الأدلة على واجبات الزوجات فى البيوت
فى الآونة الأخيرة تكررت أقوال سبق قولها فى أزمنة سابقة وهى :
أن المرأة ليس عليها عمل فى بيت زوجها كالطهى والغسيل والتنظيف
أن المرأة ليس عليها أن ترضع طفلها إذا لم ترد ذلك
وهذه الأقوال سبق قولها فى أزمنة متعددة وكلها تخرج من خلال اليد الخفية التى تشغل الناس بشىء عن أشياء أخرى
كل ما يختلف فقط هو أسماء القائلات أو أسماء القائلين ولكن المستفيد من وراء تلك الأقوال واحد فليس هو النساء ولا الرجال الذى سيتشاجرون مع نساءهم ولا بين من يتحدثن أو من يتحدثون
إذا كانت تلك الكلمات تخرج حاليا ممن يسمونها داعية أو ممن يسمونها مدافعة عن حقوق المرأة فقد خرجت منذ ثلاثة أرباع قرن من درية شفيق زعيمة الحزب النسوى وخرجت من نوال السعداوى بعدها بربع قرن وغيرهن
ومن ثم لا جديد سوى أن تلك المعارك كانت تدور على صفحات الصحف والمجلات ولا يعلم بها سوى النخبة المثقفة التى كانت توفر القرش لشراء الصحف والمجلات من قوتها وأما حاليا فوسائل التواصل فيها من يوقدون نار الفتن بنشر تلك المقولات وهم يوقدونها لهدف معين بالطبع ليس هو مناصرة المرأة وليس هو القضاء على ما بقى فى النفوس من أحكام الله
فى كتاب الله الحكم واضح وهو :
أن المرأة تقوم فى بيتها بالطهى والتنظيف والغسيل وغيره والبراهين هى :
1-أن الرسول(ص) لما كان يدعو بعض المؤمنين للأكل فى بيته كان بعض الرجال يذهبون لطلب المتاع وهو الطعام والشراب وغيره من زوجاته من خلف الحجاب وهو مانع الرؤية بينهم وفى هذا قال سبحانه :
"يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذى النبى فيستحى منكم والله لا يستحى من الحق وإذا سألتموهن متاعا فسئلوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن"
الدليل ألأول هو انتظار إناه والمراد انتظار نضح الطعام خلال جلوس الرسول(ص) معهم فلو كان الرسول(ص) هو من يطبخ ما جلس معهم
الدليل الثانى سؤال المدعوين نساء البيت المتاع وهو المزيد من الأكل من خلف الستارة التى تحجب النساء عن مكان الرجال فيقمن بلبس اللباس الشرعى ومناولة الرجال الطعام
2- أن امرأة أبراهيم(ص) كانت قائمة والضيوف يأكلون لخدمتهم وفى هذا قال سبحانه :
"ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ فلما رأ أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحق ومن وراء اسحق يعقوب قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخا إن هذا لشىء عجيب"
سؤال هل ترك إبراهيم (ص) الضيوف عدة ساعات وقام بطهى العجل أم انه ذبحه وسلخه وتركه لزوجته كى تقوم بالطهى وعمل الطعام ؟
بالطبع من المؤكد أنه ترك الضيوف لحظات للذبح والسلخ ثم ترك الباقى لزوجته ولما صنعت الطعام نادت عليه فحمل الطعام إليهم وقامت هى بالوقوف لتلبية طلباتهم من الماء وغيره
3- القرار فى البيوت يعنى أن المرأة لابد ان تشغل نفسها بأمور وهى الأمور المعروفة من الطبخ والغسل والتنظيف وهو يدخل ضمن قوله سبحانه :
"فإن أطعنكم"
فمن ضمن طاعة الزوج فى الخير ومن ضمنه الطهى والنظافة والغسل
وأما الروايات الدالة على أن من واجبات المرأة الطهى والخبيز والتنظيف وغيره من أعمال البيت فعديدة نذكر منها :
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ سَعِيدٍ يَعْنِي الْجُرَيرِيَّ عَنْ أَبِي الْوَرْدِ عَنِ ابْنِ أَعْبُدَ قَالَ قَالَ لِي عَلِيٌّ رضي الله عنه أَلَا أُحَدِّثُكَ عَنِّي وَعَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَكَانَتْ مِنْ أَحَبِّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ قُلْتُ بَلَى قَالَ إِنَّهَا جَرَّتْ بِالرَّحَى حَتَّى أَثَّرَ فِي يَدِهَا وَاسْتَقَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَ فِي نَحْرِهَا وَكَنَسَتِ الْبَيْتَ حَتَّى اغْبَرَّتْ ثِيَابُهَا فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَدَمٌ فَقُلْتُ لَوْ أَتَيْتِ أَبَاكِ فَسَأَلْتِيهِ خَادِمًا فَأَتَتْهُ فَوَجَدَتْ عِنْدَهُ حُدَّاثًا فَرَجَعَتْ فَأَتَاهَا مِنَ الْغَدِ فَقَالَ مَا كَانَ حَاجَتُكِ فَسَكَتَتْ فَقُلْتُ أَنَا أُحَدِّثُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَرَّتْ بِالرَّحَى حَتَّى أَثَّرَتْ فِي يَدِهَا وَحَمَلَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَتْ فِي نَحْرِهَا فَلَمَّا أَنْ جَاءَكَ الْخَدَمُ أَمَرْتُهَا أَنْ تَأْتِيَكَ فَتَسْتَخْدِمَكَ خَادِمًا يَقِيهَا حَرَّ مَا هِيَ فِيهِ قَالَ اتَّقِي اللَّهَ يَا فَاطِمَةُ وَأَدِّي فَرِيضَةَ رَبِّكِ وَاعْمَلِي عَمَلَ أَهْلِكِ فَإِذَا أَخَذْتِ مَضْجَعَكِ (رواه أبو داود)"
الدليل هو عمل فاطمة جر الرحى واستقاء الماء وكنس البيت فى قول الرواية :
"إِنَّهَا جَرَّتْ بِالرَّحَى حَتَّى أَثَّرَ فِي يَدِهَا وَاسْتَقَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَ فِي نَحْرِهَا وَكَنَسَتِ الْبَيْتَ حَتَّى اغْبَرَّتْ ثِيَابُهَا"
واعتبرت الرواية هذا واجب فرضه الله عليهم :
"فقالت اتَّقِي اللَّهَ يَا فَاطِمَةُ وَأَدِّي فَرِيضَةَ رَبِّكِ وَاعْمَلِي عَمَلَ أَهْلِكِ"
وتكررت الرواية بألفاظ مختلفة وزاد هنا الايقاد على القدور لنضج الطعام حيث قال::
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ الْيَشْكُرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي الْوَرْدِ بْنِ ثُمَامَةَ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ لِابْنِ أَعْبُدَ أَلَا أُحَدِّثُكَ عَنِّي وَعَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَكَانَتْ أَحَبَّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ وَكَانَتْ عِنْدِي فَجَرَّتْ بِالرَّحَى حَتَّى أَثَّرَتْ بِيَدِهَا وَاسْتَقَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَتْ فِي نَحْرِهَا وَقَمَّتِ الْبَيْتَ حَتَّى اغْبَرَّتْ ثِيَابُهَا وَأَوْقَدَتِ الْقِدْرَ حَتَّى دَكِنَتْ ثِيَابُهَا وَأَصَابَهَا مِنْ ذَلِكَ ضُرٌّ "
وزاد العجين فى الرواية التالية:
787- حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ ، حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تُحَدِّثُ أَنَّ فَاطِمَةَ جَاءَتْ تَشْتَكِي الْخِدْمَةَ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ مَجَلَتْ يَدَايَ مِنَ الرَّحَى الْخُبْزُ مَرَّةً ، وَالْعَجِينُ مَرَّةً ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنْ يَرْزُقُكِ اللَّهُ شَيْئًا يَأْتِيكِ "
وفى حديث مختلف بينت أسماء بنت عميس زوجة جعفر بن أبى طالب واجباتها وهى عجن العجين وتحميم وهو غسل الأولاد ودهنهم وتنظيفهم وهو :
380 - حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أحمد بن محمد بن أيوب صاحب المغازي ثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق قال : حدثني عبد الله بن أبي بكر عن أم عيسى عن أم جعفر بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب عن جدتها أسماء بنت عميس
: لما أصيب جعفر وأصحابه دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد عجنت عجينهم وغسلت بني ودهنتهم ونظفتهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ائتيني ببني جعفر قالت : فأتيته بهم فشمهم وذرفت عيناه فقلت يا رسول الله : بأبي وأمي ما يبكيك ؟ أبلغك شيء عن جعفر وأصحابه قال : نعم أصيبوا هذا اليوم قالت : فقمت أصيح واجتمع إلي النساء وخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أهله وقال : لا تغفلوا آل جعفر من أن تصنعوا لهم طعام فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم المعجم الكبير للطبرانى "
وفى حديث أخر بينت أسماء بنت أبى بكر واجباتها كزوجة للزبير حيث كانت تعلف فرسه وتدق النوى لاطعام البعير وتحضر الماء للبيت وتنخل الدقيق وتعجن وتخبز وهو قول الرواية :
4715- (خ م) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - : قالت: « تزوَّجني الزُّبَيْرُ ، وماله في الأرض من مال ولا مملوك ، ولا شيء غيرَ فَرَسه، - وفي رواية : غير ناضح ، وغير فرسه - قالت: فكنتُ أعلفُ فَرَسَهُ وأكفِيه مُؤونَتَه وأسُوسُه ، وأدُقُّ النَّوى لناضحه ، فأعلفه ، وأَسْتقي الماءَ ، وأخْرِزُ غَرْبَه، وأَعجِنُ ، ولم أكن أُحْسِنُ أخبزُ ، فكان تخبِزُ لي جارات من الأَنصار، وكنَّ نسوةَ صِدْق" جامع الأصول
وفى أحاديث أخرى ذكرت أن زوجة للنبى(ص) طبخت فأرسلت له الطعام هو وأصحابه فى بيت إحدى زوجاته الأخريات وهى :
6197- (خ د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : « كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عند بعض نسائه ، فأرسلَتْ إِليه إِحدى أُمهات المؤمنين بِصَحْفَة فيها طعام ، فَضَرَبتِ التي هو في بيتها يَدَ الخادِمِ ، فَسَقَطَتِ الصَّحفَةُ ». أخرجه البخاري.
وفي رواية الترمذي قال : « أَهْدَتْ بَعضُ أزواج النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- إِلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- طعاما في قَصْعَة ، فَضَرَبَتْ عائشةُ القَصعةَ بيدها، فأَلْقَتْ ما فيها ، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- : طعام بطعام ، وإِناء بإناء ». وأخرجه النسائي مثل البخاري.
وله في أخرى : « أَنَّ أُمَّ سلمةَ أَتَتْ بطعام في صَحْفَة لَها إِلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، »
[962/ 2481]- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ مَعَ خَادِمٍ بِقَصْعَةٍ فِيهَا طَعَامٌ * (رواه البخاري)
- حَدَّثَنَا عَلِيٌّ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ فَضَرَبَتِ الَّتِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِهَا يَدَ الْخَادِمِ فَسَقَطَتِ الصَّحْفَةُ "
وفى أحاديث أخرى قامت أم الهيثم بفرش الفرش لأصحاب أبو الهيثم الرسول(ص) وبعض أصحابه فى غير وجوده فلما أتى قدمت لهم طعاما وشرابا وأما أم الهيثم فقامت بالعجن والخبز وطهت الطعام ثم قدمته لهم والرواية تقول:
568- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الرِّيَاشِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِيسَى الْخَزَّازُ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، يَقُولُ : خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الظُّهْرِ فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ لَهُ : مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ قَالَ : أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ الْخَطَّابِ مَا أَخْرَجَكَ ؟ قَالَ : أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا ، فَقَعَدَ عُمَرُ فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُهُمَا ، ثُمَّ قَالَ : فِيكُمَا مِنْ قُوَّةٍ تَنْطَلِقَانِ إِلَى هَذَا النَّخْلِ فَتُصِيبَانِ طَعَامًا وَشَرَابًا وَطِلاَءً ، قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : مُرُّوا بِنَا إِلَى مَنْزِلِ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ الأَنْصَارِيِّ ، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بَيْنَ أَيْدِينَا فَسَلَّمَ وَاسْتَأْذَنَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، وَأُمُّ الْهَيْثَمِ مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ تَسْمَعُ سَلاَمَهُ تُرِيدُ أَنْ يَزِيدَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنَ السَّلاَمِ ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ خَرَجَتْ أُمُّ الْهَيْثَمِ تَسْعَى خَلْفَهُمْ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ وَاللَّهِ سَمِعْتُ تَسْلِيمَكَ ،وَلَكِنِّي أَرَدْتُ أَنْ تَزِيدَنَا مِنْ سَلاَمِكَ ، قَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرًا ، ثُمَّ قَالَ : أَيْنَ أَبُو الْهَيْثَمِ ؟ فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ هُوَ قَرِيبٌ ، ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ الْمَاءِ ، ادْخُلُوا ، فَإِنَّهُ يَأْتِي السَّاعَةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَبَسَطَتْ لَهُمْ بِسَاطًا تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، وَجَاءَ أَبُو الْهَيْثَمِ فَفَرِحَ بِهِمْ وَقَرَّتْ عَيْنَاهُ بِهِمْ ، وَصَعِدَ عَلَى نَخْلَةٍ فَصَرَمَ لَهُمْ أَعْذَاقًا ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : احْتَسِبْ يَا أَبَا الْهَيْثَمِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ تَأْكُلُونَ مِنْ بُسْرِهِ وَمِنْ رُطَبِهِ وَمِنْ تَذْنُوبِهِ ، ثُمَّ أَتَاهُمْ بِمَاءٍ فَشَرِبُوا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ ، فَقَامَ أَبُو الْهَيْثَمِ لَيَذْبَحَ لَهُمْ شَاةً ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِيَّاكَ وَاللَّبُونَ ، وَقَامَتْ أُمُّ الْهَيْثَمِ تَعْجِنُ وَتَخْبِزُ لَهُمْ ، وَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا رُؤُوسَهُمْ لِلْقَائِلَةِ فَأُيْقُظُوا وَقَدْ أُدْرِكَ طَعَامُهُمْ ، فَوُضِعَ الطَّعَامُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ، فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا وَرَدَّ عَلَيْهِمْ أَبُو الْهَيْثَمِ بَقِيَّةَ الأَعْذَاقِ ، فَأَكَلُوا مِنْ رُطَبِهِ وَتَذْنُوبِهِ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعَا لَهُمْ بِخَيْرٍ."
وفى رواية أخرى سميت أم الهيثم امرأة الواقمى وقامت بنفس الأعمال وهى:
567- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ ، قَالَ : فَاتَنِيَ الْعِشَاءُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَجَعَلْتُ أَتَقَلَّبُ لاَ يَأْتِينِي النَّوْمُ ، فَقُلْتُ : لَوْ خَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ مَا قُدِّرَ لِي ، فَفَعَلْتُ ثُمَّ اسْتَنَدْتُ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنْهُ فَدَخَلَ عُمَرُ ، فَلَمَّا رَآنِي أَنْكَرَنِي ، وَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ فَقُلْتُ : أَبُو بَكْرٍ ، قَالَ : مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ قُلْتُ : الْجُوعُ ، قَالَ : وَأَنَا مَا أَخْرَجَنِي إِلاَّ الَّذِي أَخْرَجَكَ ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا رَأَى سَوَادَنَا أَنْكَرَهُ ، فَقَالَ : مَنْ هَذَانِ ؟ فَبَدَرَنِي عُمَرُ فَقَالَ : هَذَا أَبُو بَكْرٍ ، وَهَذَا عُمَرُ ، فَقَالَ : مَا أَخْرَجَكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ الْخَبَرَ ، قَالَ : وَأَنَا مَا أَخْرَجَنِي إِلاَّ الَّذِي أَخْرَجَكُمَا ، انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى مَنْزِلِ الْوَاقِمِيِّ ، فَأَتَيْنَا الْبَابَ فَاسْتَأْذَنَّا فَخَرَجَتِ الْمَرْأَةُ فَقَالَ : أَيْنَ فُلاَنٌ ؟ قَالَتْ : ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنْ حَشِّ بَنِي حَارِثَةَ ، فَفَتَحْتِ الْبَابَ فَدَخَلْنَا ، فَلَمْ نَلْبَثْ أَنْ جَاءَ حَامِلاً قِرْبَةً عَلَى ظَهْرِهِ حَتَّى عَلَّقَهَا فِي كَرْنَفَةٍ مِنْ كَرَانِفِ النَّخْلِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْنَا ، فَقَالَ : مَرْحَبًا وَأَهْلاً ، مَا زَارَ النَّاسَ خَيْرٌ مِنْ زَوْرٍ زَارُونِي اللَّيْلَةَ ، ثُمَّ جَاءَ بِعِذْقِ بُسْرٍ فَجَعَلْنَا نَنْتَقِي فِي الْقَمَرِ وَنَأْكُلُ ، ثُمَّ أَخَذَ الشَّفْرَةَ وَجَالَ فِي الْغَنَمِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ ، أَوْ قَالَ : ذَاتَ الدَّرِّ ، فَذَبَحَ لَنَا شَاةً وَسَلَخَهَا وَقَطَّعَهَا فِي الْقِدْرِ ، وَأَمَرَ الْمَرْأَةَ فَعَجَنَتْ وَخَبَزَتْ ، ثُمَّ جَاءَنَا بِثَرِيدَةٍ وَلَحْمٍ فَأَكَلْنَا ، ثُمَّ المعجم الكبير للطبرانى
وهناك أحاديث أخرى تدل على أن الطهى والطبخ عمل النساء كما عملت العجوز لهم الطعام فى الرواية التالية:
( خ م ) سهل بن سعد - رضي اللَّه عنه - قال : «كنا نفرَحُ بيوم الجمعة، قلت : وَلِمَ ؟ قال : كانت لنا عجوزُ تُرسْلُ إلى بُضاعةَ - قال ابن سلمة:نَخْل بالمدينة- فتأخذ من أصول السِّلْقِ فَتطْرَحه في القِدْرِ و تُكَرْكِرُ عليه حَبَّات من شعير - زاد في رواية: واللَّه ما فيه شَحْمُ ولا وَدَكُ - وفي أخرى: لا أعلم إلا أنه قال : ليس فيه شَحمُ ولا ودَكَ - فإذا صلَّينا الجمعة انْصرفَنْا ، فَنُسلِّمُ عليها ، فَتُقَدِّمه إلينا، فنفرح بيوم الجمعة من أجله ».
وقدمت الزوجة لزوجها الطعام عند قدومه من السفر فى الرواية التالية:
3775 - حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عن ابن خباب أن أبا سعيد بن مالك الخدري رضي الله عنه قدم من سفر فقدم إليه أهله لحما من لحوم الأضاحي "
وفى رواية كانت أم بشر تطبخ والرسول(ص) يحدثها فى الرواية التالية:
270- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُعَلَّى الدِّمَشْقِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنِ أُمِّ مُبَشِّرٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا : يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ ، مَنْ كَانَ لَهَا ثَلاَثةُ أَفْرَاطٍ مِنْ وَلَدِهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ وَكَانَتْ أُمُّ مُبَشِّرٍ تَطْبُخُ طَبِيخًا فَقَالَتْ : أَوْ فَرطَانِ ؟ فَقَالَ : أَوْ فَرَطَانِ.
وفى رواية أخرى طالب النبى(ص) عائشة باحضار الطعام والشراب له ولأصحابه وهى:
5040- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ يَعِيشَ بْنِ طَخْفَةَ بْنِ قَيْسٍ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: كَانَ أَبِي مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى بَيْتِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَانْطَلَقْنَا، فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ أَطْعِمِينَا فَجَاءَتْ بِجَشِيشَةٍ ، فَأَكَلْنَا، ثُمَّ قَالَ: يَا عَائِشَةُ أَطْعِمِينَا فَجَاءَتْ بِحَيْسَةٍ مِثْلِ الْقَطَاةِ فَأَكَلْنَا، ثُمَّ قَالَ: يَا عَائِشَةُ اسْقِينَا فَجَاءَتْ بِعُسٍّ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبْنَا، ثُمَّ قَالَ: يَا عَائِشَةُ اسْقِينَا فَجَاءَتْ بِقَدَحٍ صَغِيرٍ فَشَرِبْنَا أخرجه مسلم"
بالطبع كل هذه أدلة على وجوب قيام النساء بعمل البيت وكل من قال أو قالت بغير هذا فقد خالفوا كلام الله وكلام الروايات التى يعتمدن عليها فى نفى هذا الواجب
وأما حكاية الرضاعة فهى :
المطلقة فقط هى التى من حقها رفض ارضاع طفلها إذا لم تتفق مع طليقها اتفاقا يرضيها على الإرضاع كما قال سبحانه:
" وَالَّلائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَالَّلائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى "
فالعدة للمطلقة وليس للمتزوجة وأما المتزوجة فإرضاع أولادها فرض عليها لقوله تعالى :
" والوالدات يرضعن أولادهن "
فى الآونة الأخيرة تكررت أقوال سبق قولها فى أزمنة سابقة وهى :
أن المرأة ليس عليها عمل فى بيت زوجها كالطهى والغسيل والتنظيف
أن المرأة ليس عليها أن ترضع طفلها إذا لم ترد ذلك
وهذه الأقوال سبق قولها فى أزمنة متعددة وكلها تخرج من خلال اليد الخفية التى تشغل الناس بشىء عن أشياء أخرى
كل ما يختلف فقط هو أسماء القائلات أو أسماء القائلين ولكن المستفيد من وراء تلك الأقوال واحد فليس هو النساء ولا الرجال الذى سيتشاجرون مع نساءهم ولا بين من يتحدثن أو من يتحدثون
إذا كانت تلك الكلمات تخرج حاليا ممن يسمونها داعية أو ممن يسمونها مدافعة عن حقوق المرأة فقد خرجت منذ ثلاثة أرباع قرن من درية شفيق زعيمة الحزب النسوى وخرجت من نوال السعداوى بعدها بربع قرن وغيرهن
ومن ثم لا جديد سوى أن تلك المعارك كانت تدور على صفحات الصحف والمجلات ولا يعلم بها سوى النخبة المثقفة التى كانت توفر القرش لشراء الصحف والمجلات من قوتها وأما حاليا فوسائل التواصل فيها من يوقدون نار الفتن بنشر تلك المقولات وهم يوقدونها لهدف معين بالطبع ليس هو مناصرة المرأة وليس هو القضاء على ما بقى فى النفوس من أحكام الله
فى كتاب الله الحكم واضح وهو :
أن المرأة تقوم فى بيتها بالطهى والتنظيف والغسيل وغيره والبراهين هى :
1-أن الرسول(ص) لما كان يدعو بعض المؤمنين للأكل فى بيته كان بعض الرجال يذهبون لطلب المتاع وهو الطعام والشراب وغيره من زوجاته من خلف الحجاب وهو مانع الرؤية بينهم وفى هذا قال سبحانه :
"يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذى النبى فيستحى منكم والله لا يستحى من الحق وإذا سألتموهن متاعا فسئلوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن"
الدليل ألأول هو انتظار إناه والمراد انتظار نضح الطعام خلال جلوس الرسول(ص) معهم فلو كان الرسول(ص) هو من يطبخ ما جلس معهم
الدليل الثانى سؤال المدعوين نساء البيت المتاع وهو المزيد من الأكل من خلف الستارة التى تحجب النساء عن مكان الرجال فيقمن بلبس اللباس الشرعى ومناولة الرجال الطعام
2- أن امرأة أبراهيم(ص) كانت قائمة والضيوف يأكلون لخدمتهم وفى هذا قال سبحانه :
"ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ فلما رأ أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحق ومن وراء اسحق يعقوب قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخا إن هذا لشىء عجيب"
سؤال هل ترك إبراهيم (ص) الضيوف عدة ساعات وقام بطهى العجل أم انه ذبحه وسلخه وتركه لزوجته كى تقوم بالطهى وعمل الطعام ؟
بالطبع من المؤكد أنه ترك الضيوف لحظات للذبح والسلخ ثم ترك الباقى لزوجته ولما صنعت الطعام نادت عليه فحمل الطعام إليهم وقامت هى بالوقوف لتلبية طلباتهم من الماء وغيره
3- القرار فى البيوت يعنى أن المرأة لابد ان تشغل نفسها بأمور وهى الأمور المعروفة من الطبخ والغسل والتنظيف وهو يدخل ضمن قوله سبحانه :
"فإن أطعنكم"
فمن ضمن طاعة الزوج فى الخير ومن ضمنه الطهى والنظافة والغسل
وأما الروايات الدالة على أن من واجبات المرأة الطهى والخبيز والتنظيف وغيره من أعمال البيت فعديدة نذكر منها :
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ سَعِيدٍ يَعْنِي الْجُرَيرِيَّ عَنْ أَبِي الْوَرْدِ عَنِ ابْنِ أَعْبُدَ قَالَ قَالَ لِي عَلِيٌّ رضي الله عنه أَلَا أُحَدِّثُكَ عَنِّي وَعَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَكَانَتْ مِنْ أَحَبِّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ قُلْتُ بَلَى قَالَ إِنَّهَا جَرَّتْ بِالرَّحَى حَتَّى أَثَّرَ فِي يَدِهَا وَاسْتَقَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَ فِي نَحْرِهَا وَكَنَسَتِ الْبَيْتَ حَتَّى اغْبَرَّتْ ثِيَابُهَا فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَدَمٌ فَقُلْتُ لَوْ أَتَيْتِ أَبَاكِ فَسَأَلْتِيهِ خَادِمًا فَأَتَتْهُ فَوَجَدَتْ عِنْدَهُ حُدَّاثًا فَرَجَعَتْ فَأَتَاهَا مِنَ الْغَدِ فَقَالَ مَا كَانَ حَاجَتُكِ فَسَكَتَتْ فَقُلْتُ أَنَا أُحَدِّثُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَرَّتْ بِالرَّحَى حَتَّى أَثَّرَتْ فِي يَدِهَا وَحَمَلَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَتْ فِي نَحْرِهَا فَلَمَّا أَنْ جَاءَكَ الْخَدَمُ أَمَرْتُهَا أَنْ تَأْتِيَكَ فَتَسْتَخْدِمَكَ خَادِمًا يَقِيهَا حَرَّ مَا هِيَ فِيهِ قَالَ اتَّقِي اللَّهَ يَا فَاطِمَةُ وَأَدِّي فَرِيضَةَ رَبِّكِ وَاعْمَلِي عَمَلَ أَهْلِكِ فَإِذَا أَخَذْتِ مَضْجَعَكِ (رواه أبو داود)"
الدليل هو عمل فاطمة جر الرحى واستقاء الماء وكنس البيت فى قول الرواية :
"إِنَّهَا جَرَّتْ بِالرَّحَى حَتَّى أَثَّرَ فِي يَدِهَا وَاسْتَقَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَ فِي نَحْرِهَا وَكَنَسَتِ الْبَيْتَ حَتَّى اغْبَرَّتْ ثِيَابُهَا"
واعتبرت الرواية هذا واجب فرضه الله عليهم :
"فقالت اتَّقِي اللَّهَ يَا فَاطِمَةُ وَأَدِّي فَرِيضَةَ رَبِّكِ وَاعْمَلِي عَمَلَ أَهْلِكِ"
وتكررت الرواية بألفاظ مختلفة وزاد هنا الايقاد على القدور لنضج الطعام حيث قال::
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ الْيَشْكُرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي الْوَرْدِ بْنِ ثُمَامَةَ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ لِابْنِ أَعْبُدَ أَلَا أُحَدِّثُكَ عَنِّي وَعَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَكَانَتْ أَحَبَّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ وَكَانَتْ عِنْدِي فَجَرَّتْ بِالرَّحَى حَتَّى أَثَّرَتْ بِيَدِهَا وَاسْتَقَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَتْ فِي نَحْرِهَا وَقَمَّتِ الْبَيْتَ حَتَّى اغْبَرَّتْ ثِيَابُهَا وَأَوْقَدَتِ الْقِدْرَ حَتَّى دَكِنَتْ ثِيَابُهَا وَأَصَابَهَا مِنْ ذَلِكَ ضُرٌّ "
وزاد العجين فى الرواية التالية:
787- حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ ، حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تُحَدِّثُ أَنَّ فَاطِمَةَ جَاءَتْ تَشْتَكِي الْخِدْمَةَ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ مَجَلَتْ يَدَايَ مِنَ الرَّحَى الْخُبْزُ مَرَّةً ، وَالْعَجِينُ مَرَّةً ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنْ يَرْزُقُكِ اللَّهُ شَيْئًا يَأْتِيكِ "
وفى حديث مختلف بينت أسماء بنت عميس زوجة جعفر بن أبى طالب واجباتها وهى عجن العجين وتحميم وهو غسل الأولاد ودهنهم وتنظيفهم وهو :
380 - حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أحمد بن محمد بن أيوب صاحب المغازي ثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق قال : حدثني عبد الله بن أبي بكر عن أم عيسى عن أم جعفر بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب عن جدتها أسماء بنت عميس
: لما أصيب جعفر وأصحابه دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد عجنت عجينهم وغسلت بني ودهنتهم ونظفتهم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ائتيني ببني جعفر قالت : فأتيته بهم فشمهم وذرفت عيناه فقلت يا رسول الله : بأبي وأمي ما يبكيك ؟ أبلغك شيء عن جعفر وأصحابه قال : نعم أصيبوا هذا اليوم قالت : فقمت أصيح واجتمع إلي النساء وخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أهله وقال : لا تغفلوا آل جعفر من أن تصنعوا لهم طعام فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم المعجم الكبير للطبرانى "
وفى حديث أخر بينت أسماء بنت أبى بكر واجباتها كزوجة للزبير حيث كانت تعلف فرسه وتدق النوى لاطعام البعير وتحضر الماء للبيت وتنخل الدقيق وتعجن وتخبز وهو قول الرواية :
4715- (خ م) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - : قالت: « تزوَّجني الزُّبَيْرُ ، وماله في الأرض من مال ولا مملوك ، ولا شيء غيرَ فَرَسه، - وفي رواية : غير ناضح ، وغير فرسه - قالت: فكنتُ أعلفُ فَرَسَهُ وأكفِيه مُؤونَتَه وأسُوسُه ، وأدُقُّ النَّوى لناضحه ، فأعلفه ، وأَسْتقي الماءَ ، وأخْرِزُ غَرْبَه، وأَعجِنُ ، ولم أكن أُحْسِنُ أخبزُ ، فكان تخبِزُ لي جارات من الأَنصار، وكنَّ نسوةَ صِدْق" جامع الأصول
وفى أحاديث أخرى ذكرت أن زوجة للنبى(ص) طبخت فأرسلت له الطعام هو وأصحابه فى بيت إحدى زوجاته الأخريات وهى :
6197- (خ د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : « كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عند بعض نسائه ، فأرسلَتْ إِليه إِحدى أُمهات المؤمنين بِصَحْفَة فيها طعام ، فَضَرَبتِ التي هو في بيتها يَدَ الخادِمِ ، فَسَقَطَتِ الصَّحفَةُ ». أخرجه البخاري.
وفي رواية الترمذي قال : « أَهْدَتْ بَعضُ أزواج النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- إِلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- طعاما في قَصْعَة ، فَضَرَبَتْ عائشةُ القَصعةَ بيدها، فأَلْقَتْ ما فيها ، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- : طعام بطعام ، وإِناء بإناء ». وأخرجه النسائي مثل البخاري.
وله في أخرى : « أَنَّ أُمَّ سلمةَ أَتَتْ بطعام في صَحْفَة لَها إِلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، »
[962/ 2481]- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ مَعَ خَادِمٍ بِقَصْعَةٍ فِيهَا طَعَامٌ * (رواه البخاري)
- حَدَّثَنَا عَلِيٌّ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ فَضَرَبَتِ الَّتِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِهَا يَدَ الْخَادِمِ فَسَقَطَتِ الصَّحْفَةُ "
وفى أحاديث أخرى قامت أم الهيثم بفرش الفرش لأصحاب أبو الهيثم الرسول(ص) وبعض أصحابه فى غير وجوده فلما أتى قدمت لهم طعاما وشرابا وأما أم الهيثم فقامت بالعجن والخبز وطهت الطعام ثم قدمته لهم والرواية تقول:
568- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الرِّيَاشِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِيسَى الْخَزَّازُ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، يَقُولُ : خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الظُّهْرِ فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ لَهُ : مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ قَالَ : أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ الْخَطَّابِ مَا أَخْرَجَكَ ؟ قَالَ : أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا ، فَقَعَدَ عُمَرُ فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُهُمَا ، ثُمَّ قَالَ : فِيكُمَا مِنْ قُوَّةٍ تَنْطَلِقَانِ إِلَى هَذَا النَّخْلِ فَتُصِيبَانِ طَعَامًا وَشَرَابًا وَطِلاَءً ، قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : مُرُّوا بِنَا إِلَى مَنْزِلِ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ الأَنْصَارِيِّ ، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بَيْنَ أَيْدِينَا فَسَلَّمَ وَاسْتَأْذَنَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، وَأُمُّ الْهَيْثَمِ مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ تَسْمَعُ سَلاَمَهُ تُرِيدُ أَنْ يَزِيدَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنَ السَّلاَمِ ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ خَرَجَتْ أُمُّ الْهَيْثَمِ تَسْعَى خَلْفَهُمْ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ وَاللَّهِ سَمِعْتُ تَسْلِيمَكَ ،وَلَكِنِّي أَرَدْتُ أَنْ تَزِيدَنَا مِنْ سَلاَمِكَ ، قَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرًا ، ثُمَّ قَالَ : أَيْنَ أَبُو الْهَيْثَمِ ؟ فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ هُوَ قَرِيبٌ ، ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ الْمَاءِ ، ادْخُلُوا ، فَإِنَّهُ يَأْتِي السَّاعَةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَبَسَطَتْ لَهُمْ بِسَاطًا تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، وَجَاءَ أَبُو الْهَيْثَمِ فَفَرِحَ بِهِمْ وَقَرَّتْ عَيْنَاهُ بِهِمْ ، وَصَعِدَ عَلَى نَخْلَةٍ فَصَرَمَ لَهُمْ أَعْذَاقًا ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : احْتَسِبْ يَا أَبَا الْهَيْثَمِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ تَأْكُلُونَ مِنْ بُسْرِهِ وَمِنْ رُطَبِهِ وَمِنْ تَذْنُوبِهِ ، ثُمَّ أَتَاهُمْ بِمَاءٍ فَشَرِبُوا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ ، فَقَامَ أَبُو الْهَيْثَمِ لَيَذْبَحَ لَهُمْ شَاةً ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِيَّاكَ وَاللَّبُونَ ، وَقَامَتْ أُمُّ الْهَيْثَمِ تَعْجِنُ وَتَخْبِزُ لَهُمْ ، وَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا رُؤُوسَهُمْ لِلْقَائِلَةِ فَأُيْقُظُوا وَقَدْ أُدْرِكَ طَعَامُهُمْ ، فَوُضِعَ الطَّعَامُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ، فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا وَرَدَّ عَلَيْهِمْ أَبُو الْهَيْثَمِ بَقِيَّةَ الأَعْذَاقِ ، فَأَكَلُوا مِنْ رُطَبِهِ وَتَذْنُوبِهِ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعَا لَهُمْ بِخَيْرٍ."
وفى رواية أخرى سميت أم الهيثم امرأة الواقمى وقامت بنفس الأعمال وهى:
567- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ ، قَالَ : فَاتَنِيَ الْعِشَاءُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَجَعَلْتُ أَتَقَلَّبُ لاَ يَأْتِينِي النَّوْمُ ، فَقُلْتُ : لَوْ خَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ مَا قُدِّرَ لِي ، فَفَعَلْتُ ثُمَّ اسْتَنَدْتُ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنْهُ فَدَخَلَ عُمَرُ ، فَلَمَّا رَآنِي أَنْكَرَنِي ، وَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ فَقُلْتُ : أَبُو بَكْرٍ ، قَالَ : مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ قُلْتُ : الْجُوعُ ، قَالَ : وَأَنَا مَا أَخْرَجَنِي إِلاَّ الَّذِي أَخْرَجَكَ ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا رَأَى سَوَادَنَا أَنْكَرَهُ ، فَقَالَ : مَنْ هَذَانِ ؟ فَبَدَرَنِي عُمَرُ فَقَالَ : هَذَا أَبُو بَكْرٍ ، وَهَذَا عُمَرُ ، فَقَالَ : مَا أَخْرَجَكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ الْخَبَرَ ، قَالَ : وَأَنَا مَا أَخْرَجَنِي إِلاَّ الَّذِي أَخْرَجَكُمَا ، انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى مَنْزِلِ الْوَاقِمِيِّ ، فَأَتَيْنَا الْبَابَ فَاسْتَأْذَنَّا فَخَرَجَتِ الْمَرْأَةُ فَقَالَ : أَيْنَ فُلاَنٌ ؟ قَالَتْ : ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنْ حَشِّ بَنِي حَارِثَةَ ، فَفَتَحْتِ الْبَابَ فَدَخَلْنَا ، فَلَمْ نَلْبَثْ أَنْ جَاءَ حَامِلاً قِرْبَةً عَلَى ظَهْرِهِ حَتَّى عَلَّقَهَا فِي كَرْنَفَةٍ مِنْ كَرَانِفِ النَّخْلِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْنَا ، فَقَالَ : مَرْحَبًا وَأَهْلاً ، مَا زَارَ النَّاسَ خَيْرٌ مِنْ زَوْرٍ زَارُونِي اللَّيْلَةَ ، ثُمَّ جَاءَ بِعِذْقِ بُسْرٍ فَجَعَلْنَا نَنْتَقِي فِي الْقَمَرِ وَنَأْكُلُ ، ثُمَّ أَخَذَ الشَّفْرَةَ وَجَالَ فِي الْغَنَمِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ ، أَوْ قَالَ : ذَاتَ الدَّرِّ ، فَذَبَحَ لَنَا شَاةً وَسَلَخَهَا وَقَطَّعَهَا فِي الْقِدْرِ ، وَأَمَرَ الْمَرْأَةَ فَعَجَنَتْ وَخَبَزَتْ ، ثُمَّ جَاءَنَا بِثَرِيدَةٍ وَلَحْمٍ فَأَكَلْنَا ، ثُمَّ المعجم الكبير للطبرانى
وهناك أحاديث أخرى تدل على أن الطهى والطبخ عمل النساء كما عملت العجوز لهم الطعام فى الرواية التالية:
( خ م ) سهل بن سعد - رضي اللَّه عنه - قال : «كنا نفرَحُ بيوم الجمعة، قلت : وَلِمَ ؟ قال : كانت لنا عجوزُ تُرسْلُ إلى بُضاعةَ - قال ابن سلمة:نَخْل بالمدينة- فتأخذ من أصول السِّلْقِ فَتطْرَحه في القِدْرِ و تُكَرْكِرُ عليه حَبَّات من شعير - زاد في رواية: واللَّه ما فيه شَحْمُ ولا وَدَكُ - وفي أخرى: لا أعلم إلا أنه قال : ليس فيه شَحمُ ولا ودَكَ - فإذا صلَّينا الجمعة انْصرفَنْا ، فَنُسلِّمُ عليها ، فَتُقَدِّمه إلينا، فنفرح بيوم الجمعة من أجله ».
وقدمت الزوجة لزوجها الطعام عند قدومه من السفر فى الرواية التالية:
3775 - حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عن ابن خباب أن أبا سعيد بن مالك الخدري رضي الله عنه قدم من سفر فقدم إليه أهله لحما من لحوم الأضاحي "
وفى رواية كانت أم بشر تطبخ والرسول(ص) يحدثها فى الرواية التالية:
270- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُعَلَّى الدِّمَشْقِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنِ أُمِّ مُبَشِّرٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا : يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ ، مَنْ كَانَ لَهَا ثَلاَثةُ أَفْرَاطٍ مِنْ وَلَدِهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ وَكَانَتْ أُمُّ مُبَشِّرٍ تَطْبُخُ طَبِيخًا فَقَالَتْ : أَوْ فَرطَانِ ؟ فَقَالَ : أَوْ فَرَطَانِ.
وفى رواية أخرى طالب النبى(ص) عائشة باحضار الطعام والشراب له ولأصحابه وهى:
5040- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ يَعِيشَ بْنِ طَخْفَةَ بْنِ قَيْسٍ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: كَانَ أَبِي مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى بَيْتِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَانْطَلَقْنَا، فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ أَطْعِمِينَا فَجَاءَتْ بِجَشِيشَةٍ ، فَأَكَلْنَا، ثُمَّ قَالَ: يَا عَائِشَةُ أَطْعِمِينَا فَجَاءَتْ بِحَيْسَةٍ مِثْلِ الْقَطَاةِ فَأَكَلْنَا، ثُمَّ قَالَ: يَا عَائِشَةُ اسْقِينَا فَجَاءَتْ بِعُسٍّ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبْنَا، ثُمَّ قَالَ: يَا عَائِشَةُ اسْقِينَا فَجَاءَتْ بِقَدَحٍ صَغِيرٍ فَشَرِبْنَا أخرجه مسلم"
بالطبع كل هذه أدلة على وجوب قيام النساء بعمل البيت وكل من قال أو قالت بغير هذا فقد خالفوا كلام الله وكلام الروايات التى يعتمدن عليها فى نفى هذا الواجب
وأما حكاية الرضاعة فهى :
المطلقة فقط هى التى من حقها رفض ارضاع طفلها إذا لم تتفق مع طليقها اتفاقا يرضيها على الإرضاع كما قال سبحانه:
" وَالَّلائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَالَّلائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى "
فالعدة للمطلقة وليس للمتزوجة وأما المتزوجة فإرضاع أولادها فرض عليها لقوله تعالى :
" والوالدات يرضعن أولادهن "