مناقشة لمقال أسطورة "النداهة" والإغواء القاتل
الكاتب هو كمال غزال وقد ابتدأ المقال بذكر أن أكذوبة النداهة أكذوبة اخترعها أهل مصر حيث قال :
"تعتبر "النداهة" من الأساطير الريفية المصرية، حيث يزعم الفلاحون أنها امرأة جميلة جدا وغريبة تظهر في الليالي الظلماء في الحقول، لتنادي باسم شخص معين فيقوم هذا الشخص مسحورا ويتبع النداء إلى أن يصل إليها ثم يجدونه ميتا في اليوم التالي."
وتكلم عن المعتقدات المصرية فى الموضوع حيث قال:
"كما تدور الروايات يمكن ان يقتصر ضرر النداهة على الجنون، حين انها يمكنها التشكل باكثر من شكل واكثر من حجم لنفس الشكل ومن الطرق التى يمكن قتلها بها هى ذكر الله و رش الملح عليها، مع عدم النظر إلى وجهها وعدم الرد على ندائها ولقد ظهرت العديد من القصص والحكايات حول موضوع النداهة بالإضافة إلى اأحد الأفلام العربية الشهيرة. ليس بالضرورة أن يموت الشخص (المندوه) في اليوم التالي أو يصاب بالجنون بشكل كامل، فقط يحدث ما يمكن أن نقول عليه بعض الهلاوس النفسية كأن تجد الشخص يتحدث مع نفسه ويبدأ بالتردد كثيرا علي التجول داخل الأراضي الزراعية، و من الصعب عليك تعقبه ومعرفة أي الأماكن التي يذهب اليها بالتحديد.
يقال أيضا عن تلك الاسطورة أن النداهة أحيانا تقع في حب أحدهم و تأخذه معها الي العالم السفلي و تتزوج منه، و في هذه الحالة يختفي الشخص كليا و يظهر بعدها فجأة الا أنه يتوفي، بعد ذلك ويقول البعض أن وفاته هي بسبب أنه تخلي عن عالمها السفلي وعنها وتنتقم هي منه بقتله وخوفا من فتش أسرار عالمها، لذلك يموت البعض في اليوم التالي أو يصاب بالجنون أو يختفي تماما"
وكل هذا الكلام هو تخاريف فأصل الموضوع هو الأحلام فى الليل أو التخيل الذى يسمونه السرحان فى أثناء الصحو ففى الاثنين يسمع الحالم أو يتخيل السرحان أن أحد يناديه وبعد عدة مرات قد يستجيب للنداء وهو أمر نادر فيقوم من نومه ويفتح الباب وعندما لا يجد أحد يدخل لينام مرة أخرى وأما السرحان فينتبه ليتسجيب للنداء فلا يجد أحد حوله أو يجد ناس ولكنه لا أحد منهم يناديه فيعود لحالته
هذا أصل الأمر وأما ما سمعناه من الأجداد والجدات وغيرهم فهو إما ناتج من أنهم صدقوا من قبلهم أو أنهم كانوا يريدون تحذير أولادهم أو أولاد غيرهم من الأخطار أو أن بعض المجرمين المكرة كانوا يبعدون الناس عن مناطق معينة يمارسون فيها اجرامهم حتى لا يراهم أحد
وحاول الكاتب أن يفسر الخرافة بأنها محاولة من الفلاح لتفسير الأمور الغامضة والتى قد يجدها فى حقله أو فى الحقول المجاورة حيث قال :
"وتعتبر النداهة من المحاولات القديمة للفلاح المصري لتفسير الظواهر الغامضة التي ليس لها تفسير مثل خروج أحدهم ليلا إلى الحقول بدون سبب واضح ثم العثور على جثته في الصباح بدون معرفة ما أدى لوفاته و عادة ما تنشأ الأساطير في تاريخ الشعوب نتيجة محاولة تفسير ظاهرة غامضة التفسير أو عسيرة على التصديق في حينها"
وبالطبع لا علاقة للنداهة بحكايا القتل أو السرقة أو حرق المحصول وما شابه
وتكلم عن تفسير النفسيين للخرافة حيث قال :
التفسير النفسي للأسطورة
"يفسر علماء النفس بأن "النداهة"-أي التي تنادي- تقع في حب (المندوه) بالكبت العاطفي لدي الشخص الذي تقوم النداهة بندائه ومحاولته لجذب الاهتمام والتنفيس عن مشاعر الكبت في صورة هلوسات إرادية أو لا إرادية تعبر عن اهتمام النداهة به"
وهو تفسير خاطىء لأن النداء يكون من رجال وفى موضوعات متعددة لا علاقة لها بالحب إلا نادرا
وتناول الكاتب كون الخرافة لا يمكن وصف النداهة فيها وصفا دقيقا ليظل الوصف منطبقا على الكثيرات ولا يمكن تكذيب أحد ممن توهم أو حلم بها حيث قال :
"وككل الأساطير ذات المنطق الثعباني الذي يأكل نفسه فإن من يرى النداهة لا يعيش ليحكي عما رآه وبالتالي لايمكن وصف النداهة بالتحديد وهذا ما طبع في الأذهان صورة أنها امرأة جميلة جدا وغريبة لتتوافق هذه التفاصيل مع منطق الأسطورة وحتى لا نستطيع تكذيب أحد المدعين بوجود النداهة."
وتناول الكاتب أن النداهة كخرافة موجودة فى الثقافات الشعبية بأسماء متعددة كأم الدويس وذات الفم الممزق حيث قال :
" أسطورة النداهة ليس الوحيدة في العالم ففي مجتمعات أخرى كانت تسري أساطير مشابهة حيث تنتشر في اليابان أسطورة المرأة ذات الفم الممزق وفي الخليج العربي أسطورة أم الدويس ولعل ما يجمع ما بين تلك الأساطير هو تركيزها على فكرة إغواء المرأة للرجل والهدف منها تحذير الخروج في الليل حفاظاً على السلامة والابتعاد عن اللحاق بأي امرأة وهكذا يحد المجتمع من انتشار الرذيلة، أسطورة النداهة تناولتها رواية للدكتور أحمد خالد توفيق وهو صاحب سلسلة ما وراء الطبيعة."
وقد صدق الكاتب فى كون الخرافة الغرض منها هو تحذير الشباب من خداع الفتيات الجميلات أو النساء اللواعب أو العاهرات وفى البيئة المصرية كان التحذير من بعض نساء الغجر والراقصات والزانيات
الكاتب هو كمال غزال وقد ابتدأ المقال بذكر أن أكذوبة النداهة أكذوبة اخترعها أهل مصر حيث قال :
"تعتبر "النداهة" من الأساطير الريفية المصرية، حيث يزعم الفلاحون أنها امرأة جميلة جدا وغريبة تظهر في الليالي الظلماء في الحقول، لتنادي باسم شخص معين فيقوم هذا الشخص مسحورا ويتبع النداء إلى أن يصل إليها ثم يجدونه ميتا في اليوم التالي."
وتكلم عن المعتقدات المصرية فى الموضوع حيث قال:
"كما تدور الروايات يمكن ان يقتصر ضرر النداهة على الجنون، حين انها يمكنها التشكل باكثر من شكل واكثر من حجم لنفس الشكل ومن الطرق التى يمكن قتلها بها هى ذكر الله و رش الملح عليها، مع عدم النظر إلى وجهها وعدم الرد على ندائها ولقد ظهرت العديد من القصص والحكايات حول موضوع النداهة بالإضافة إلى اأحد الأفلام العربية الشهيرة. ليس بالضرورة أن يموت الشخص (المندوه) في اليوم التالي أو يصاب بالجنون بشكل كامل، فقط يحدث ما يمكن أن نقول عليه بعض الهلاوس النفسية كأن تجد الشخص يتحدث مع نفسه ويبدأ بالتردد كثيرا علي التجول داخل الأراضي الزراعية، و من الصعب عليك تعقبه ومعرفة أي الأماكن التي يذهب اليها بالتحديد.
يقال أيضا عن تلك الاسطورة أن النداهة أحيانا تقع في حب أحدهم و تأخذه معها الي العالم السفلي و تتزوج منه، و في هذه الحالة يختفي الشخص كليا و يظهر بعدها فجأة الا أنه يتوفي، بعد ذلك ويقول البعض أن وفاته هي بسبب أنه تخلي عن عالمها السفلي وعنها وتنتقم هي منه بقتله وخوفا من فتش أسرار عالمها، لذلك يموت البعض في اليوم التالي أو يصاب بالجنون أو يختفي تماما"
وكل هذا الكلام هو تخاريف فأصل الموضوع هو الأحلام فى الليل أو التخيل الذى يسمونه السرحان فى أثناء الصحو ففى الاثنين يسمع الحالم أو يتخيل السرحان أن أحد يناديه وبعد عدة مرات قد يستجيب للنداء وهو أمر نادر فيقوم من نومه ويفتح الباب وعندما لا يجد أحد يدخل لينام مرة أخرى وأما السرحان فينتبه ليتسجيب للنداء فلا يجد أحد حوله أو يجد ناس ولكنه لا أحد منهم يناديه فيعود لحالته
هذا أصل الأمر وأما ما سمعناه من الأجداد والجدات وغيرهم فهو إما ناتج من أنهم صدقوا من قبلهم أو أنهم كانوا يريدون تحذير أولادهم أو أولاد غيرهم من الأخطار أو أن بعض المجرمين المكرة كانوا يبعدون الناس عن مناطق معينة يمارسون فيها اجرامهم حتى لا يراهم أحد
وحاول الكاتب أن يفسر الخرافة بأنها محاولة من الفلاح لتفسير الأمور الغامضة والتى قد يجدها فى حقله أو فى الحقول المجاورة حيث قال :
"وتعتبر النداهة من المحاولات القديمة للفلاح المصري لتفسير الظواهر الغامضة التي ليس لها تفسير مثل خروج أحدهم ليلا إلى الحقول بدون سبب واضح ثم العثور على جثته في الصباح بدون معرفة ما أدى لوفاته و عادة ما تنشأ الأساطير في تاريخ الشعوب نتيجة محاولة تفسير ظاهرة غامضة التفسير أو عسيرة على التصديق في حينها"
وبالطبع لا علاقة للنداهة بحكايا القتل أو السرقة أو حرق المحصول وما شابه
وتكلم عن تفسير النفسيين للخرافة حيث قال :
التفسير النفسي للأسطورة
"يفسر علماء النفس بأن "النداهة"-أي التي تنادي- تقع في حب (المندوه) بالكبت العاطفي لدي الشخص الذي تقوم النداهة بندائه ومحاولته لجذب الاهتمام والتنفيس عن مشاعر الكبت في صورة هلوسات إرادية أو لا إرادية تعبر عن اهتمام النداهة به"
وهو تفسير خاطىء لأن النداء يكون من رجال وفى موضوعات متعددة لا علاقة لها بالحب إلا نادرا
وتناول الكاتب كون الخرافة لا يمكن وصف النداهة فيها وصفا دقيقا ليظل الوصف منطبقا على الكثيرات ولا يمكن تكذيب أحد ممن توهم أو حلم بها حيث قال :
"وككل الأساطير ذات المنطق الثعباني الذي يأكل نفسه فإن من يرى النداهة لا يعيش ليحكي عما رآه وبالتالي لايمكن وصف النداهة بالتحديد وهذا ما طبع في الأذهان صورة أنها امرأة جميلة جدا وغريبة لتتوافق هذه التفاصيل مع منطق الأسطورة وحتى لا نستطيع تكذيب أحد المدعين بوجود النداهة."
وتناول الكاتب أن النداهة كخرافة موجودة فى الثقافات الشعبية بأسماء متعددة كأم الدويس وذات الفم الممزق حيث قال :
" أسطورة النداهة ليس الوحيدة في العالم ففي مجتمعات أخرى كانت تسري أساطير مشابهة حيث تنتشر في اليابان أسطورة المرأة ذات الفم الممزق وفي الخليج العربي أسطورة أم الدويس ولعل ما يجمع ما بين تلك الأساطير هو تركيزها على فكرة إغواء المرأة للرجل والهدف منها تحذير الخروج في الليل حفاظاً على السلامة والابتعاد عن اللحاق بأي امرأة وهكذا يحد المجتمع من انتشار الرذيلة، أسطورة النداهة تناولتها رواية للدكتور أحمد خالد توفيق وهو صاحب سلسلة ما وراء الطبيعة."
وقد صدق الكاتب فى كون الخرافة الغرض منها هو تحذير الشباب من خداع الفتيات الجميلات أو النساء اللواعب أو العاهرات وفى البيئة المصرية كان التحذير من بعض نساء الغجر والراقصات والزانيات