمقصود ولا تنقصوا من الخلق حقوقهم وفسر هذا بقوله ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها والمقصود ولا تظلموا فى البلاد بعد عدلها وهذا يعنى ألا يحكموا البلاد بأحكام غير الحكم الصالح وهو حكم الله وقال ذلكم وهو طاعة حكم الله وترك ما سواه خير لهم أى أحسن لهم ثوابا إن كانوا مؤمنين أى مصدقين بحكم الله
وفى المعنى قال سبحانه :
"وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين"
ولا تنقصوا المكيال والميزان
شرح الله لنبيه(ص) أنه أرسل إلى مدين أخاهم وهو صاحبهم شعيبا (ص)قال يا قوم أى يا أهلى اعبدوا الله أى اتقوا الله،ما لكم من إله غيره والمقصود ليس لكم من رب سواه وفسر هذا بقوله :لا تنقصوا المكيال والميزان أى لا تتركوا العدل أى القسط ،وقال لهم إنى أراكم بخير والمقصود إنى أظنكم على نفع وهذا القول منه استدراج منه لهم بوصفهم أنهم يرى فى نفوسهم الحق وإنى أخاف عليكم عذاب يوم محيط والمقصود وإنى أخشى عليكم عقاب يوم عظيم
وفى المعنى قال سبحانه :
"وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إنى أراكم بخير وإنى أخاف عليكم عذاب يوم محيط"
ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط
شرح الله أن شعيب (ص)قال للقوم :يا قوم أى يا شعبى أوفوا المكيال أى الميزان بالقسط والمقصود افعلوا الحكم أى الفرض الإلهى بالعدل وهذا يعنى أن يعملوا حكم الله ونيتهم من العمل العدل وهو ثواب الله وليس غير هذا،وفسر هذا بألا يبخسوا الناس أشياءهم والمقصود ألا ينقصوا الخلق حقوقهم وهذا يعنى أن يعطوا كل صاحب حق حقه وفسر هذا بقوله ولا تعثوا فى الأرض مفسدين أى لا تسيروا فى البلاد ظالمين وهذا يعنى ألا يحكموا الأرض بحكم الكفر
وفى المعنى قال سبحانه :
"ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا فى الأرض مفسدين "
ولا تكونوا من المخسرين وزنوا بالقسطاس المستقيم
وضح أن شعيب (ص)قال لقومه :أوفوا الكيل أى احكموا بالعدل وفسر هذا بقوله لا تكونوا من المخسرين أى لا تصبحوا من المعذبين وفسر هذا بقوله وزنوا بالقسطاس المستقيم أى اعملوا بالدين العادل
وفى المعنى قال سبحانه :
"أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين وزنوا بالقسطاس المستقيم "
وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون
شرح الله أن الويل للمطففين والمقصود العذاب للمكذبين وفسرهم بأنهم إذا اكتالوا على الناس يستوفون أى إذا تعاملوا مع الخلق يستكملون والمقصود إذا كان لهم حقوق عند الخلق أخذوها كاملة وإذا كالوهم وفسرها بأنها وزنوهم يخسرون والمقصود وإذا عاملوا الناس يبخسون وهذا يعنى أن الآخرين إن كان لهم حقوق عند المطففين لم يعطوها لهم كاملة إنما يمنعونها عنهم
وفى المعنى قال سبحانه :
"ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون
فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا
شرح الله أن الذين كفروا أى كذبوا بآيات ربهم وهى أحكام خالقهم ولقائه وهو جزائه فكانت النتيجة أن حبطت أعمالهم أى خسر أجر أفعالهم والمقصود ساءت أفعالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا والمقصود فلا نعطى لهم يوم البعث ثوابا أى عطاء حسنا وذلك أى جهنم هى جزاؤهم أى عقابهم والسبب ما كفروا أى ما كذبوا
وفى المعنى قال سبحانه :
"الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا "
والوزن يومئذ الحق
شرح الله للناس أن الوزن وهو الحكم أى الملك والأمر يومئذ لله"فالحكم فى يوم القيامة العدل لله ،ووضح لهم أن من ثقلت موازينه أى من حسنت أى من قبلت أعماله فأولئك هم المفلحون أى "أصحاب الجنة هم الفائزون"كما قال بسورة الحشر وأما من خفت موازينه أى ساءت أى رفضت أعماله أى كفر بآيات الله فأولئك الذين خسروا أى أهلكوا أى ظلموا أنفسهم والسبب ما كانوا بآياتنا يظلمون أى الذى كانوا بأحكام الله يجحدون أى يكفرون
وفى المعنى قال سبحانه :
"والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون"
ونضع الموازين القسط ليوم القيامة
شرح الله أنه يضع الموازين القسط ليوم القيامة والمقصود أنه يقضى بالأحكام المقسطة فى يوم البعث ووضح لنا أنه لا تظلم نفس شيئا والمقصود أنه لا تنقص نفس حقا من حقوقها وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها والمقصود وإن كان قدر حبة من خردل جئنا بها أى أعطيناها لصاحب الحق ،ووضح لنا أنه كفى به حاسبين أى حسبه أنه حاكم عادل
وفى المعنى قال سبحانه :
"ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين "
فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون
شرح الله أن إذا نفخ فى البوق أى نفث فى الصور أى نقر فى الناقور فلا أنساب بينهم يومئذ والمقصود فلا قرابات بينهم والمقصود أن الله يلغى صلة النسب وهى القرابة بين الأب والابن وهم لا يتساءلون أى لا يستفهمون عن شىء ووضح له أن من ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون والمقصود أن من قبلت أعماله المبنية على إسلامه فأولئك هم العائشون فى العيشة الراضية وأما من خفت موازينه أى من ساءت أى من حبطت أعماله فأولئك الذين خسروا أنفسهم فى جهنم خالدون والمقصود فأولئك الذين أدخلوا أنفسهم فى النار مقيمون
وفى المعنى قال سبحانه :
"فإذا نفخ فى الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم فى جهنم خالدون "
وأما من خفت موازينه فأمه هاويه
شرح الله أن من ثقلت موازينه فهو فى عيشة راضية أى من حسنت أعماله أى خلص إسلامه فهو فى حياة سعيدة وأما من خفت موازينه أى وأما من ساءت أعماله أى قبح دينه فأمه هاوية والمقصود فمسكنه هو الهاويه وما أدراك ما هيه أى والله الذى عرفك حقيقتها نار حامية أى عقاب مسلط عليه
وفى المعنى قال سبحانه :
"فأما من ثقلت موازينه فهو فى عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاويه وما أدراك ما هيه نار حامية "
الله الذى أنزل الكتاب بالحق والميزان
شرح الله أنه هو الذى أنزل الكتاب والمقصود هو الذى أوحى الذكر كما قال سبحانه "وأنزلنا إليك الذكر"بالحق وفسره بأنه الميزان وهو العدل وهو حكم الله بين الناس
وفى المعنى قال سبحانه :
"الله الذى أنزل الكتاب بالحق والميزان "
وأنزلنا معهم الكتاب والميزان
شرح الله أنه أرسل رسله بالبينات والمقصود بعث أنبيائه بالآيات وهى المعجزات الدالة على صدقهم وأنزلنا معهم الكتاب والميزان والمقصود وأوحينا لهم الحكم أى العدل ليقوم الناس بالقسط والمقصود ليعمل الخلق بالعدل
وفى المعنى قال سبحانه :
"لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط "
والسماء رفعها ووضع الميزان
شرح الله للجن والإنس أن الشمس والقمر بحسبان والمقصود يجريان بتقدير معين بحيث لا يلحق أحدهم بالأخر وخلق النجم وهو الكواكب فى السماء والشجر وهو النبات فى الأرض يسجدان أى يطيعان حكم الله وخلق السماء فرفعها أى فعلاها عن الأرض ووضع الميزان أى وشرع قانون الرفع
وفى المعنى قال سبحانه :بسورة الرحمن
"الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا فى الميزان "
وأنبتنا فيها من كل شىء موزون
شرح الله للناس أن الأرض مدها أى فرشها وهذا يعنى أنه بسطها أى مهدها للناس وألقى فيها رواسى والمقصود وخلق فيها جبال وأنبتنا فيها من كل شىء موزون والمقصود وأخرجنا فى الأرض من كل زوج كريم كما قال سبحانه "فأنبتنا فيها من كل زوج كريم"وهذا يعنى أن الله خلق فى الأرض من كل نوع مقدر أحسن تقدير
وفى المعنى قال سبحانه :
"والأرض مددناها وألقينا فيها رواسى وأنبتنا فيها من كل شىء موزون "
وأقيموا الوزن بالقسط
أمر الله الناس ألا يطغوا فى الميزان والمقصود ألا يكذبوا بالعدل ويفسر هذا بأن يقيموا الوزن بالقسط والمقصود أن يطيعوا العدل بالإخلاص وهو تصديقه وفسره بألا يخسروا الميزان أى ألا يخالفوا الحكم وهو العدل
وفى المعنى قال سبحانه :
"وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان"
وزنوا بالقسطاس المستقيم
طلب الله الوفاء بالعهد بقوله أوفوا الكيل إذا كلتم والمقصود أطيعوا العهد إذا رضيتم به وفسر هذا بأن يزنوا بالقسطاس المستقيم والمقصود أن يعملوا بالدين العدل والعمل بالدين خير أى أنفع وفسر هذا بأنه أحسن تأويلا والمقصود أفضل مستقرا أى مقيلا حيث يدخل العامل بالدين الجنة
وفى المعنى قال سبحانه :
"وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا "
وأوفوا الكيل والميزان بالقسط
أمر الله الناس أن أوفوا الكيل والميزان بالقسط والمقصود وأتموا العمل أى الفعل بالعدل وهذا يعنى أن يعملوا العمل كما أراد الله أن يعمل بالعدل حتى يتقبله منهم
فأوفوا الكيل والميزان
وفى المعنى قال سبحانه :
"وأوفوا الكيل والميزان بالقسط "
شرح الله أنه أرسل لمدين أخاهم وهو صاحبهم شعيب(ص)فقال لهم :يا قوم أى يا شعبى اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أى اتبعوا حكم الله ليس لكم من خالق سواه والغرض من القول هو إخبارهم بوجوب طاعة حكم الله وترك طاعة ما سواه من الأحكام وقال وقد جاءتكم بينة من ربكم والمقصود وقد أتتكم آية معجزة دالة على صدقى وقال فأوفوا الكيل والميزان والمقصود فأطيعوا العدل أى القسط وهو حكم الله وفسر هذا بقوله ولا تبخسوا الناس أشياءهم والمقصود ولا تنقصوا من الخلق حقوقهم وفسر هذا بقوله ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها والمقصود ولا تظلموا فى البلاد بعد عدلها وهذا يعنى ألا يحكموا البلاد بأحكام غير الحكم الصالح وهو حكم الله وقال ذلكم وهو طاعة حكم الله وترك ما سواه خير لهم أى أحسن لهم ثوابا إن كانوا مؤمنين أى مصدقين بحكم الله
وفى المعنى قال سبحانه :
"وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين"
ولا تنقصوا المكيال والميزان
شرح الله لنبيه(ص) أنه أرسل إلى مدين أخاهم وهو صاحبهم شعيبا (ص)قال يا قوم أى يا أهلى اعبدوا الله أى اتقوا الله،ما لكم من إله غيره والمقصود ليس لكم من رب سواه وفسر هذا بقوله :لا تنقصوا المكيال والميزان أى لا تتركوا العدل أى القسط ،وقال لهم إنى أراكم بخير والمقصود إنى أظنكم على نفع وهذا القول منه استدراج منه لهم بوصفهم أنهم يرى فى نفوسهم الحق وإنى أخاف عليكم عذاب يوم محيط والمقصود وإنى أخشى عليكم عقاب يوم عظيم
وفى المعنى قال سبحانه :
"وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إنى أراكم بخير وإنى أخاف عليكم عذاب يوم محيط"
ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط
شرح الله أن شعيب (ص)قال للقوم :يا قوم أى يا شعبى أوفوا المكيال أى الميزان بالقسط والمقصود افعلوا الحكم أى الفرض الإلهى بالعدل وهذا يعنى أن يعملوا حكم الله ونيتهم من العمل العدل وهو ثواب الله وليس غير هذا،وفسر هذا بألا يبخسوا الناس أشياءهم والمقصود ألا ينقصوا الخلق حقوقهم وهذا يعنى أن يعطوا كل صاحب حق حقه وفسر هذا بقوله ولا تعثوا فى الأرض مفسدين أى لا تسيروا فى البلاد ظالمين وهذا يعنى ألا يحكموا الأرض بحكم الكفر
وفى المعنى قال سبحانه :
"ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا فى الأرض مفسدين "
ولا تكونوا من المخسرين وزنوا بالقسطاس المستقيم
وضح أن شعيب (ص)قال لقومه :أوفوا الكيل أى احكموا بالعدل وفسر هذا بقوله لا تكونوا من المخسرين أى لا تصبحوا من المعذبين وفسر هذا بقوله وزنوا بالقسطاس المستقيم أى اعملوا بالدين العادل
وفى المعنى قال سبحانه :
"أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين وزنوا بالقسطاس المستقيم "
وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون
شرح الله أن الويل للمطففين والمقصود العذاب للمكذبين وفسرهم بأنهم إذا اكتالوا على الناس يستوفون أى إذا تعاملوا مع الخلق يستكملون والمقصود إذا كان لهم حقوق عند الخلق أخذوها كاملة وإذا كالوهم وفسرها بأنها وزنوهم يخسرون والمقصود وإذا عاملوا الناس يبخسون وهذا يعنى أن الآخرين إن كان لهم حقوق عند المطففين لم يعطوها لهم كاملة إنما يمنعونها عنهم
وفى المعنى قال سبحانه :
"ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون
فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا
شرح الله أن الذين كفروا أى كذبوا بآيات ربهم وهى أحكام خالقهم ولقائه وهو جزائه فكانت النتيجة أن حبطت أعمالهم أى خسر أجر أفعالهم والمقصود ساءت أفعالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا والمقصود فلا نعطى لهم يوم البعث ثوابا أى عطاء حسنا وذلك أى جهنم هى جزاؤهم أى عقابهم والسبب ما كفروا أى ما كذبوا
وفى المعنى قال سبحانه :
"الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا "
والوزن يومئذ الحق
شرح الله للناس أن الوزن وهو الحكم أى الملك والأمر يومئذ لله"فالحكم فى يوم القيامة العدل لله ،ووضح لهم أن من ثقلت موازينه أى من حسنت أى من قبلت أعماله فأولئك هم المفلحون أى "أصحاب الجنة هم الفائزون"كما قال بسورة الحشر وأما من خفت موازينه أى ساءت أى رفضت أعماله أى كفر بآيات الله فأولئك الذين خسروا أى أهلكوا أى ظلموا أنفسهم والسبب ما كانوا بآياتنا يظلمون أى الذى كانوا بأحكام الله يجحدون أى يكفرون
وفى المعنى قال سبحانه :
"والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون"
ونضع الموازين القسط ليوم القيامة
شرح الله أنه يضع الموازين القسط ليوم القيامة والمقصود أنه يقضى بالأحكام المقسطة فى يوم البعث ووضح لنا أنه لا تظلم نفس شيئا والمقصود أنه لا تنقص نفس حقا من حقوقها وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها والمقصود وإن كان قدر حبة من خردل جئنا بها أى أعطيناها لصاحب الحق ،ووضح لنا أنه كفى به حاسبين أى حسبه أنه حاكم عادل
وفى المعنى قال سبحانه :
"ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين "
فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون
شرح الله أن إذا نفخ فى البوق أى نفث فى الصور أى نقر فى الناقور فلا أنساب بينهم يومئذ والمقصود فلا قرابات بينهم والمقصود أن الله يلغى صلة النسب وهى القرابة بين الأب والابن وهم لا يتساءلون أى لا يستفهمون عن شىء ووضح له أن من ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون والمقصود أن من قبلت أعماله المبنية على إسلامه فأولئك هم العائشون فى العيشة الراضية وأما من خفت موازينه أى من ساءت أى من حبطت أعماله فأولئك الذين خسروا أنفسهم فى جهنم خالدون والمقصود فأولئك الذين أدخلوا أنفسهم فى النار مقيمون
وفى المعنى قال سبحانه :
"فإذا نفخ فى الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم فى جهنم خالدون "
وأما من خفت موازينه فأمه هاويه
شرح الله أن من ثقلت موازينه فهو فى عيشة راضية أى من حسنت أعماله أى خلص إسلامه فهو فى حياة سعيدة وأما من خفت موازينه أى وأما من ساءت أعماله أى قبح دينه فأمه هاوية والمقصود فمسكنه هو الهاويه وما أدراك ما هيه أى والله الذى عرفك حقيقتها نار حامية أى عقاب مسلط عليه
وفى المعنى قال سبحانه :
"فأما من ثقلت موازينه فهو فى عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاويه وما أدراك ما هيه نار حامية "