الحاجة استوكهولم والحاجة ستى
من المفارقات فى حياتنا أن الشىء يكون بين أيدينا ومع هذا نذهب بعيدا للبحث عنه والغريب أن أهالينا قالوا ذلك فى أمثال منها :
زامر الحى لا يطرب
وقالوا
الشيخ البعيد سره باتع
ومع ذلك ما زلنا مصرين على أن نجلب نفس البضاعة من الخارج بغض النظر عن كونها حلال أو حرام وبغض النظر عن أن البضاعة موجودة عندنا ولن نخسر شىء لو أخذناها من عندنا
الحاجة استوكهولم بالطبع ليست حاجة وإنما متلازمة فى علم النفس الغربى اكتشفوها مؤخرا من نصف قرن تقريبا خلال عملية سرقة لمصرف مالى فى عاصمة السويد استوكهولم حيث لاحظت الشرطة تعاطف الضحايا وهم موظفى المصرف ومن دخلوا البنك يوم السرقة مع الجناة وهم مرتكبو السرقة حيث كانوا يدافعون عنهم بحرارة ونشاط حتى بعد القبض على الجناة
هذه الحاجة استوكهولم أو متلازمة استوكهولم وأما الحاجة ستى التى هى ست ستى فقد قالت من قرون:
ضرب الحبيب زى أكل الزبيب
فالحبيب وهو الضارب وهو الجانى ضربه وهو جريمته يجلب المنفعة كمن يأكل الزبيب الحلو
فالمثل هو تعاطف من الضحية وهى ستى مع الجانى وهو سيدى الذى ضربها
كما قالت ستى:
القط لا يحب إلا خناقه
فالضحية تحب حسب المثل من يتعبها ويؤلمها
متلازمة استوكهولم تم تمثيلها فى عدة أفلام أجنبية ومصرية وبعض منها أوضح أن السبب فى التعاطف هو وعد الجناة موظفى المصرف والحاضرين باقتسام مال السرقة معهم فيما بعد وفى أحدها اتضح أن التعاطف كان بسبب أن من سرق كان يريد دفع مصاريف عملية لابنته المريضة بمرض خطير وقد قفلت فى وجهه كل الأبواب كالاستدانة من الغير أو من المصرف أو التأمين الصحى أو الأطباء ولم تكن السرقة من مصرف
والمتلازمة الثانية هى الحاج فريجولى والحاج فريجولى متلازمة أخرى تعنى:
ان الإنسان يخترع شىء من عند نفسه ويخاف منه فى كل مكان يذهب إليه
والحاج سيدى قال :
بيخاف من ظله
فالخوف هو ممن اخترع عفريت(سبب الخوف) من نفسه موجود معه فى كل مكان يذهب أينما ذهب
المهم أن المسئولين عن التعليم يرسلون البعثات لدراسة ذلك فى الخارج أو يترجمون الكتب وينشرونها على أنها أبحاث جديدة لا مثيل لها مع أنهم لو فتحوا كتب الأمثال سواء الفصحى أو العامية لوجدوا كل شىء سواء كان يتفق مع وحى الله أم لا والوحى هو مناط كون القول صحيح أم خاطىء
ما زال زامر الحى لا يطربنا وما زال الشيخ البعيد أو الغريب هو من يهمنا لأنه قادر على العمل وأما شيخنا فليس له سر وليس له بتع
بالطبع من يلاحظ حياتنا سيجد أن كثير من الشيوخ الذين لهم مساجد فى مصر مثلا كلهم أغراب من المغرب الكبير على وجه الخصوص ونادرا ما تجد شيخ مولود فى مصر والغريب أنك لو ذهبت لبلد أخر ستجد نفس العملية ففى فلسطين ستجد أن الكثير من المساجد مسماة بأسماء أغراب لم يولدوا فى فلسطين وإنما مولودين فى مصر أو سوريا أو العراق أو المغرب أو الجزيرة العربية وهكذا فى كل بلد وهذه الظاهرة ليست فى المساجد فقط بل فى تسميات أمور كثيرة كالشوارع مثل شارع ماسبيرو الفرنسى وشارع نوبار الأرمينى فى القاهرة وحتى المطاعم والفنادق نادرا ما تجد اسم عربى بينها مثل هيلتون ومريديان وهوليداى رغم أنها فى عواصم ومدن العرب
وحتى المحلات والدكاكين الصغيرة تجدها تسمى بتسميات غريبة على اللغة العربية أسماء أصبح معظمها مستمد حاليا من اللغتين الانجليزية والفرنسية
بالطبع اللغات عند الله لا فرق بينها فهى آية من آياته فى الخلق كما قال سبحانه :
"وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ"
الخطأ هو أن أهل البلد مثلا فى بلادنا يتكلمون العربية ومن ثم فلابد أن تكون تسمياتهم عربية لا أن تكون أسماء أجنبية لأن الأجانب لا يعيشون إلا نادرا فيها ومن ثم نحن لا نخاطب هنا سوى متكلمى العربية
والغريب أننا لا تجد البلاد التى تتحدث الانجليزية أو الفرنسية تسمى شوارعها أو ميادينها أو مؤسساتها أو محلاتها بأسماء عربية أو حتى بعيدة عن لغاتها الأصلية لأن الخطاب هو لأهل البلد وليس لغيرهم لأنهم من يعيشون فيها
هل هذا معناه :
أن الحكاية أقدم من هذا ؟
بالفعل الحكاية من عصور البشرية القديمة حتى أن هناك كلمة فى العهد الجديد تقول نفس المعنى :
لا كرامة لنبى فى بيته ولا فى وطنه
والدليل:
أن معظم الرسل (ص) لم يؤمن بهم أحد من أهل بلداتهم إلا قليل عدا قوم يونس (ص)
وفى هذا قال سبحانه :
"فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما أمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزى فى الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين"
هذا ما سماه المحدثون :
عقدة الخواجة
وحتى التسمية نفسها دليل على النقل من الخارج فبدلا من استعمال كلمة الغريب أو الأجنبى استعملوا كلمة من اللغات الأخرى وهى :
الخواجة
وهى كلمة موجودة فى اللغتين الفارسية والتركية بمعنى :
الأجنبى غير المسلم
وهى تستعمل بمعانى أخرى
كما استعملوا كلمة عقدة وهى مستمدة من علم النفس الغربى وكأنك يا أبو زيد ما غزيت ولا رحت ولا جيت
حتى فى انتقادنا لأنفسنا نستعمل مصطلحات غيرنا
من المفارقات فى حياتنا أن الشىء يكون بين أيدينا ومع هذا نذهب بعيدا للبحث عنه والغريب أن أهالينا قالوا ذلك فى أمثال منها :
زامر الحى لا يطرب
وقالوا
الشيخ البعيد سره باتع
ومع ذلك ما زلنا مصرين على أن نجلب نفس البضاعة من الخارج بغض النظر عن كونها حلال أو حرام وبغض النظر عن أن البضاعة موجودة عندنا ولن نخسر شىء لو أخذناها من عندنا
الحاجة استوكهولم بالطبع ليست حاجة وإنما متلازمة فى علم النفس الغربى اكتشفوها مؤخرا من نصف قرن تقريبا خلال عملية سرقة لمصرف مالى فى عاصمة السويد استوكهولم حيث لاحظت الشرطة تعاطف الضحايا وهم موظفى المصرف ومن دخلوا البنك يوم السرقة مع الجناة وهم مرتكبو السرقة حيث كانوا يدافعون عنهم بحرارة ونشاط حتى بعد القبض على الجناة
هذه الحاجة استوكهولم أو متلازمة استوكهولم وأما الحاجة ستى التى هى ست ستى فقد قالت من قرون:
ضرب الحبيب زى أكل الزبيب
فالحبيب وهو الضارب وهو الجانى ضربه وهو جريمته يجلب المنفعة كمن يأكل الزبيب الحلو
فالمثل هو تعاطف من الضحية وهى ستى مع الجانى وهو سيدى الذى ضربها
كما قالت ستى:
القط لا يحب إلا خناقه
فالضحية تحب حسب المثل من يتعبها ويؤلمها
متلازمة استوكهولم تم تمثيلها فى عدة أفلام أجنبية ومصرية وبعض منها أوضح أن السبب فى التعاطف هو وعد الجناة موظفى المصرف والحاضرين باقتسام مال السرقة معهم فيما بعد وفى أحدها اتضح أن التعاطف كان بسبب أن من سرق كان يريد دفع مصاريف عملية لابنته المريضة بمرض خطير وقد قفلت فى وجهه كل الأبواب كالاستدانة من الغير أو من المصرف أو التأمين الصحى أو الأطباء ولم تكن السرقة من مصرف
والمتلازمة الثانية هى الحاج فريجولى والحاج فريجولى متلازمة أخرى تعنى:
ان الإنسان يخترع شىء من عند نفسه ويخاف منه فى كل مكان يذهب إليه
والحاج سيدى قال :
بيخاف من ظله
فالخوف هو ممن اخترع عفريت(سبب الخوف) من نفسه موجود معه فى كل مكان يذهب أينما ذهب
المهم أن المسئولين عن التعليم يرسلون البعثات لدراسة ذلك فى الخارج أو يترجمون الكتب وينشرونها على أنها أبحاث جديدة لا مثيل لها مع أنهم لو فتحوا كتب الأمثال سواء الفصحى أو العامية لوجدوا كل شىء سواء كان يتفق مع وحى الله أم لا والوحى هو مناط كون القول صحيح أم خاطىء
ما زال زامر الحى لا يطربنا وما زال الشيخ البعيد أو الغريب هو من يهمنا لأنه قادر على العمل وأما شيخنا فليس له سر وليس له بتع
بالطبع من يلاحظ حياتنا سيجد أن كثير من الشيوخ الذين لهم مساجد فى مصر مثلا كلهم أغراب من المغرب الكبير على وجه الخصوص ونادرا ما تجد شيخ مولود فى مصر والغريب أنك لو ذهبت لبلد أخر ستجد نفس العملية ففى فلسطين ستجد أن الكثير من المساجد مسماة بأسماء أغراب لم يولدوا فى فلسطين وإنما مولودين فى مصر أو سوريا أو العراق أو المغرب أو الجزيرة العربية وهكذا فى كل بلد وهذه الظاهرة ليست فى المساجد فقط بل فى تسميات أمور كثيرة كالشوارع مثل شارع ماسبيرو الفرنسى وشارع نوبار الأرمينى فى القاهرة وحتى المطاعم والفنادق نادرا ما تجد اسم عربى بينها مثل هيلتون ومريديان وهوليداى رغم أنها فى عواصم ومدن العرب
وحتى المحلات والدكاكين الصغيرة تجدها تسمى بتسميات غريبة على اللغة العربية أسماء أصبح معظمها مستمد حاليا من اللغتين الانجليزية والفرنسية
بالطبع اللغات عند الله لا فرق بينها فهى آية من آياته فى الخلق كما قال سبحانه :
"وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ"
الخطأ هو أن أهل البلد مثلا فى بلادنا يتكلمون العربية ومن ثم فلابد أن تكون تسمياتهم عربية لا أن تكون أسماء أجنبية لأن الأجانب لا يعيشون إلا نادرا فيها ومن ثم نحن لا نخاطب هنا سوى متكلمى العربية
والغريب أننا لا تجد البلاد التى تتحدث الانجليزية أو الفرنسية تسمى شوارعها أو ميادينها أو مؤسساتها أو محلاتها بأسماء عربية أو حتى بعيدة عن لغاتها الأصلية لأن الخطاب هو لأهل البلد وليس لغيرهم لأنهم من يعيشون فيها
هل هذا معناه :
أن الحكاية أقدم من هذا ؟
بالفعل الحكاية من عصور البشرية القديمة حتى أن هناك كلمة فى العهد الجديد تقول نفس المعنى :
لا كرامة لنبى فى بيته ولا فى وطنه
والدليل:
أن معظم الرسل (ص) لم يؤمن بهم أحد من أهل بلداتهم إلا قليل عدا قوم يونس (ص)
وفى هذا قال سبحانه :
"فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما أمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزى فى الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين"
هذا ما سماه المحدثون :
عقدة الخواجة
وحتى التسمية نفسها دليل على النقل من الخارج فبدلا من استعمال كلمة الغريب أو الأجنبى استعملوا كلمة من اللغات الأخرى وهى :
الخواجة
وهى كلمة موجودة فى اللغتين الفارسية والتركية بمعنى :
الأجنبى غير المسلم
وهى تستعمل بمعانى أخرى
كما استعملوا كلمة عقدة وهى مستمدة من علم النفس الغربى وكأنك يا أبو زيد ما غزيت ولا رحت ولا جيت
حتى فى انتقادنا لأنفسنا نستعمل مصطلحات غيرنا