السامرى وحكاياته
السامرى اسم من أسماء الكهنة الجبابرة الذين عملوا على تضليل الناس وصدهم عن عبادة الله لكى يكونوا لأنفسهم دولة يكونون هم الحكام فيها
بدأت الحكاية كما يقال بطموح السامرى إلى تولى زعامة بنى إسرائيل عندما غاب موسى(ص)عن قومه بعد اليوم الثلاثين وكان قد أخبر قومه أنه سيعود بعد اليوم الثلاثين
عند ذلك بزغت فى نفسه مقولة أن موسى(ص) مات ومن ثم أشاعها فى القوم وطلب منهم أن يصنع لهم إلها يعبدونه بدلا من إله موسى (ص) الذى لا وجود له حيث لا يرونه وطلب منهم أن يجمعوا ما معهم من ذهب قوم فرعون لكى يصنع الرب المرئى لهم فاستجابوا له لأن أنفسهم كانت أنفس سوء فقد سبق لهم طلب صناعة إله من موسى(ص) بعد عبور البحر فرفض
ومن ثم وافق كلام السامرى هواهم السابق فسارعوا إلى احضار الذهب وأعطوه له
ومن ثم صنع لهم العجل الذهبى صاحب الخوار وهو الصوت وطلب منهم عبادته فأطاعوه
حدث كل هذا فى العشرة أيام التى غاب فيها موسى(ص) فى الميقات الذى زاده الله لموسى(ص) ليكون أربعين يوما بدلا من ثلاثين اختبارا للقوم الذى فشلوا فى الاختبار
بالطبع موسى(ص) لم يعلم بما حدث وعندما سأل الله موسى (ص)ما أعجلك عن قومك والمقصود ما سبب سرعة تركك لأهلك يا موسى (ص)؟
كان رد موسى(ص):
هم أولاء على أثرى والمقصود إنهم هؤلاء على طاعة الوحى المنزل على وعجلت إليك ربى لترضى والمقصود وأسرعت لك إلهى كى تتقبل عملى
وفى المعنى قال سبحانه:
"وما أعجلك عن قومك يا موسى قال هم أولاء على أثرى وعجلت إليك ربى لترضى "
فاخبر الله موسى (ص):
فإنا قد فتنا والمقصود اختبرنا أهلك من بعد رحيلك فأبعدهم السامرى عن طاعة الوحى
وفى المعنى قال سبحانه:
"قال فإنا فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامرى "
فرجع والمقصود فعاد موسى (ص) إلى بنى إسرائيل وهو غضبان والمقصود ثائر مفتاظ فقال لهم :
يا قوم والمقصود يا أهلى ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا والمقصود هل لم يقل إلهكم لكم كلاما طيبا عن ثوابكم فى الدنيا والأخرة فى الميثاق
وسألهم موسى(ص):
أفطال عليكم العهد أى هل استحلتم وقوع الثواب فى الميثاق أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم والمقصود أم أحببتم أن ينزل عليكم عقاب من خالقكم فأخلفتم موعدى والمقصود فتركتم طاعة أمرى ؟
وفى المعنى قال سبحانه:
"فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدى "
وكان رد بنى إسرائيل عليه:
ما أخلفنا موعدك بملكنا والمقصود ما تركنا طاعتك بمالنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها والمقصود ولكنا أخذنا حليا من ذهب قوم فرعون فكذلك ألقى السامرى والمقصود فهكذا أوصانا السامرى
وفى المعنى قال سبحانه:
"قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامرى "
وعليه السامرى أخرج لهم عجلا جسدا له خوار والمقصود صنع لهم من احمال الذهب عجلا ذهبيا له صوت يخرج منه وقال لهم هو ومن معه:
هذا إلهكم والمقصود هذا ربكم وأما رب موسى (ص)فنسى والمقصود فاتركوه وبألفاظ أخرى:
لا تذكروا طاعته لكونه غير موجود
وأطاع القوم السامرى دون أن يفطروا في أن العجل لا ينطق فيقول لهم الأحكام التى يعملون بها ولا يقدر على أن يؤذيهم أو يفيدهم بشىء
وفى المعنى قال سبحانه:
"فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسى أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا "
وعندما علم هارون (ص) بما حدث ذهب لحيث هم حيث قال :
يا قوم والمقصود يا أهلى إنما فتنتم به والمقصود إنما كفرتم بعبادةالعجل وإن ربكم الرحمن والمقصود وإن خالقكم النافع فاتبعونى والمقصود فأطيعوا أمرى وبلفظ أخر اتبعوا قولى
وفى المعنى قال سبحانه:
"ولقد قال لهم هارون من قبل إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعونى وأطيعوا أمرى "
وكان الرد منهم على هارون (ص):
لن نبرح عليه عاكفين والمقصود لن نترك العجل مطيعين له حتى يرجع والمقصود يعود إلينا موسى (ص).
وفى المعنى قال سبحانه:
"قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى "
وعند رأى موسى (ص)هارون (ص) أمسكه من شعر راسه وشعر لحيته وقال له :
ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن والمقصود ما حملك حين علمت كفرهم ألا تطيعنى ؟أفعصيت أمرى والمقصود هل تركت وصيتى ؟
والمقصود أن موسى(ص) أوصى هارون (ص)طبقا للوحى المنزل عليهما أن يقاتل الضالين ويقتلهم ؟
عند هذا قال هارون(ص):
يابن أم والمقصود يا أخى لا تأخذ بلحيتى ولا برأسى والمقصود لا تشدنى من شعر ذقنى أو شعر دماغى إنى خشيت أن تقول والمقصود إنى خفت أن تقول لى فرقت بنى إسرائيل والمقصود جعلن الناس شيعا ولم ترقب قولى والمقصود ولم تنتظر ما أقوله لك
والسابق معناه أن هارون لم يقاتل القوم حتى لا يقول له موسى أنك فرقت الناس لفريقين متحاربين
وفى المعنى قال سبحانه:
"قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمرى قال يابن أم لا تأخذ بلحيتى ولا برأسى إنى خشيت أن تقول فرقت بين بنى إسرائيل ولم ترقب قولى "
وعندما وجد موسى (ص) السامرى موجودا قالله:
فما خطبك والمقصود ما قصتك يا سامرى؟
فكان الرد منه :
بصرت بما لم يبصروا به والمقصود شاهدت الذى لم يشاهدوا
والمعنى أنه شاهد شىء لم يشاهده أحد من الناس كما يكذب وهو خطوات جبريل(ص) في البحر وعند هذا قال:
فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها والمقصود فأمسكت كفا من التراب الذى مشى عليه المبعوث فاحتفظت به ظنا وكذلك سولت لى نفسى والمقصود وهكذا وسوست لى شهوتى عمل العجل .
وفى المعنى قال سبحانه:
"قال فما خطبك يا سامرى قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لى نفسى "
وهنا قال موسى (ص) للسامرى :
فاذهب والمقصود فامشى من هذا الموضع فإن لك فى الحياة وهى بقية عمرك أن تقول لا مساس أى لا لمس وإن لك موعدا لن تخلفه والمقصود وإن لك عهدا عند الله لن تقدر على الهرب منه وانظر إلى إلهك الذى ظلت عليه عاكفا والمقصود وشاهد عجلك الذى كنت له عاكفا والمقصود عابدا لنحرقنه والمقصود لنوقدن عليه ثم لننسفنه فى اليم نسفا والمقصود لننثرنه فى البحر نثرا
وهنا عقوبات السامرى كانت :
الهلاك إما عن طريق اللمس وإما عليه أن يظل صاحيا دون نوم لكى يحذر الناس من لمسه حتى لا يهلك جسده ونفسه
حرق العجل وتحويله لتراب يتم نثره في الماء حتى لا يجمعه أحد
وفى المعنى قال سبحانه:
"قال فاذهب فإن لك فى الحياة أن تقول لا مساس وأن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذى ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه فى اليم نسفا "
ومن ثم هلك السامرى إما بلمس أحدهم وإما عن طريق الاجهاد من عدم النوم
وهناك حكايات في الكتب عن السامرى منها أنه كان من ناس يعبدون البقر ولذا صنع عجلا حيث ذكر ابن كثير في تفسيره عن ابن عباس :
“كَانَ السَّامِرِيُّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَاجَرْمَا، وَكَانَ مَنْ قَوْمٍ يَعْبُدُونَ الْبَقَرَ، وَكَانَ حُبُّ عِبَادَةِ الْبَقَرِ فِي نَفْسِهِ، وَكَانَ قَدْ أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَكَانَ اسْمَ السَّامِرِيِّ: مُوسَى بْنُ ظُفَرٍ”.
وهو كلام ليس عليه أى دليل وأما رؤيته للملاك جبريل(ص) فقد قال عنها :
"وعن إبصار السامري لأثر فرس جبريل عليه السلام نقل ابن كثير عن مجاهد بن جبر قوله: “{فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ} أي مِنْ تَحْتِ حَافِرِ فَرَسِ جِبْرِيلَ، قَالَ: وَالْقَبْضَةُ مِلْءُ الْكَفِّ، وَالْقَبْضَةُ بِأَطْرَافِ الْأَصَابِعِ”.
وورد أيضا في تفسير الرازى :
"واختلفوا فى ان السامرى كيف اختص برؤيه جبريل عليه السلام ومعرفته من بين سائر البشر .فقال ابن عباس فى روايه الكلبى انما عرفه لانه راه من صغرة وحفظه من القتل حين امر فرعون بقتل اولاد بنى اسرائيل
وذكر فى النكت والعيون للماوردى :
" ذكر ابن عباس ان السامرى كان من قوم يعبدون البقر فكان حب ذلك لنفسه بعد اظهارة للاسلام وكان قد عرف جبريل لان امه حين خافت عليه ان يذبح خلفته فى غار واطبقت عليه وكان جبريل ياتيه فيغذيه باصبعه فلما راه حين عبر البحر عرفه فقبض قبضه من اثر فرسه وكان ابن مسعود يقرا:فقبضت قبضه من اثر الرسول "
وذكر في تفسير القرطبي ...
"قال السامري : رأيت جبريل على الفرس وهي تلقي خطوها مد البصر" .
بالطبع هذا الكلام يتعارض مع كتاب الله فالملائكة لا يراهم أحد سوى الرسل(ص)في صورتهم الحقيقية وما راـه مريم كانت صورة بشرية كما قال سبحانه :
" فتمثل لها بشرا سويا"
والناس لا يرون الملائكة حقيقة إلا يوم القيامة كما قال سبحانه :
" يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين"
والسامرى كافر مجرم فكيف سيرى ملاكا خاصة أن الآيات وهى المعجزات للرسل(ص) فقط كما قال سبحانه :
" وما كان لرسول أن ياتى بآية إلا بإذن الله"
وعليه تلك الحكايات كاذبة فلم يربه جبريل (ص) ولم يره وهل يظن أحد أن مجرم كافر سيكون صادقا في قوله أن رأى أثر جبريل(ص)
وأما الشىء الأخير فهو :
ادعاء بعضهم أن السامرى هو الدجال الأخير المسمة بالمسيح الدجال وهو ما يعارض كتاب الله في أنه :
أهلك كل الكفار في عهد رسلهم(ص) دون استثناء أحد كما قال سبحانه :
"حتى إذ استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين"
فهنا البأس وهو الهلاك لم يستطع منعه أحد من الكفار كما قال أيضا:
" وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ"
هنا أهلك المسرفين وهم الكفار
وقال أيضا:
"وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا "
وهناك أهلك الظلمة والكل بمعنى واحد وهو الكفار ومنهم السامرى
وهو ما يوافق ان الله أمات كل البشر قبل عهد خاتم النبيين(ص) حيث لم يعط الخلد وهو البقاء حتى القيامة لأحد حيث قال :
"وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد"
السامرى اسم من أسماء الكهنة الجبابرة الذين عملوا على تضليل الناس وصدهم عن عبادة الله لكى يكونوا لأنفسهم دولة يكونون هم الحكام فيها
بدأت الحكاية كما يقال بطموح السامرى إلى تولى زعامة بنى إسرائيل عندما غاب موسى(ص)عن قومه بعد اليوم الثلاثين وكان قد أخبر قومه أنه سيعود بعد اليوم الثلاثين
عند ذلك بزغت فى نفسه مقولة أن موسى(ص) مات ومن ثم أشاعها فى القوم وطلب منهم أن يصنع لهم إلها يعبدونه بدلا من إله موسى (ص) الذى لا وجود له حيث لا يرونه وطلب منهم أن يجمعوا ما معهم من ذهب قوم فرعون لكى يصنع الرب المرئى لهم فاستجابوا له لأن أنفسهم كانت أنفس سوء فقد سبق لهم طلب صناعة إله من موسى(ص) بعد عبور البحر فرفض
ومن ثم وافق كلام السامرى هواهم السابق فسارعوا إلى احضار الذهب وأعطوه له
ومن ثم صنع لهم العجل الذهبى صاحب الخوار وهو الصوت وطلب منهم عبادته فأطاعوه
حدث كل هذا فى العشرة أيام التى غاب فيها موسى(ص) فى الميقات الذى زاده الله لموسى(ص) ليكون أربعين يوما بدلا من ثلاثين اختبارا للقوم الذى فشلوا فى الاختبار
بالطبع موسى(ص) لم يعلم بما حدث وعندما سأل الله موسى (ص)ما أعجلك عن قومك والمقصود ما سبب سرعة تركك لأهلك يا موسى (ص)؟
كان رد موسى(ص):
هم أولاء على أثرى والمقصود إنهم هؤلاء على طاعة الوحى المنزل على وعجلت إليك ربى لترضى والمقصود وأسرعت لك إلهى كى تتقبل عملى
وفى المعنى قال سبحانه:
"وما أعجلك عن قومك يا موسى قال هم أولاء على أثرى وعجلت إليك ربى لترضى "
فاخبر الله موسى (ص):
فإنا قد فتنا والمقصود اختبرنا أهلك من بعد رحيلك فأبعدهم السامرى عن طاعة الوحى
وفى المعنى قال سبحانه:
"قال فإنا فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامرى "
فرجع والمقصود فعاد موسى (ص) إلى بنى إسرائيل وهو غضبان والمقصود ثائر مفتاظ فقال لهم :
يا قوم والمقصود يا أهلى ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا والمقصود هل لم يقل إلهكم لكم كلاما طيبا عن ثوابكم فى الدنيا والأخرة فى الميثاق
وسألهم موسى(ص):
أفطال عليكم العهد أى هل استحلتم وقوع الثواب فى الميثاق أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم والمقصود أم أحببتم أن ينزل عليكم عقاب من خالقكم فأخلفتم موعدى والمقصود فتركتم طاعة أمرى ؟
وفى المعنى قال سبحانه:
"فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدى "
وكان رد بنى إسرائيل عليه:
ما أخلفنا موعدك بملكنا والمقصود ما تركنا طاعتك بمالنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها والمقصود ولكنا أخذنا حليا من ذهب قوم فرعون فكذلك ألقى السامرى والمقصود فهكذا أوصانا السامرى
وفى المعنى قال سبحانه:
"قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامرى "
وعليه السامرى أخرج لهم عجلا جسدا له خوار والمقصود صنع لهم من احمال الذهب عجلا ذهبيا له صوت يخرج منه وقال لهم هو ومن معه:
هذا إلهكم والمقصود هذا ربكم وأما رب موسى (ص)فنسى والمقصود فاتركوه وبألفاظ أخرى:
لا تذكروا طاعته لكونه غير موجود
وأطاع القوم السامرى دون أن يفطروا في أن العجل لا ينطق فيقول لهم الأحكام التى يعملون بها ولا يقدر على أن يؤذيهم أو يفيدهم بشىء
وفى المعنى قال سبحانه:
"فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسى أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا "
وعندما علم هارون (ص) بما حدث ذهب لحيث هم حيث قال :
يا قوم والمقصود يا أهلى إنما فتنتم به والمقصود إنما كفرتم بعبادةالعجل وإن ربكم الرحمن والمقصود وإن خالقكم النافع فاتبعونى والمقصود فأطيعوا أمرى وبلفظ أخر اتبعوا قولى
وفى المعنى قال سبحانه:
"ولقد قال لهم هارون من قبل إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعونى وأطيعوا أمرى "
وكان الرد منهم على هارون (ص):
لن نبرح عليه عاكفين والمقصود لن نترك العجل مطيعين له حتى يرجع والمقصود يعود إلينا موسى (ص).
وفى المعنى قال سبحانه:
"قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى "
وعند رأى موسى (ص)هارون (ص) أمسكه من شعر راسه وشعر لحيته وقال له :
ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن والمقصود ما حملك حين علمت كفرهم ألا تطيعنى ؟أفعصيت أمرى والمقصود هل تركت وصيتى ؟
والمقصود أن موسى(ص) أوصى هارون (ص)طبقا للوحى المنزل عليهما أن يقاتل الضالين ويقتلهم ؟
عند هذا قال هارون(ص):
يابن أم والمقصود يا أخى لا تأخذ بلحيتى ولا برأسى والمقصود لا تشدنى من شعر ذقنى أو شعر دماغى إنى خشيت أن تقول والمقصود إنى خفت أن تقول لى فرقت بنى إسرائيل والمقصود جعلن الناس شيعا ولم ترقب قولى والمقصود ولم تنتظر ما أقوله لك
والسابق معناه أن هارون لم يقاتل القوم حتى لا يقول له موسى أنك فرقت الناس لفريقين متحاربين
وفى المعنى قال سبحانه:
"قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمرى قال يابن أم لا تأخذ بلحيتى ولا برأسى إنى خشيت أن تقول فرقت بين بنى إسرائيل ولم ترقب قولى "
وعندما وجد موسى (ص) السامرى موجودا قالله:
فما خطبك والمقصود ما قصتك يا سامرى؟
فكان الرد منه :
بصرت بما لم يبصروا به والمقصود شاهدت الذى لم يشاهدوا
والمعنى أنه شاهد شىء لم يشاهده أحد من الناس كما يكذب وهو خطوات جبريل(ص) في البحر وعند هذا قال:
فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها والمقصود فأمسكت كفا من التراب الذى مشى عليه المبعوث فاحتفظت به ظنا وكذلك سولت لى نفسى والمقصود وهكذا وسوست لى شهوتى عمل العجل .
وفى المعنى قال سبحانه:
"قال فما خطبك يا سامرى قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لى نفسى "
وهنا قال موسى (ص) للسامرى :
فاذهب والمقصود فامشى من هذا الموضع فإن لك فى الحياة وهى بقية عمرك أن تقول لا مساس أى لا لمس وإن لك موعدا لن تخلفه والمقصود وإن لك عهدا عند الله لن تقدر على الهرب منه وانظر إلى إلهك الذى ظلت عليه عاكفا والمقصود وشاهد عجلك الذى كنت له عاكفا والمقصود عابدا لنحرقنه والمقصود لنوقدن عليه ثم لننسفنه فى اليم نسفا والمقصود لننثرنه فى البحر نثرا
وهنا عقوبات السامرى كانت :
الهلاك إما عن طريق اللمس وإما عليه أن يظل صاحيا دون نوم لكى يحذر الناس من لمسه حتى لا يهلك جسده ونفسه
حرق العجل وتحويله لتراب يتم نثره في الماء حتى لا يجمعه أحد
وفى المعنى قال سبحانه:
"قال فاذهب فإن لك فى الحياة أن تقول لا مساس وأن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذى ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه فى اليم نسفا "
ومن ثم هلك السامرى إما بلمس أحدهم وإما عن طريق الاجهاد من عدم النوم
وهناك حكايات في الكتب عن السامرى منها أنه كان من ناس يعبدون البقر ولذا صنع عجلا حيث ذكر ابن كثير في تفسيره عن ابن عباس :
“كَانَ السَّامِرِيُّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَاجَرْمَا، وَكَانَ مَنْ قَوْمٍ يَعْبُدُونَ الْبَقَرَ، وَكَانَ حُبُّ عِبَادَةِ الْبَقَرِ فِي نَفْسِهِ، وَكَانَ قَدْ أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَكَانَ اسْمَ السَّامِرِيِّ: مُوسَى بْنُ ظُفَرٍ”.
وهو كلام ليس عليه أى دليل وأما رؤيته للملاك جبريل(ص) فقد قال عنها :
"وعن إبصار السامري لأثر فرس جبريل عليه السلام نقل ابن كثير عن مجاهد بن جبر قوله: “{فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ} أي مِنْ تَحْتِ حَافِرِ فَرَسِ جِبْرِيلَ، قَالَ: وَالْقَبْضَةُ مِلْءُ الْكَفِّ، وَالْقَبْضَةُ بِأَطْرَافِ الْأَصَابِعِ”.
وورد أيضا في تفسير الرازى :
"واختلفوا فى ان السامرى كيف اختص برؤيه جبريل عليه السلام ومعرفته من بين سائر البشر .فقال ابن عباس فى روايه الكلبى انما عرفه لانه راه من صغرة وحفظه من القتل حين امر فرعون بقتل اولاد بنى اسرائيل
وذكر فى النكت والعيون للماوردى :
" ذكر ابن عباس ان السامرى كان من قوم يعبدون البقر فكان حب ذلك لنفسه بعد اظهارة للاسلام وكان قد عرف جبريل لان امه حين خافت عليه ان يذبح خلفته فى غار واطبقت عليه وكان جبريل ياتيه فيغذيه باصبعه فلما راه حين عبر البحر عرفه فقبض قبضه من اثر فرسه وكان ابن مسعود يقرا:فقبضت قبضه من اثر الرسول "
وذكر في تفسير القرطبي ...
"قال السامري : رأيت جبريل على الفرس وهي تلقي خطوها مد البصر" .
بالطبع هذا الكلام يتعارض مع كتاب الله فالملائكة لا يراهم أحد سوى الرسل(ص)في صورتهم الحقيقية وما راـه مريم كانت صورة بشرية كما قال سبحانه :
" فتمثل لها بشرا سويا"
والناس لا يرون الملائكة حقيقة إلا يوم القيامة كما قال سبحانه :
" يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين"
والسامرى كافر مجرم فكيف سيرى ملاكا خاصة أن الآيات وهى المعجزات للرسل(ص) فقط كما قال سبحانه :
" وما كان لرسول أن ياتى بآية إلا بإذن الله"
وعليه تلك الحكايات كاذبة فلم يربه جبريل (ص) ولم يره وهل يظن أحد أن مجرم كافر سيكون صادقا في قوله أن رأى أثر جبريل(ص)
وأما الشىء الأخير فهو :
ادعاء بعضهم أن السامرى هو الدجال الأخير المسمة بالمسيح الدجال وهو ما يعارض كتاب الله في أنه :
أهلك كل الكفار في عهد رسلهم(ص) دون استثناء أحد كما قال سبحانه :
"حتى إذ استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين"
فهنا البأس وهو الهلاك لم يستطع منعه أحد من الكفار كما قال أيضا:
" وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ"
هنا أهلك المسرفين وهم الكفار
وقال أيضا:
"وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا "
وهناك أهلك الظلمة والكل بمعنى واحد وهو الكفار ومنهم السامرى
وهو ما يوافق ان الله أمات كل البشر قبل عهد خاتم النبيين(ص) حيث لم يعط الخلد وهو البقاء حتى القيامة لأحد حيث قال :
"وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد"