لعنة المخلوقات غير الناس
من المعروف أن اللعنة وهى عقاب الله والمقصود عذابه تكون على الناس إنس وجن لأنهم من يكفرون كما قال سبحانه :
"فلعنة الله على الكافرين"
وقال أيضا:
"إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"
وأول الملاعين هو إبليس لقول الله سبحانه له :
" وأن عليك لعنتى إلى يوم الدين"
واللعنات تنقسم لدنيوية وأخروية فلعنة إبليس تلك كانت دنيوية وهى دخول النار وهو العذاب ومن أمثلة اللعنات الدنيوية لعنة الله أصحاب السبت وهم من اصطادوا الحيتان فى يوم السبت المحرم فيه العمل على اليهود واللعنة وهى العذاب كانت ممثلة فى تحويل أجسامهم إلى أجسام قردة كما حول بعض أخر منهم بسبب تكرار ذنب أخر إلى أجسام خنازير حيث قال سبحانه :
"قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير"
ونجد أن العهد القديم ينسب لله أنه لعن الحية وحدها من بين الحيوانات حيث قالوا فى سفر التكوين:
"14 فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ بَيْنَ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ"
كما نسبوا لله أنه لعن الأرض حيث قالوا فى نفس السفر:
"17 وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ أَذْعَنْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ، وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَهَيْتُكَ عَنْهَا، فَالأَرْضُ مَلْعُونَةٌ بِسَبَبِكَ"
كما نسبوا لله أنه لعن السلال وأوانى العجن وثمار النباتات والبقر والنعاج حيث قالوا:
"15 وَلَكِنْ إِنْ عَصَيْتُمْ صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَلَمْ تَحْرِصُوا عَلَى الْعَمَلِ بِجَمِيعِ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضِهِ الَّتِي أَنَا آمُرُكُمُ الْيَوْمَ بِهَا، فَإِنَّ جَمِيعَ هَذِهِ اللَّعْنَاتِ تَحِلُّ بِكُمْ وَتُلاَزِمُكُمْ 16 تَكُونُونَ مَلْعُونِينَ فِي الْمَدِينَةِ وَمَلْعُونِينَ فِي الْحُقُولِ. 17 وَتَكُونُ سِلاَلُكُمْ وَمَعَاجِنُكُمْ مَلْعُونَةً 18 وَتَحِلُّ اللَّعْنَةُ بِأَبْنَائِكُمْ وَغَلاَّتِ أَرْضِكُمْ وَنِتَاجِ بَقَرِكُمْ وَنِعَاجِكُمْ"
بالطبع الله لا يلعن المخلوقات سوى الإنسان فهو لا يعذب أى لا يعاقب أحد سوى الناس ولا يرحم أحد سواهم كما قال سبحانه :
"قال عذابى أصيب به من أشاء ورحمتى وسعت كل شىء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون"
ومن ثم لا يمكن لله أن يلعن أحد أى يعذب والمقصود أن يعاقب أحد سوى الناس الكفار جن وإنس
واللعنات السابقة المنسوبة لله زورا تعارض كتاب الله في أن الله يلعن في الأولى غير من ارتكب الذنب فقد لعن الأرض التي لم ترتكب الذنب وترك مرتكب الذنب في النص وهو آدم(ص) وزوجته وفى الثالثة لهن اسلال والأوانى والثمار والبقر والغنم مع أن الناس هم من ارتكبوا الذنوب ومن المعلوم أن لا يعاقب سوى مرتكبة الذنوب كما قال سبحانه " ألا تزر وازرة وزر أخرى"
وهو ظلم يتعارض مع تحريم الله الظلم على نفسه بقوله سبحانه :
" وما ربك بظلام للعبيد"
ونجد أن الناس ينسبون إلى الرسل (ص) أعمال لا يفعلها أو يقولها إلا من فقدوا عقولهم فينسبون مثلا للمسيح(ص) أنه لعن التينة لأنه لم يجد فيها ثمار يأكلها وهى حكاية موجودة فى سفر متى حيث يقول :
"20 وَبَيْنَمَا كَانُوا عَابِرِينَ فِي صَبَاحِ الْغَدِ بَاكِراً، رَأَوْا شَجَرَةَ التِّينِ وَقَدْ يَبِسَتْ مِنْ أَصْلِهَا. 21 فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «يَامُعَلِّمُ، انْظُرْ! إِنَّ التِّينَةَ الَّتِي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!» 22 فَرَدَّ يَسُوعُ قَائِلاً لَهُمْ: «لِيَكُنْ لَكُمْ إِيْمَانٌ بِاللهِ! 23 فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَيَّ مَنْ قَالَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْقَلِعْ وَانْطَرِحْ فِي الْبَحْرِ! وَلاَ يَشُكُّ فِي قَلْبِهِ، بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ مَا يَقُولُهُ سَيَحْدُثُ، فَمَا يَقُولُهُ يَتِمُّ لَهُ. 24 لِهَذَا السَّبَبِ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَا تَطْلُبُونَهُ وَتُصَلُّونَ لأَجْلِهِ، فَآمِنُوا أَنَّكُمْ قَدْ نِلْتُمُوهُ، فَيَتِمَّ لَكُمْ. 25 وَمَتَى وَقَفْتُمْ تُصَلُّونَ، وَكَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شَيْءٌ، فَاغْفِرُوا لَهُ، لِكَيْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ زَلاَتِكُمْ أَيْضاً. 26 وَلكِنْ، إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ زَلاَتِكُمْ»."
هنا يظهرون المسيح(ص) وكأنه فقد عقله لأنه يعرف أن التينة لا تثمر بإرادتها وإنما بإرادة الله فكيف تلعن على شىء ليس فى امكانها عمله ؟
وينسبون لخاتم النبيين(ص) أنه لعن الدنيا حيث نسبوا له الحكاية التالية:
2322 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُؤَدِّبُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ قُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ضَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا ذِكْرُ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ وَعَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّم»رواه مسلم
وهذا معناه أن خاتم النبيين(ص) صوروه قد فقد عقله حيث يلعن كل الأرض بما عليها دون تفرقة عدا بعض الناس ومن المعروف أن بقية الأنواع غير الناس أسلمت أى أنها تطيع الله كما قال سبحانه :
"وله أسلم من فى السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون"
كما أن لعنة الأرض تخالف أن الله باركها حيث قال :
" قل أإنكم لتكفرون بالذى خلق الأرض فى يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسى من فوقها وبارك فيها"
كما نسبوا للصحابيات أن إحداهن لعنت ناقة كما فى الرواية التالية:
80 - (2595) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَامْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى نَاقَةٍ، فَضَجِرَتْ فَلَعَنَتْهَا، فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «خُذُوا مَا عَلَيْهَا وَدَعُوهَا، فَإِنَّهَا مَلْعُونَةٌ» قَالَ عِمْرَانُ: فَكَأَنِّي أَرَاهَا الْآنَ تَمْشِي فِي النَّاسِ، مَا يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ"
وبالطبع الناقة لها حد من التعب يجعلها تضجر ولا تسير أو لها حاجة كالأكل والشرب يجعلها تمتنع عن السير أو أنها ضربت وهى غير قادرة فامتنعت... ومن ثم لا يجوز طلب اللعنة وهى العقاب لمخلوق لا يعاقبه الله
ولعنت أرض بابل فى الرواية التالية:
490 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، وَيَحْيَى بْنُ أَزْهَرَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ الْمُرَادِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْغِفَارِيِّ، أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مَرَّ بِبَابِلَ وَهُوَ يَسِيرُ فَجَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ يُؤَذِّنُ بِصَلَاةِ الْعَصْرِ، فَلَمَّا بَرَزَ مِنْهَا أَمَرَ الْمُؤَذِّنَ، فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: «إِنَّ حَبِيبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانِي أَنْ أُصَلِّيَ فِي الْمَقْبَرَةِ، وَنَهَانِي أَنْ أُصَلِّيَ فِي أَرْضِ بَابِلَ فَإِنَّهَا مَلْعُونَةٌ»
بالطبع الأرض كما سبق القول مباركة وأما الملعون فيها فهم الناس الكفار فيها وليس الأرض نفسها لأن الله لا يعاقب الأرض على ذنب عمله الكفار
ونجد أن الله ذكر الشجرة الملعونة فى القرآن وكلمة الملعونة لا تعنى أن الشجر عليها عقاب ولكن الشجرة وهى شجرة الزقوم تعاقب الكفار ولذا قال سبحانه :
" إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلى فى البطون كغلى الحميم"
وقال أيضا:
أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين إنها شجرة تخرج فى أصل الجحيم"
ومن ثم معنى الشجرة الملعونة هو :
الشجرة المعذبة للكفار
من المعروف أن اللعنة وهى عقاب الله والمقصود عذابه تكون على الناس إنس وجن لأنهم من يكفرون كما قال سبحانه :
"فلعنة الله على الكافرين"
وقال أيضا:
"إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"
وأول الملاعين هو إبليس لقول الله سبحانه له :
" وأن عليك لعنتى إلى يوم الدين"
واللعنات تنقسم لدنيوية وأخروية فلعنة إبليس تلك كانت دنيوية وهى دخول النار وهو العذاب ومن أمثلة اللعنات الدنيوية لعنة الله أصحاب السبت وهم من اصطادوا الحيتان فى يوم السبت المحرم فيه العمل على اليهود واللعنة وهى العذاب كانت ممثلة فى تحويل أجسامهم إلى أجسام قردة كما حول بعض أخر منهم بسبب تكرار ذنب أخر إلى أجسام خنازير حيث قال سبحانه :
"قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير"
ونجد أن العهد القديم ينسب لله أنه لعن الحية وحدها من بين الحيوانات حيث قالوا فى سفر التكوين:
"14 فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ بَيْنَ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ"
كما نسبوا لله أنه لعن الأرض حيث قالوا فى نفس السفر:
"17 وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ أَذْعَنْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ، وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَهَيْتُكَ عَنْهَا، فَالأَرْضُ مَلْعُونَةٌ بِسَبَبِكَ"
كما نسبوا لله أنه لعن السلال وأوانى العجن وثمار النباتات والبقر والنعاج حيث قالوا:
"15 وَلَكِنْ إِنْ عَصَيْتُمْ صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَلَمْ تَحْرِصُوا عَلَى الْعَمَلِ بِجَمِيعِ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضِهِ الَّتِي أَنَا آمُرُكُمُ الْيَوْمَ بِهَا، فَإِنَّ جَمِيعَ هَذِهِ اللَّعْنَاتِ تَحِلُّ بِكُمْ وَتُلاَزِمُكُمْ 16 تَكُونُونَ مَلْعُونِينَ فِي الْمَدِينَةِ وَمَلْعُونِينَ فِي الْحُقُولِ. 17 وَتَكُونُ سِلاَلُكُمْ وَمَعَاجِنُكُمْ مَلْعُونَةً 18 وَتَحِلُّ اللَّعْنَةُ بِأَبْنَائِكُمْ وَغَلاَّتِ أَرْضِكُمْ وَنِتَاجِ بَقَرِكُمْ وَنِعَاجِكُمْ"
بالطبع الله لا يلعن المخلوقات سوى الإنسان فهو لا يعذب أى لا يعاقب أحد سوى الناس ولا يرحم أحد سواهم كما قال سبحانه :
"قال عذابى أصيب به من أشاء ورحمتى وسعت كل شىء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون"
ومن ثم لا يمكن لله أن يلعن أحد أى يعذب والمقصود أن يعاقب أحد سوى الناس الكفار جن وإنس
واللعنات السابقة المنسوبة لله زورا تعارض كتاب الله في أن الله يلعن في الأولى غير من ارتكب الذنب فقد لعن الأرض التي لم ترتكب الذنب وترك مرتكب الذنب في النص وهو آدم(ص) وزوجته وفى الثالثة لهن اسلال والأوانى والثمار والبقر والغنم مع أن الناس هم من ارتكبوا الذنوب ومن المعلوم أن لا يعاقب سوى مرتكبة الذنوب كما قال سبحانه " ألا تزر وازرة وزر أخرى"
وهو ظلم يتعارض مع تحريم الله الظلم على نفسه بقوله سبحانه :
" وما ربك بظلام للعبيد"
ونجد أن الناس ينسبون إلى الرسل (ص) أعمال لا يفعلها أو يقولها إلا من فقدوا عقولهم فينسبون مثلا للمسيح(ص) أنه لعن التينة لأنه لم يجد فيها ثمار يأكلها وهى حكاية موجودة فى سفر متى حيث يقول :
"20 وَبَيْنَمَا كَانُوا عَابِرِينَ فِي صَبَاحِ الْغَدِ بَاكِراً، رَأَوْا شَجَرَةَ التِّينِ وَقَدْ يَبِسَتْ مِنْ أَصْلِهَا. 21 فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «يَامُعَلِّمُ، انْظُرْ! إِنَّ التِّينَةَ الَّتِي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!» 22 فَرَدَّ يَسُوعُ قَائِلاً لَهُمْ: «لِيَكُنْ لَكُمْ إِيْمَانٌ بِاللهِ! 23 فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَيَّ مَنْ قَالَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْقَلِعْ وَانْطَرِحْ فِي الْبَحْرِ! وَلاَ يَشُكُّ فِي قَلْبِهِ، بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ مَا يَقُولُهُ سَيَحْدُثُ، فَمَا يَقُولُهُ يَتِمُّ لَهُ. 24 لِهَذَا السَّبَبِ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَا تَطْلُبُونَهُ وَتُصَلُّونَ لأَجْلِهِ، فَآمِنُوا أَنَّكُمْ قَدْ نِلْتُمُوهُ، فَيَتِمَّ لَكُمْ. 25 وَمَتَى وَقَفْتُمْ تُصَلُّونَ، وَكَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شَيْءٌ، فَاغْفِرُوا لَهُ، لِكَيْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ زَلاَتِكُمْ أَيْضاً. 26 وَلكِنْ، إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ زَلاَتِكُمْ»."
هنا يظهرون المسيح(ص) وكأنه فقد عقله لأنه يعرف أن التينة لا تثمر بإرادتها وإنما بإرادة الله فكيف تلعن على شىء ليس فى امكانها عمله ؟
وينسبون لخاتم النبيين(ص) أنه لعن الدنيا حيث نسبوا له الحكاية التالية:
2322 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُؤَدِّبُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ قُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ضَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا ذِكْرُ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ وَعَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّم»رواه مسلم
وهذا معناه أن خاتم النبيين(ص) صوروه قد فقد عقله حيث يلعن كل الأرض بما عليها دون تفرقة عدا بعض الناس ومن المعروف أن بقية الأنواع غير الناس أسلمت أى أنها تطيع الله كما قال سبحانه :
"وله أسلم من فى السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون"
كما أن لعنة الأرض تخالف أن الله باركها حيث قال :
" قل أإنكم لتكفرون بالذى خلق الأرض فى يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسى من فوقها وبارك فيها"
كما نسبوا للصحابيات أن إحداهن لعنت ناقة كما فى الرواية التالية:
80 - (2595) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَامْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى نَاقَةٍ، فَضَجِرَتْ فَلَعَنَتْهَا، فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «خُذُوا مَا عَلَيْهَا وَدَعُوهَا، فَإِنَّهَا مَلْعُونَةٌ» قَالَ عِمْرَانُ: فَكَأَنِّي أَرَاهَا الْآنَ تَمْشِي فِي النَّاسِ، مَا يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ"
وبالطبع الناقة لها حد من التعب يجعلها تضجر ولا تسير أو لها حاجة كالأكل والشرب يجعلها تمتنع عن السير أو أنها ضربت وهى غير قادرة فامتنعت... ومن ثم لا يجوز طلب اللعنة وهى العقاب لمخلوق لا يعاقبه الله
ولعنت أرض بابل فى الرواية التالية:
490 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، وَيَحْيَى بْنُ أَزْهَرَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ الْمُرَادِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْغِفَارِيِّ، أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مَرَّ بِبَابِلَ وَهُوَ يَسِيرُ فَجَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ يُؤَذِّنُ بِصَلَاةِ الْعَصْرِ، فَلَمَّا بَرَزَ مِنْهَا أَمَرَ الْمُؤَذِّنَ، فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: «إِنَّ حَبِيبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانِي أَنْ أُصَلِّيَ فِي الْمَقْبَرَةِ، وَنَهَانِي أَنْ أُصَلِّيَ فِي أَرْضِ بَابِلَ فَإِنَّهَا مَلْعُونَةٌ»
بالطبع الأرض كما سبق القول مباركة وأما الملعون فيها فهم الناس الكفار فيها وليس الأرض نفسها لأن الله لا يعاقب الأرض على ذنب عمله الكفار
ونجد أن الله ذكر الشجرة الملعونة فى القرآن وكلمة الملعونة لا تعنى أن الشجر عليها عقاب ولكن الشجرة وهى شجرة الزقوم تعاقب الكفار ولذا قال سبحانه :
" إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلى فى البطون كغلى الحميم"
وقال أيضا:
أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين إنها شجرة تخرج فى أصل الجحيم"
ومن ثم معنى الشجرة الملعونة هو :
الشجرة المعذبة للكفار