الأرحام والأوحام
من الأمور الشائعة فى الثقافات المختلفة الوحم وهو :
تمنى نفسى من الأم بشأن طعام أو شىء ما
ومن أشهر الحكايات فى التراث الشعبى عن الوحم حكاية أبو زيد الهلالى حيث توحمت أمه خضرة الشريفة على غراب شديد البأس عند بركة الطير كما تقول الحكاية :
"وأنجب الزوجان فتاة تدعى «شيحة»، ظلت بعدها «خضرة» لا تنجب لسنوات عشر، وكانت تريد ولداً تسعد به قلب زوجها، فقررت أن تذهب مع نساء القبيلة إلى الصحراء يراقبن الطيور ويتمنين أن ينجبن أبناءً تشبهها، وعلى كل امرأة أن تختار الطير الذى يعجبها، وكان الغراب من نصيب «خضرة»؛ عندما رأته يقود سرباً عظيماً من الطيور، بعدما هبط ليشرب من البركة، فتراجعت كل الطيور وتركت له العين حتى ينتهى، تمنت لحظتها «خضرة» أن يرزقها الله بولد فى شدة هذا الغراب وبأسه، لم تكن تعلم لحظتها أن الأحلام يمكن لها ألا تتجزأ، وأن الأمنية سوف تتحقق كاملة فتنغص عليها هناءها ما تبقى لها من عمر، وأصرت «خضرة» على أمنيتها رغم تحذير جاريتها لها.
وعندما وضعت ولدها كانت المفاجأة؛ فقد تحققت الأمنية كاملة غير منقوصة وجاء الولد يشبه الغراب فى كل شيء؛ «خضرة خلفت ولد اسود».
وعندما اجتمع كبار القبيلة للاحتفال بالخليفة القادم، والذى اختارت له أمه اسم «بركات»، وكشفت عن وجهه وجدوا الفتى أسود.. فى الحال زعق «عسقل الهلالي» ابن عم «رزق»، واتهم «خضرة» بالزنا مع عبدها؛ محرضاً كبار القبيلة على طرد «خضرة» وابنها وإعادتهما إلى أبيها فى الحجاز، وقد كان.
لكن «خضرة» لم تستطع أن تعود إلى أبيها تحمل ولدها وعارها وخيبتها، وأقسمت على أنها لن تعود إلا بعدما تستطيع أن تثبت براءتها؛ لتبر بقسمها بعد سنوات كثيرة وأحداث كبيرة مثل حكايتها."
بالطبع الحكاية الشعبية لا تتفق مع علم الوراثة الحالى فلا يوجد أثر جسدى لمجرد تمنى نفسى
وهناك حديث ينسب إلى النبى(ص) عن رجل جاء يشتكى للنبى(ص) أن امرأته ولدت طفل لا يشبهه فى اللون وهو :
"أنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ امْرَأَتي وَلَدَتْ غُلَامًا أَسْوَدَ، وإنِّي أَنْكَرْتُهُ، فَقالَ له النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: هلْ لكَ مِن إبِلٍ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: ما أَلْوَانُهَا؟ قالَ: حُمْرٌ، قالَ: فَهلْ فِيهَا مِن أَوْرَقَ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فأنَّى هُوَ؟ قالَ: لَعَلَّهُ يا رَسولَ اللهِ، يَكونُ نَزَعَهُ عِرْقٌ له، فَقالَ له النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: وَهذا لَعَلَّهُ يَكونُ نَزَعَهُ عِرْقٌ له."
بالطبع البعض يفسر نزعة العرق على أنها أمر وراثى وهو أن يكون هناك جد أو جدة كان أسود اللون وهو ما يتعارض مع حكاية أن المرأة توحمت على الجمل الأورق وهو الأسود ومن ثم لا يمكن أن تكون الرواية صحيحة فنزعة العرق المتعلقة بالوراثة كما يقال تتعارض مع التوحم النفسى على الجمل الأورق
بالطبع التمنى النفسى لا ينتج أى شىء جسدى فقد أخبرنا الله أنه هو المتحكم فى صورة الطفل حيث قال :
" هو الذى يصوركم فى الأرحام كيف يشاء"
الوحم هو :
مجرد تمنى نفسى يحدث فى أثناء الحمل وهو غالبا ما يتعلق برغبة الحامل فى أكل طعام معين قد يكون وقت الرغبة فى اكله هو ليس موسم وجود هذا الطعام ومن ثم يدور الرجال هنا وهناك للبحث عن واحدة أو بعض من تلك الثمار
الغريب أن هناك وحم فى احدى المقالات على أمور لا يمكن لأحد أن يصدقها مثل :
وحم أكل التراب
وحم أكل البراز
وحم شرب الدم
وحم أكل أكياس البلاستيك
وحم أكل الحصى
وحم أكل رماد الموتى
وحم أكل الصابون
وحم أكل مستحضرات التجميل
بالطبع هذه الأوحام تدخل ضمن ما قالوه فى وحم النساء :
تتوحم على لبن العصفورة
والمقصود أن بعض النساء تطلب طلبات محالة لأن العصفورة طير والطير لا يلد وإنما يبيض كما هو معروف
والعملية مجرد دلع من النساء ككثير من الأوهام فى حياتنا والآباء يستجيبون لها رغبة فى ارضاء الزوجات الحوامل أو خوفا من المعتقد الشعبى الخاطىء الذى لم يتم التصديق عليه من خلال الطب وهو :
أن الطفل يظهر على جلده الشىء الذى لم يحضره الأب للأم
الوحم إذا :
عملية نفسية ليست أكثر ولا أقل من قبل بعض النساء
الوحم لا يوجد له أى أثر جسدى على المولود فهو لا يظهر على جسده
ان المطلوب فى الحمل هو ارضاء المرأة الحامل واشعارها بأنها مهمة للرجل وأن الوسيلة لاثبات ذلك هى :
احضار ما تتمنى المرأة
وهناك عدة نظريات لتفسير الوحم :
النظرية الأولى :
خلل فى وظائف الأعضاء حيث يقل أو يزيد بعض افراز بعض العصائر من الغدد
النظرية الثانية :
نقص بعض الفيتامينات والأملاح فى الجسم خاصة فيتامين ب 6
النظرية الثالثة :
لفت الحامل نظر زوجها ومن حولها إلى وهنها وتعبها لكى يهتموا بها ويقومون برعايتها أثناء الحمل
النظرية الرابعة :
الوحم رفض للزواج ورفض للأمومة وهى نظرية بعض التحليليين من علماء النفس
النظرية الخامسة :
إعلان صارخ من جانب المرأة لمسئوليتها الزوجية والمنزلية وتجسيد لهذا الحدث الكبيرة في حياتها
وكما سبق الكلام فالوحم :
عملية نفسية للتعبير عن التعب والوهن المتزايد الذى تشعر به الحامل حتى تلد طفلها
وفى هذا قال سبحانه :
"وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ"
من الأمور الشائعة فى الثقافات المختلفة الوحم وهو :
تمنى نفسى من الأم بشأن طعام أو شىء ما
ومن أشهر الحكايات فى التراث الشعبى عن الوحم حكاية أبو زيد الهلالى حيث توحمت أمه خضرة الشريفة على غراب شديد البأس عند بركة الطير كما تقول الحكاية :
"وأنجب الزوجان فتاة تدعى «شيحة»، ظلت بعدها «خضرة» لا تنجب لسنوات عشر، وكانت تريد ولداً تسعد به قلب زوجها، فقررت أن تذهب مع نساء القبيلة إلى الصحراء يراقبن الطيور ويتمنين أن ينجبن أبناءً تشبهها، وعلى كل امرأة أن تختار الطير الذى يعجبها، وكان الغراب من نصيب «خضرة»؛ عندما رأته يقود سرباً عظيماً من الطيور، بعدما هبط ليشرب من البركة، فتراجعت كل الطيور وتركت له العين حتى ينتهى، تمنت لحظتها «خضرة» أن يرزقها الله بولد فى شدة هذا الغراب وبأسه، لم تكن تعلم لحظتها أن الأحلام يمكن لها ألا تتجزأ، وأن الأمنية سوف تتحقق كاملة فتنغص عليها هناءها ما تبقى لها من عمر، وأصرت «خضرة» على أمنيتها رغم تحذير جاريتها لها.
وعندما وضعت ولدها كانت المفاجأة؛ فقد تحققت الأمنية كاملة غير منقوصة وجاء الولد يشبه الغراب فى كل شيء؛ «خضرة خلفت ولد اسود».
وعندما اجتمع كبار القبيلة للاحتفال بالخليفة القادم، والذى اختارت له أمه اسم «بركات»، وكشفت عن وجهه وجدوا الفتى أسود.. فى الحال زعق «عسقل الهلالي» ابن عم «رزق»، واتهم «خضرة» بالزنا مع عبدها؛ محرضاً كبار القبيلة على طرد «خضرة» وابنها وإعادتهما إلى أبيها فى الحجاز، وقد كان.
لكن «خضرة» لم تستطع أن تعود إلى أبيها تحمل ولدها وعارها وخيبتها، وأقسمت على أنها لن تعود إلا بعدما تستطيع أن تثبت براءتها؛ لتبر بقسمها بعد سنوات كثيرة وأحداث كبيرة مثل حكايتها."
بالطبع الحكاية الشعبية لا تتفق مع علم الوراثة الحالى فلا يوجد أثر جسدى لمجرد تمنى نفسى
وهناك حديث ينسب إلى النبى(ص) عن رجل جاء يشتكى للنبى(ص) أن امرأته ولدت طفل لا يشبهه فى اللون وهو :
"أنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ امْرَأَتي وَلَدَتْ غُلَامًا أَسْوَدَ، وإنِّي أَنْكَرْتُهُ، فَقالَ له النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: هلْ لكَ مِن إبِلٍ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: ما أَلْوَانُهَا؟ قالَ: حُمْرٌ، قالَ: فَهلْ فِيهَا مِن أَوْرَقَ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فأنَّى هُوَ؟ قالَ: لَعَلَّهُ يا رَسولَ اللهِ، يَكونُ نَزَعَهُ عِرْقٌ له، فَقالَ له النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: وَهذا لَعَلَّهُ يَكونُ نَزَعَهُ عِرْقٌ له."
بالطبع البعض يفسر نزعة العرق على أنها أمر وراثى وهو أن يكون هناك جد أو جدة كان أسود اللون وهو ما يتعارض مع حكاية أن المرأة توحمت على الجمل الأورق وهو الأسود ومن ثم لا يمكن أن تكون الرواية صحيحة فنزعة العرق المتعلقة بالوراثة كما يقال تتعارض مع التوحم النفسى على الجمل الأورق
بالطبع التمنى النفسى لا ينتج أى شىء جسدى فقد أخبرنا الله أنه هو المتحكم فى صورة الطفل حيث قال :
" هو الذى يصوركم فى الأرحام كيف يشاء"
الوحم هو :
مجرد تمنى نفسى يحدث فى أثناء الحمل وهو غالبا ما يتعلق برغبة الحامل فى أكل طعام معين قد يكون وقت الرغبة فى اكله هو ليس موسم وجود هذا الطعام ومن ثم يدور الرجال هنا وهناك للبحث عن واحدة أو بعض من تلك الثمار
الغريب أن هناك وحم فى احدى المقالات على أمور لا يمكن لأحد أن يصدقها مثل :
وحم أكل التراب
وحم أكل البراز
وحم شرب الدم
وحم أكل أكياس البلاستيك
وحم أكل الحصى
وحم أكل رماد الموتى
وحم أكل الصابون
وحم أكل مستحضرات التجميل
بالطبع هذه الأوحام تدخل ضمن ما قالوه فى وحم النساء :
تتوحم على لبن العصفورة
والمقصود أن بعض النساء تطلب طلبات محالة لأن العصفورة طير والطير لا يلد وإنما يبيض كما هو معروف
والعملية مجرد دلع من النساء ككثير من الأوهام فى حياتنا والآباء يستجيبون لها رغبة فى ارضاء الزوجات الحوامل أو خوفا من المعتقد الشعبى الخاطىء الذى لم يتم التصديق عليه من خلال الطب وهو :
أن الطفل يظهر على جلده الشىء الذى لم يحضره الأب للأم
الوحم إذا :
عملية نفسية ليست أكثر ولا أقل من قبل بعض النساء
الوحم لا يوجد له أى أثر جسدى على المولود فهو لا يظهر على جسده
ان المطلوب فى الحمل هو ارضاء المرأة الحامل واشعارها بأنها مهمة للرجل وأن الوسيلة لاثبات ذلك هى :
احضار ما تتمنى المرأة
وهناك عدة نظريات لتفسير الوحم :
النظرية الأولى :
خلل فى وظائف الأعضاء حيث يقل أو يزيد بعض افراز بعض العصائر من الغدد
النظرية الثانية :
نقص بعض الفيتامينات والأملاح فى الجسم خاصة فيتامين ب 6
النظرية الثالثة :
لفت الحامل نظر زوجها ومن حولها إلى وهنها وتعبها لكى يهتموا بها ويقومون برعايتها أثناء الحمل
النظرية الرابعة :
الوحم رفض للزواج ورفض للأمومة وهى نظرية بعض التحليليين من علماء النفس
النظرية الخامسة :
إعلان صارخ من جانب المرأة لمسئوليتها الزوجية والمنزلية وتجسيد لهذا الحدث الكبيرة في حياتها
وكما سبق الكلام فالوحم :
عملية نفسية للتعبير عن التعب والوهن المتزايد الذى تشعر به الحامل حتى تلد طفلها
وفى هذا قال سبحانه :
"وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ"