بسم الله الرحمن الرحيم
محاضرةعن تعاطى المخدرات والتدخين
إن الحمد لله والشكر له والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
انتشرت فى هذا العصر طرق الضلال والغواية وكثر الداعون لها بأساليب متنوعة ومن آفات هذا العصر التى انتشرت بين المراهقين والمراهقات والكبار التدخين وإدمان المخدرات ويمكن أن نقسم العوامل التى تؤدى لانتشار تعاطيها للتالى :
1- العوامل الاجتماعية :
وهى الأمور المحيطة بالفرد والتى تدفعه للتعاطى والتدخين وهى :
أ- انعدام المسئولية الاجتماعية :
إن المجتمع الاسلامى كان متعاون فيما مضى بناء على قوله تعالى بسورة المائدة "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان "فكان من يفعل منكرا يجد من حوله ينصحونه ويقومون بإرشاده وعقابه فيما بعد من باب من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فيقول بلسانه الحق فإن لم يقدر قال الحق فى قلبه وكان المنكر يلاقى من الناس عداء شعبيا وخصاما من الناس لصاحب الجرم وكل المجتمع عدا من رحم الله الآن تحول للعمل بمقولة وأنا مالى فكل واحد يترك الأخر يفعل المنكر ولا يغيره باليد لأنه يعرف فى نفسه أن إنكاره للمنكر سيتسبب له فى أذى من صاحب المنكر ومن ثم ترك الناس الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر إلا من عصم الله
ب-التقليد الأعمى للأجانب :
إن ضعاف النفوس من الناس يقومون بتقليد الأجانب ظنا منهم أنهم أفضل منا وأرقى فى كل شىء وكثير منهم يرى الأفلام الأجنبية والأبطال يدخنون ويشربون الخمور ويتعاطون المخدرات ومن ثم فهم يقلدونهم ومن المصائب أن الدولة تبتعث الشباب للخارج للدراسة قبل أن يعرفوا أحكام دينهم وحكمته ومن ثم يقعون فى فخ تقليد الأجانب فيشربون الخمور ويدخنون ويتعاطون المخدرات ظنا منهم أن هذا من باب التقدم .
ج-فساد البيت وسلوك الأبوين :
إن انعدام التربية الطيبة فى البيت نتيجة المشاكل بين الزوجين أو نتيجة غيابهم عن البيت بسبب السفر للخارج أو نتيجة الجهل يؤدى بالأولاد فى الغالب للهروب من الواقع المر الذى يعيشون فيه عن طريق التدخين وشرب الخمر وتعاطى المخدرات
د- قرناء السوء والمدرسة :
للمدرسة أعظم الأدوار بعد الأبوين فى التربية والتعليم ولكنها تفشل فى أداء دورها فى أحيان عديدة فتصبح أرض خصبة للفساد إذا ما كان معلموها يبحثون عن لقمة العيش خارجها لأن المرتبات لا تكفى أو يبحثون داخلها عن طريق الدروس الخصوصية وتغشيش التلاميذ لينجحوا زورا ومن خلال المدرسة يلتقى الطيب بالخبيث فيقوم الخبيث بإغواء زميله ويجره للتدخين والتعاطى عن طريق التجربة وحب الفضول
هـ-الدعاية والإعلام :
إن فساد وسائل الإعلام يؤدى غالبا لفساد الناس فكثيرا ما تقدم الأفلام والمسرحيات عن المخدرات وتهريبها فى صورة جميلة وفى بعض منها ينجح المهربون ويفوزون على رجال الشرطة والجيش ويتمتعون بمالهم الحرام ومن ثم يقوم بعض الشباب بتقليد الأفلام فى الواقع وأيضا التدخين يوجد بصورة كبيرة خاصة فى الأفلام القديمة خاصة الحربية والجاسوسية فنادرا ما نجد جندى لا يدخن وكأن التدخين يجلب النصر
و- الأمراض النفسية :
نتيجة التطور فى المال والتقنية وضغوط الحياة يصاب بعض الناس بأمراض مثل الإحباط وهو العجز عن تحقيق الرغبة ومثل الصراع النفسى فقد يدور فى نفس الإنسان منا صراع بين القديم والحديث ،بين النصوص المتعارضة فى بعض الأديان أو بين غير ذلك ومثل القلق والتوتر الناشىء من خلال صراع المطالب والواقع ول هذا يؤدى بالإنسان فى النهاية غالبا نتيجة العجز وعدم الوصول للحقيقة وعدم تحقيق المطالب للهروب للتدخين والخمور والمخدرات حتى ينسى
2- العوامل الاقتصادية :
ظن البعض أن مشكلة المخدرات والتدخين تقل فى الأمم التى تتقدم فى المجال الاقتصادى وتزداد فى الأمم الفقيرة ولكن وجد أن المخدرات تتواجد فى كل منهم ففى المجتمعات الغنية نتيجة الفراغ وكثرة المال وفى المجتمعات الفقيرة نتيجة حب الهروب من الواقع المر ولكن لكل مجتمع مخدراته ففى المجتمعات الغنية يزداد استهلاك الكوكايين والهيرويين وهى المخدرات الغالية وفى المجتمعات الفقيرة نجد المخدرات الرخيصة كالبانجو والقات والحشيش وشم الكلة وشم السبرتو
3- العوامل السياسية:
من العاومل التى تساعد على ازدهار المخدرات ما تقوم به بعض الأمم من تدمير للأمم الأخرى عن طريق تهريب المخدرات لها لإفساد سبابها وإنهاكهم صحيا حتى لا يقدروا على حربهم أو تقوم بعملية غسيل نفسى وليس غسيل مخ للشباب حتى يصدقوا أقوالها والتاريخ يذكر ما فعلته طائفة الحشاشين بقيادة الحسن بن الصباح قى قلعة آل موت فى جبال البرز بإيران الحالية فقد كانوا يستخدمون الحشيش لإرغام الرجال على تنفيذ رغبات الزعماء فمثلا كانوا يسقون الرجل الحشيش وعندما يفقد وعيه ينقلونه إلى حديقة غناء فيه نساء جميلات يلبسن الحرير ويتعرين ويرقصن ويغنين وفيها أطايب الثمار واللحوم وعندما يفيق يجد نفسه فى هذا النعيم وبعد ذلك يخرجونه من الحديقة ويقولون له أنه إن قام بعملية كذا سيدخل الجنة التى رآها فيقوم الرجل بما طلبوا منه رغبة منه فى دخول الجنة وأما تدمير الأمم بالمخدرات فقد فعلته بريطانيا مع الصين من خلال حرب الأفيون الأولى والثانية حيث أدخلت الأفيون الصين بالقوة وفرضت عليها معاهدات مذلة وفى الهند كانوا ينشرون زراعة المخدرات ليجعلوا الهنود عبيدا للمخدرات وفى أثناء الاحتلال البريطانى لمصر والعراق نشروا الكوكايين والهيرويين وفى اليمن كانوا يوفرون القات لليمنيين وأما الفرنسيون فقد أجبروا شعوب فيتنام ولاوس وكمبوديا على زراعة المخدرات وكما يقولون طباخ السم يذوقوه فقد كان المزارعون وأقاربهم يتعاطونها وفى حرب فيتنام قام الشيوعيون بنشر المخدرات بين جنود أمريكا حتى يتخلصوا من الاحتلال الأمريكى لبلادهم واليهود اليوم يحرصون على إدخال المخدرات الأراضى المحتلة لإضعاف الفلسطينين وأيضا يهربونها لدول الجوار مصر والأردن ولبنان وسوريا حتى تضعف شبابهم .
وبعد هذا نأتى لتعريف الادمان وهو فى اللغة الثبات على الشىء والدوام عليه واصطلاحا الاعتماد النفسى الجسدى على عقار معين بحيث يسبب الكف عن تعاطيه آلاما نفسية وبدنية وذلك بسبب ما يحدث فى جسم المتعاطى ودمه من تغير فى الكيمياء الحيوية بحيث يصعب معه تحمل الألم عند انقطاع العقار فبعد 12 ساعة من انقطاع العقار المخدر يشعر المدمن بزيادة فى إفرازات كل أعضاء الجسد مثل الدموع واللعاب ورشح الأنف والتوتر النفسى واتساع حدقتى العين وبعد 24 ساعة يفقد المدمن القدرة على النوم مع العطاس المستمر وفقدان الشهية للطعام ويصاب بنوبات من القىء والاسهال وتقلصات فى الجهاز الهضمى وآلام هائلة فى العضلات والعظام وعدم القدرة على التحكم فى البول والبراز وهبوط حاد فى الدورة الدموية مما يؤدى بعد أسبوع للموت
ومن الجدير بالذكر أن مفعول مادة الإدمان يقل تدريجيا كلما طالت فترة التعاطى مما يؤدى بالمدمن لزيادة الجرعة كل فترة حتى يحصل على الراحة المزعومة
وأما العوامل المسببة للإدمان فأهمها حب الاستطلاع والفضول والمعالجة الطويلة لعقاقير طبية مخدرة وقرناء السوء والتقليد وسهولة الحصول على المادة المسببة للإدمان والأمراض النفسية
ومن عوامل انتشار المخدرات وجود منتج محلى للمخدرات أو وجود مستورد يهربها ويوفرها للراغبين وعلاج مشكلة الإدمان هو :
-إعدام كل من يهرب أو يبيع المخدرات
- عقاب المدمنين بعد علاجهم فعلاج المدمن ثم تركه دون عقاب يجعله يعود للإدمان مرة أخرى فعلاج المدمن تدليل له إذا كان بلا عقاب وليس العقاب سجن وإنما جلد وضرب لأن المواد المخدرة ستدخل له السجن بأى وسيلة ما دام هناك من لا يحصلون على مرتبات تكفى حاجتهم وحاجة أسرهم ومن ثم فالجلد عقوبة يتم تنفيدها دون أن يتعاطى معها المخدرات وأما السجن فليست عقوبة وإنما فائدة فأكل وشرب ولبس على حساب الدولة التى تأخذها من دم وعرق الكادحين خاصة الموظفين والعمال .
التدخين :
هو شرب أى مادة تنتج دخان مثل السجائر والمعسل يشم المدخن ومن حوله دخانها
وحكم الاسلام فى التدخين هو الحرمة للتالى :
- قوله تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان "فالتدخين تعاون على العدوان على المسلمين الأخرين لأنه يسبب لمن حول المدخن الأمراض وهو عدوان على النفس لأنه يجلب الأمراض للنفس
- -قوله تعالى "ما جعل عليكم فى الدين من حرج "أى أذى وهل هناك أذى أعظم من الأمراض التى تسبب آلاما طوال الحياة ؟
- قوله تعالى "ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا "فالمدخن مبذر لأمواله بلا فائدة تذكر وإنما بأضرار فهو يضيع قوته وقوت عياله بما ينفقه على الدخان والعلاج من أمراض الدخان ومن ثم فالمدخن يضيع المال وقوت العيال وقد ورد أن الله يكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال وأيضا كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت "
- أن القاعدة تقول لا ضرر ولا ضرار والتدخين يضر النفس والأخرين صحيا وماليا
وسوف نتحدث عن المواد الضارة فى التدخين الآن :
كان المعروف سابقا أن النيكوتين والقطران هما العنصران السامان فى الدخان ولكن ثبت بعد هذا وجود عناصر سامة أخرى لا يقل ضررها عن العنصرين ومنها أول أكسيد الكربون وثانى أكسيد الكربون وهما يؤثران على كمية الأكسجين وتشبع الدم به ومنها مركبات البنزو بيرين والزرنيخ وهى مواد مسرطنة
وآثار التدخين هى :
سرطان الرئة واصابتها بالتهاب الشعب الهوائية المزمن والذبحة الصدرية وتصلب الشرايين ونقض القدرة الذهنية وبحة الصوت وقرحة المعدة واضطرابات الحيض والحمل والولادة عند المرأة المدخنة
الانفاق على التدخين جنون :
يقول أحد المدخنين الذين تاب الله عليهم لقد حسبت عدد السنوات التى دخنت فيها وحسبت تكاليف علب السجائر فوجدت أننى احرقت ثروة كبيرة ويقول هيا نحسبها من يدخن علبة سجائر يوميا بجنيهين فى السنة ينفق 365×2=0 3 7 جنيه فى السنة ومن يدخن علبتين 1460 جنيه ولو دخن 20سنة يكون قد أنفق 1460×20 =292000 أى حوالى ثلاثون ألف جنيه ويقول الرجل أليس جنونا أن أحرق بيدى 30 ألف جنيه ؟
التخلص من التدخين :
إن من عنده إرادة قوية من الممكن أن يقرر وينفذ ألا يشرب أى دخان مرة واحدة ولكن من عندهم هذه الإرادة قلة ومن ثم فالأغلبية تتبع طريقة التقليل التدريجى فمثلا من يدخن 20 يدخن 19 فى اليوم التالى وفى اليوم بعده18 وبعده 17 وبعده16 وهكذا حتى ينتهى فى خلال عشرين يوما أو شهرا ويحتاج التخلص من التدخين لوجود شاغلات فراغ مثل القراءة أو الفرجة على التليفزيون أو ممارسة الرياضة أو الاندماج مع الأصحاب فى لعبة كالطاولة والأهم من ذلك هو البعد عن المدخنين وأماكن التدخين كالقهاوى
وما نقوله هنا ليس حلا لمشكلة التدخين لأن حل مشكلة التدخين يكمن فى الحكومة نفسها التى تمتلك مصانع إنتاج الأدخنة والخمور فيجب إيقاف الإنتاج وتحويل هذه المصانع لمصانع تنتج مواد مفيدة ويكمن فى إيقاف استيراد الأدخنة من الخارج وتحويل المصانع الخاصة لإنتاج الأدخنة إنتاج مواد مفيدة للناس
إذا لم تقم الحكومة بهذا فلن يكون هناك حل جذرى للمشكلة وستظل موجودة وسيكون كلامنا هذا ضرب من الجنون والهجص
إن الحكومة من خلال مراكز أبحاثها قررت أن التدخين ضار طبيا وكذلك الخمور ولكنها لا تريد أن تنهى المشكلة لأن هناك أصحاب مصالح من داخل الحكومة يريدون استمرار إنهاك الشعب ماليا وصحيا وهم يعملون لصالح الدول المعادية بقصد أو بدون قصد ومن ثم فعليها قفل المصانع أو تحويلها وإيقاف الاستيراد لأن هذا هو الحل الوحيد والذى سيوفر للدولة مليارات الجنيهات التى تنفق على التأمين الصحى الذى يعالج أمراض نصفها ناتج من التدخين وشرب الخمر وتعاطى المخدرات وأما ما تجلبه مصانع الأدخنة من مال فلن يكون أكثر من أموال العلاج أبدا بل سيوفر مال ويوفر صحة الناس وهو ما ينعكس على زيادة الإنتاج فى الجوانب الأخرى ويوفر جهد الجمعيات التى تعمل على اقناع المدخنين بالبعد عن التدخين
الحل إذا واضح وهو تحويل المصانع لإنتاج أخر مفيد وإيقاف الاستيراد ومن يقل غير هذا يكون كمن يريد تعبئة الماء فى الغربال والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محاضرةعن تعاطى المخدرات والتدخين
إن الحمد لله والشكر له والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
انتشرت فى هذا العصر طرق الضلال والغواية وكثر الداعون لها بأساليب متنوعة ومن آفات هذا العصر التى انتشرت بين المراهقين والمراهقات والكبار التدخين وإدمان المخدرات ويمكن أن نقسم العوامل التى تؤدى لانتشار تعاطيها للتالى :
1- العوامل الاجتماعية :
وهى الأمور المحيطة بالفرد والتى تدفعه للتعاطى والتدخين وهى :
أ- انعدام المسئولية الاجتماعية :
إن المجتمع الاسلامى كان متعاون فيما مضى بناء على قوله تعالى بسورة المائدة "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان "فكان من يفعل منكرا يجد من حوله ينصحونه ويقومون بإرشاده وعقابه فيما بعد من باب من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فيقول بلسانه الحق فإن لم يقدر قال الحق فى قلبه وكان المنكر يلاقى من الناس عداء شعبيا وخصاما من الناس لصاحب الجرم وكل المجتمع عدا من رحم الله الآن تحول للعمل بمقولة وأنا مالى فكل واحد يترك الأخر يفعل المنكر ولا يغيره باليد لأنه يعرف فى نفسه أن إنكاره للمنكر سيتسبب له فى أذى من صاحب المنكر ومن ثم ترك الناس الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر إلا من عصم الله
ب-التقليد الأعمى للأجانب :
إن ضعاف النفوس من الناس يقومون بتقليد الأجانب ظنا منهم أنهم أفضل منا وأرقى فى كل شىء وكثير منهم يرى الأفلام الأجنبية والأبطال يدخنون ويشربون الخمور ويتعاطون المخدرات ومن ثم فهم يقلدونهم ومن المصائب أن الدولة تبتعث الشباب للخارج للدراسة قبل أن يعرفوا أحكام دينهم وحكمته ومن ثم يقعون فى فخ تقليد الأجانب فيشربون الخمور ويدخنون ويتعاطون المخدرات ظنا منهم أن هذا من باب التقدم .
ج-فساد البيت وسلوك الأبوين :
إن انعدام التربية الطيبة فى البيت نتيجة المشاكل بين الزوجين أو نتيجة غيابهم عن البيت بسبب السفر للخارج أو نتيجة الجهل يؤدى بالأولاد فى الغالب للهروب من الواقع المر الذى يعيشون فيه عن طريق التدخين وشرب الخمر وتعاطى المخدرات
د- قرناء السوء والمدرسة :
للمدرسة أعظم الأدوار بعد الأبوين فى التربية والتعليم ولكنها تفشل فى أداء دورها فى أحيان عديدة فتصبح أرض خصبة للفساد إذا ما كان معلموها يبحثون عن لقمة العيش خارجها لأن المرتبات لا تكفى أو يبحثون داخلها عن طريق الدروس الخصوصية وتغشيش التلاميذ لينجحوا زورا ومن خلال المدرسة يلتقى الطيب بالخبيث فيقوم الخبيث بإغواء زميله ويجره للتدخين والتعاطى عن طريق التجربة وحب الفضول
هـ-الدعاية والإعلام :
إن فساد وسائل الإعلام يؤدى غالبا لفساد الناس فكثيرا ما تقدم الأفلام والمسرحيات عن المخدرات وتهريبها فى صورة جميلة وفى بعض منها ينجح المهربون ويفوزون على رجال الشرطة والجيش ويتمتعون بمالهم الحرام ومن ثم يقوم بعض الشباب بتقليد الأفلام فى الواقع وأيضا التدخين يوجد بصورة كبيرة خاصة فى الأفلام القديمة خاصة الحربية والجاسوسية فنادرا ما نجد جندى لا يدخن وكأن التدخين يجلب النصر
و- الأمراض النفسية :
نتيجة التطور فى المال والتقنية وضغوط الحياة يصاب بعض الناس بأمراض مثل الإحباط وهو العجز عن تحقيق الرغبة ومثل الصراع النفسى فقد يدور فى نفس الإنسان منا صراع بين القديم والحديث ،بين النصوص المتعارضة فى بعض الأديان أو بين غير ذلك ومثل القلق والتوتر الناشىء من خلال صراع المطالب والواقع ول هذا يؤدى بالإنسان فى النهاية غالبا نتيجة العجز وعدم الوصول للحقيقة وعدم تحقيق المطالب للهروب للتدخين والخمور والمخدرات حتى ينسى
2- العوامل الاقتصادية :
ظن البعض أن مشكلة المخدرات والتدخين تقل فى الأمم التى تتقدم فى المجال الاقتصادى وتزداد فى الأمم الفقيرة ولكن وجد أن المخدرات تتواجد فى كل منهم ففى المجتمعات الغنية نتيجة الفراغ وكثرة المال وفى المجتمعات الفقيرة نتيجة حب الهروب من الواقع المر ولكن لكل مجتمع مخدراته ففى المجتمعات الغنية يزداد استهلاك الكوكايين والهيرويين وهى المخدرات الغالية وفى المجتمعات الفقيرة نجد المخدرات الرخيصة كالبانجو والقات والحشيش وشم الكلة وشم السبرتو
3- العوامل السياسية:
من العاومل التى تساعد على ازدهار المخدرات ما تقوم به بعض الأمم من تدمير للأمم الأخرى عن طريق تهريب المخدرات لها لإفساد سبابها وإنهاكهم صحيا حتى لا يقدروا على حربهم أو تقوم بعملية غسيل نفسى وليس غسيل مخ للشباب حتى يصدقوا أقوالها والتاريخ يذكر ما فعلته طائفة الحشاشين بقيادة الحسن بن الصباح قى قلعة آل موت فى جبال البرز بإيران الحالية فقد كانوا يستخدمون الحشيش لإرغام الرجال على تنفيذ رغبات الزعماء فمثلا كانوا يسقون الرجل الحشيش وعندما يفقد وعيه ينقلونه إلى حديقة غناء فيه نساء جميلات يلبسن الحرير ويتعرين ويرقصن ويغنين وفيها أطايب الثمار واللحوم وعندما يفيق يجد نفسه فى هذا النعيم وبعد ذلك يخرجونه من الحديقة ويقولون له أنه إن قام بعملية كذا سيدخل الجنة التى رآها فيقوم الرجل بما طلبوا منه رغبة منه فى دخول الجنة وأما تدمير الأمم بالمخدرات فقد فعلته بريطانيا مع الصين من خلال حرب الأفيون الأولى والثانية حيث أدخلت الأفيون الصين بالقوة وفرضت عليها معاهدات مذلة وفى الهند كانوا ينشرون زراعة المخدرات ليجعلوا الهنود عبيدا للمخدرات وفى أثناء الاحتلال البريطانى لمصر والعراق نشروا الكوكايين والهيرويين وفى اليمن كانوا يوفرون القات لليمنيين وأما الفرنسيون فقد أجبروا شعوب فيتنام ولاوس وكمبوديا على زراعة المخدرات وكما يقولون طباخ السم يذوقوه فقد كان المزارعون وأقاربهم يتعاطونها وفى حرب فيتنام قام الشيوعيون بنشر المخدرات بين جنود أمريكا حتى يتخلصوا من الاحتلال الأمريكى لبلادهم واليهود اليوم يحرصون على إدخال المخدرات الأراضى المحتلة لإضعاف الفلسطينين وأيضا يهربونها لدول الجوار مصر والأردن ولبنان وسوريا حتى تضعف شبابهم .
وبعد هذا نأتى لتعريف الادمان وهو فى اللغة الثبات على الشىء والدوام عليه واصطلاحا الاعتماد النفسى الجسدى على عقار معين بحيث يسبب الكف عن تعاطيه آلاما نفسية وبدنية وذلك بسبب ما يحدث فى جسم المتعاطى ودمه من تغير فى الكيمياء الحيوية بحيث يصعب معه تحمل الألم عند انقطاع العقار فبعد 12 ساعة من انقطاع العقار المخدر يشعر المدمن بزيادة فى إفرازات كل أعضاء الجسد مثل الدموع واللعاب ورشح الأنف والتوتر النفسى واتساع حدقتى العين وبعد 24 ساعة يفقد المدمن القدرة على النوم مع العطاس المستمر وفقدان الشهية للطعام ويصاب بنوبات من القىء والاسهال وتقلصات فى الجهاز الهضمى وآلام هائلة فى العضلات والعظام وعدم القدرة على التحكم فى البول والبراز وهبوط حاد فى الدورة الدموية مما يؤدى بعد أسبوع للموت
ومن الجدير بالذكر أن مفعول مادة الإدمان يقل تدريجيا كلما طالت فترة التعاطى مما يؤدى بالمدمن لزيادة الجرعة كل فترة حتى يحصل على الراحة المزعومة
وأما العوامل المسببة للإدمان فأهمها حب الاستطلاع والفضول والمعالجة الطويلة لعقاقير طبية مخدرة وقرناء السوء والتقليد وسهولة الحصول على المادة المسببة للإدمان والأمراض النفسية
ومن عوامل انتشار المخدرات وجود منتج محلى للمخدرات أو وجود مستورد يهربها ويوفرها للراغبين وعلاج مشكلة الإدمان هو :
-إعدام كل من يهرب أو يبيع المخدرات
- عقاب المدمنين بعد علاجهم فعلاج المدمن ثم تركه دون عقاب يجعله يعود للإدمان مرة أخرى فعلاج المدمن تدليل له إذا كان بلا عقاب وليس العقاب سجن وإنما جلد وضرب لأن المواد المخدرة ستدخل له السجن بأى وسيلة ما دام هناك من لا يحصلون على مرتبات تكفى حاجتهم وحاجة أسرهم ومن ثم فالجلد عقوبة يتم تنفيدها دون أن يتعاطى معها المخدرات وأما السجن فليست عقوبة وإنما فائدة فأكل وشرب ولبس على حساب الدولة التى تأخذها من دم وعرق الكادحين خاصة الموظفين والعمال .
التدخين :
هو شرب أى مادة تنتج دخان مثل السجائر والمعسل يشم المدخن ومن حوله دخانها
وحكم الاسلام فى التدخين هو الحرمة للتالى :
- قوله تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان "فالتدخين تعاون على العدوان على المسلمين الأخرين لأنه يسبب لمن حول المدخن الأمراض وهو عدوان على النفس لأنه يجلب الأمراض للنفس
- -قوله تعالى "ما جعل عليكم فى الدين من حرج "أى أذى وهل هناك أذى أعظم من الأمراض التى تسبب آلاما طوال الحياة ؟
- قوله تعالى "ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا "فالمدخن مبذر لأمواله بلا فائدة تذكر وإنما بأضرار فهو يضيع قوته وقوت عياله بما ينفقه على الدخان والعلاج من أمراض الدخان ومن ثم فالمدخن يضيع المال وقوت العيال وقد ورد أن الله يكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال وأيضا كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت "
- أن القاعدة تقول لا ضرر ولا ضرار والتدخين يضر النفس والأخرين صحيا وماليا
وسوف نتحدث عن المواد الضارة فى التدخين الآن :
كان المعروف سابقا أن النيكوتين والقطران هما العنصران السامان فى الدخان ولكن ثبت بعد هذا وجود عناصر سامة أخرى لا يقل ضررها عن العنصرين ومنها أول أكسيد الكربون وثانى أكسيد الكربون وهما يؤثران على كمية الأكسجين وتشبع الدم به ومنها مركبات البنزو بيرين والزرنيخ وهى مواد مسرطنة
وآثار التدخين هى :
سرطان الرئة واصابتها بالتهاب الشعب الهوائية المزمن والذبحة الصدرية وتصلب الشرايين ونقض القدرة الذهنية وبحة الصوت وقرحة المعدة واضطرابات الحيض والحمل والولادة عند المرأة المدخنة
الانفاق على التدخين جنون :
يقول أحد المدخنين الذين تاب الله عليهم لقد حسبت عدد السنوات التى دخنت فيها وحسبت تكاليف علب السجائر فوجدت أننى احرقت ثروة كبيرة ويقول هيا نحسبها من يدخن علبة سجائر يوميا بجنيهين فى السنة ينفق 365×2=0 3 7 جنيه فى السنة ومن يدخن علبتين 1460 جنيه ولو دخن 20سنة يكون قد أنفق 1460×20 =292000 أى حوالى ثلاثون ألف جنيه ويقول الرجل أليس جنونا أن أحرق بيدى 30 ألف جنيه ؟
التخلص من التدخين :
إن من عنده إرادة قوية من الممكن أن يقرر وينفذ ألا يشرب أى دخان مرة واحدة ولكن من عندهم هذه الإرادة قلة ومن ثم فالأغلبية تتبع طريقة التقليل التدريجى فمثلا من يدخن 20 يدخن 19 فى اليوم التالى وفى اليوم بعده18 وبعده 17 وبعده16 وهكذا حتى ينتهى فى خلال عشرين يوما أو شهرا ويحتاج التخلص من التدخين لوجود شاغلات فراغ مثل القراءة أو الفرجة على التليفزيون أو ممارسة الرياضة أو الاندماج مع الأصحاب فى لعبة كالطاولة والأهم من ذلك هو البعد عن المدخنين وأماكن التدخين كالقهاوى
وما نقوله هنا ليس حلا لمشكلة التدخين لأن حل مشكلة التدخين يكمن فى الحكومة نفسها التى تمتلك مصانع إنتاج الأدخنة والخمور فيجب إيقاف الإنتاج وتحويل هذه المصانع لمصانع تنتج مواد مفيدة ويكمن فى إيقاف استيراد الأدخنة من الخارج وتحويل المصانع الخاصة لإنتاج الأدخنة إنتاج مواد مفيدة للناس
إذا لم تقم الحكومة بهذا فلن يكون هناك حل جذرى للمشكلة وستظل موجودة وسيكون كلامنا هذا ضرب من الجنون والهجص
إن الحكومة من خلال مراكز أبحاثها قررت أن التدخين ضار طبيا وكذلك الخمور ولكنها لا تريد أن تنهى المشكلة لأن هناك أصحاب مصالح من داخل الحكومة يريدون استمرار إنهاك الشعب ماليا وصحيا وهم يعملون لصالح الدول المعادية بقصد أو بدون قصد ومن ثم فعليها قفل المصانع أو تحويلها وإيقاف الاستيراد لأن هذا هو الحل الوحيد والذى سيوفر للدولة مليارات الجنيهات التى تنفق على التأمين الصحى الذى يعالج أمراض نصفها ناتج من التدخين وشرب الخمر وتعاطى المخدرات وأما ما تجلبه مصانع الأدخنة من مال فلن يكون أكثر من أموال العلاج أبدا بل سيوفر مال ويوفر صحة الناس وهو ما ينعكس على زيادة الإنتاج فى الجوانب الأخرى ويوفر جهد الجمعيات التى تعمل على اقناع المدخنين بالبعد عن التدخين
الحل إذا واضح وهو تحويل المصانع لإنتاج أخر مفيد وإيقاف الاستيراد ومن يقل غير هذا يكون كمن يريد تعبئة الماء فى الغربال والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته