أعظم الناس
من المسائل التى تشغل الناس :
من الأعظم فى البشر
حتى أن بعض منهم ألف كتبا فى ذلك وكل من ألف كتابا كتبه من وجهة نظره وعلى أساس دينه فعامة الناس عندنا يعتبرون خاتم النبيين(ص) هو خير خلق الله وسيد المرسلين .. إلى اخر تلك القائمة من الجمل والنصارى يعتبرون المسيح (ص) أعظم الخلق والبوذيين يعتبرون بوذا أعظم الناس كما يعتبر اليهود موسى(ص) أو عزرا(ص) أعظم الناس ......
ومن تلك الكتب التى أخذت شهرة كتاب مايكل هارت المسمى :
المائة ترتيب أكثر الشخصيات تأثيرًا في التاريخ
وقد ترجمه العرب باسم أخر وهو :
الخالدون مائة أعظمهم محمد (ص)
وقد تم الاحتفاء بهذا الكتاب احتفاء غير عادى من قبل أوساط المثقفين فى بلادنا باعتبار أن محمد(ص) هو الأعظم
وبالطبع الكتاب لا يخلو فى كلامه خاتم النبيين من الأغاليط
وعلى منواله ألف البعض كتبا مثل :
أعظم مائة انسان في التاريخ
تأليف تحسين فلاح السلطاني
وبالطبع كالعادة تلك الكتب تتعارض مع الإسلام وحتى مع نصوص بعض الأديان الأخرى
مما لا شك فيه :
أن رسل الله (ص)هم أعظم الناس ولذا اصطفاهم الله كما قال سبحانه :
" اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ"
ولكن الله لم يقل عن أحدهم أنه الأعظم أو الأفضل وإنما أخبرنا التالى :
أن المسلمين لا يفرقون بين الرسل (ص) حيث قال على لسانهم :
" لا نفرق بين أحد من رسله "
وبين أن المسلمين لا يفرقون بين الرسل(ص) وبين الله ولا بين الرسل وبعضهم البعض حيث قال :
" وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا"
وهناك نص يبين أن الله فضل بعض الرسل (ص) على بعض وهو حيث قال سبحانه :
"تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ"
وهذا التفضيل ليس معناه أن الله فضل بينهم فى المكانة وإنما فضل بينهم فى المعجزات وهى العطايا الدنيوية حيث ذكر معجزة كلامه
والله فى القرآن لم يقل أن فلان الرسول (ص) أحسن من فلان الرسول (ص) لأنهم كلهم فى مكانة واحدة عنده
وحتى الروايات المذكورة فى الكتب متناقضة فنجد رواية تقول :
أن خير البرية هو إبراهيم (ص) كما فى قول رواية :
قال رجلٌ لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم : يا خيرَ البَرِيَّةِ . فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ذاكَ إبراهيمُ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود | الصفحة أو الرقم : 4672"
وفى رواية أخرى تم اعتبار الأعظم يونس(ص) وهى :
ما يَنْبَغِي لأحَدٍ أنْ يَكونَ خَيْرًا مِن يُونُسَ بنِ مَتَّى.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 4804"
وفى رواية أخرى تم اعتبار محمد(ص) الأفضل وهى :
"- أنا سيدُ ولدِ آدمَ ولا فخر وأنا أولُ من تنشقُّ الأرضُ عنه يومَ القيامةِ ولا فخر وأنا أولُ شافعٍ وأولُ مشفَّعٍ ولا فخر ولواءُ الحمدِ بيدي يومَ القيامةِ ولا فخرَ
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه | الصفحة أو الرقم : 3496"
وكل هذا كلام متعارض يضرب بعضه بعضا ولا يمكن أن يقوله النبى الخاتم (ص)ومن وضعوه على لسانه قصدوا التالى :
إظهاره بمظهر المجنون الذى لا يعرف ما يقول أو اظهاره بمظهر من يستهبل على الناس لكى يحيرهم ويجعلهم يختلفون مع بعضهم البعض
وفى كل الحالين هذه الروايات تشويه لصورة النبى(ص) ومن قبل تشويع لٌسلام وجعل الناس من دين يعارض كلامه بعضه البعض
المقصود إذا هو :
صد الناس عن دين الله
بالطبع لا أحد من الخلق يعلم من الأعظم بين الناس والله هو الوحيد الذى يعلم مكن هو الأفضل أى الأعظم لقوله سبحانه :
" هو أعلم بمن اتقى"
ونجد أن الله عندما جعل المسلمين هم الأمة الأفضل حيث قال سبحانه :
"كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ"
لم يقل أن الأمة هى فلان وعلان وفلانة وعلانة ومن ثم لا تجد أسماء الأمة مذكورة فى القرآن سوى بعض من الرسل(ص)
وإنما ذكر ما تفعله الأمة لكى تكون هى الأمة الأفضل وحتى نهى كل من يقول أنه الأفضل أو الأعظم بمعنى أن المستحق للجنة
ومن اعتبر قول المؤمنين أنهم المستحقون وقول اليهود والنصارى وغيرهم مجرد أمانى والمقصود :
أقوال أى تمنيات نفسية فقط
واعتبر من آمن وعمل صالحا هو المستحق للجنة والكافر الذى يعمل السوء هو المستحق للنار حيث قال :
"لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا"
ونجد أن العهد الجديد يبين نفس المعنى وهو :
أن من يفعل إرادة وهى كلام الله هو المستحق للملكوت وفى هذا يقول سفر متى:
«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." (مت 7: 21).
وعندما فضل الناس على بقية الأنواع فلم يذكر أنه فضلهم بالأسماء ذاكرا إياها وإنما قال كلاما عاما حيث قال :
"وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"
وهذا التفضيل ليس تفضيلا عاما دائما وإنما تفضيل دنيوى ينقلب فى الأخرة إلى أن كثرة الناس يكونون أسوأ من بقية الأنواع
وفى هذا قال سبحانه :
"لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ"
وعليه :
المفضلون هم :
المؤمنون العاملون للصالحات وهو نفسه ما قاله عن المانى ونفسه ما قاله عن :
خير أمة
وعليه :
يجب على البشر أن ينشغلوا بمسألة من الأعظم أو مسألة أنا أحسن أو أنا أفضل من فلان وعلان
السبب :
أن تزكية الواحد لنفسه أمر محرم وقد نهى الله عنها حيث قال :
" فلا تزكوا أنفسكم "
وعليه لا يجب أن نقارن بين نفسنا وغيرنا لأن المقارنة سوف تنتهى باحد ذنبين :
الأول أن نزكى أنفسنا أو نذم غيرنا
ومن ثم كل واحد يجب أن يعتقد ما بينه الله وهو :
أن اخوة على قدم المساواة والوحيد الذى يعرف من الأفضل هو
الله
والعمل الوحيد الذى يميز المسلمين عن بعضهم فيجعل بعضهم أفضل من بعض هو :
الجهاد بالمال والنفس
وفى هذا قال سبحانه :
" فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "
وهذا التفضيل أخروى وهو ينقلب على من قاتل إذا افتخر على الناس أو قال أنه متميز عليهم إلى مصيبة دخوله النار
وهناك تفضيل دنيوى من نوع أخر وهو :
القوامة أى رئاسة الأسرة حيث أعطاهم الله للرجال دون النساء حيث قال :
" وللرجال عليهم درجة "
وقال مفسرا ذلك :
" الرجال قوامون على النساء "
بالطبع هذا التفضيل دنيوى وقد ينقلب فى الأخرة إلى تفضيل المرأة على الرجل والحالة المذكورة فى كتاب الله هى :
أن امرأة فرعون والتى يسمونها دون دليل آسية تدخل الجنة كما قال سبحانه :
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"
بينما فرعون فى النار كما قال سبحانه :
" وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ يقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ"
ومن ثم الأفضلية الدنيوية قد تنقلب فى الأخرة إلى سوء
من المسائل التى تشغل الناس :
من الأعظم فى البشر
حتى أن بعض منهم ألف كتبا فى ذلك وكل من ألف كتابا كتبه من وجهة نظره وعلى أساس دينه فعامة الناس عندنا يعتبرون خاتم النبيين(ص) هو خير خلق الله وسيد المرسلين .. إلى اخر تلك القائمة من الجمل والنصارى يعتبرون المسيح (ص) أعظم الخلق والبوذيين يعتبرون بوذا أعظم الناس كما يعتبر اليهود موسى(ص) أو عزرا(ص) أعظم الناس ......
ومن تلك الكتب التى أخذت شهرة كتاب مايكل هارت المسمى :
المائة ترتيب أكثر الشخصيات تأثيرًا في التاريخ
وقد ترجمه العرب باسم أخر وهو :
الخالدون مائة أعظمهم محمد (ص)
وقد تم الاحتفاء بهذا الكتاب احتفاء غير عادى من قبل أوساط المثقفين فى بلادنا باعتبار أن محمد(ص) هو الأعظم
وبالطبع الكتاب لا يخلو فى كلامه خاتم النبيين من الأغاليط
وعلى منواله ألف البعض كتبا مثل :
أعظم مائة انسان في التاريخ
تأليف تحسين فلاح السلطاني
وبالطبع كالعادة تلك الكتب تتعارض مع الإسلام وحتى مع نصوص بعض الأديان الأخرى
مما لا شك فيه :
أن رسل الله (ص)هم أعظم الناس ولذا اصطفاهم الله كما قال سبحانه :
" اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ"
ولكن الله لم يقل عن أحدهم أنه الأعظم أو الأفضل وإنما أخبرنا التالى :
أن المسلمين لا يفرقون بين الرسل (ص) حيث قال على لسانهم :
" لا نفرق بين أحد من رسله "
وبين أن المسلمين لا يفرقون بين الرسل(ص) وبين الله ولا بين الرسل وبعضهم البعض حيث قال :
" وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا"
وهناك نص يبين أن الله فضل بعض الرسل (ص) على بعض وهو حيث قال سبحانه :
"تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ"
وهذا التفضيل ليس معناه أن الله فضل بينهم فى المكانة وإنما فضل بينهم فى المعجزات وهى العطايا الدنيوية حيث ذكر معجزة كلامه
والله فى القرآن لم يقل أن فلان الرسول (ص) أحسن من فلان الرسول (ص) لأنهم كلهم فى مكانة واحدة عنده
وحتى الروايات المذكورة فى الكتب متناقضة فنجد رواية تقول :
أن خير البرية هو إبراهيم (ص) كما فى قول رواية :
قال رجلٌ لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم : يا خيرَ البَرِيَّةِ . فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ذاكَ إبراهيمُ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود | الصفحة أو الرقم : 4672"
وفى رواية أخرى تم اعتبار الأعظم يونس(ص) وهى :
ما يَنْبَغِي لأحَدٍ أنْ يَكونَ خَيْرًا مِن يُونُسَ بنِ مَتَّى.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 4804"
وفى رواية أخرى تم اعتبار محمد(ص) الأفضل وهى :
"- أنا سيدُ ولدِ آدمَ ولا فخر وأنا أولُ من تنشقُّ الأرضُ عنه يومَ القيامةِ ولا فخر وأنا أولُ شافعٍ وأولُ مشفَّعٍ ولا فخر ولواءُ الحمدِ بيدي يومَ القيامةِ ولا فخرَ
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه | الصفحة أو الرقم : 3496"
وكل هذا كلام متعارض يضرب بعضه بعضا ولا يمكن أن يقوله النبى الخاتم (ص)ومن وضعوه على لسانه قصدوا التالى :
إظهاره بمظهر المجنون الذى لا يعرف ما يقول أو اظهاره بمظهر من يستهبل على الناس لكى يحيرهم ويجعلهم يختلفون مع بعضهم البعض
وفى كل الحالين هذه الروايات تشويه لصورة النبى(ص) ومن قبل تشويع لٌسلام وجعل الناس من دين يعارض كلامه بعضه البعض
المقصود إذا هو :
صد الناس عن دين الله
بالطبع لا أحد من الخلق يعلم من الأعظم بين الناس والله هو الوحيد الذى يعلم مكن هو الأفضل أى الأعظم لقوله سبحانه :
" هو أعلم بمن اتقى"
ونجد أن الله عندما جعل المسلمين هم الأمة الأفضل حيث قال سبحانه :
"كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ"
لم يقل أن الأمة هى فلان وعلان وفلانة وعلانة ومن ثم لا تجد أسماء الأمة مذكورة فى القرآن سوى بعض من الرسل(ص)
وإنما ذكر ما تفعله الأمة لكى تكون هى الأمة الأفضل وحتى نهى كل من يقول أنه الأفضل أو الأعظم بمعنى أن المستحق للجنة
ومن اعتبر قول المؤمنين أنهم المستحقون وقول اليهود والنصارى وغيرهم مجرد أمانى والمقصود :
أقوال أى تمنيات نفسية فقط
واعتبر من آمن وعمل صالحا هو المستحق للجنة والكافر الذى يعمل السوء هو المستحق للنار حيث قال :
"لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا"
ونجد أن العهد الجديد يبين نفس المعنى وهو :
أن من يفعل إرادة وهى كلام الله هو المستحق للملكوت وفى هذا يقول سفر متى:
«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." (مت 7: 21).
وعندما فضل الناس على بقية الأنواع فلم يذكر أنه فضلهم بالأسماء ذاكرا إياها وإنما قال كلاما عاما حيث قال :
"وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"
وهذا التفضيل ليس تفضيلا عاما دائما وإنما تفضيل دنيوى ينقلب فى الأخرة إلى أن كثرة الناس يكونون أسوأ من بقية الأنواع
وفى هذا قال سبحانه :
"لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ"
وعليه :
المفضلون هم :
المؤمنون العاملون للصالحات وهو نفسه ما قاله عن المانى ونفسه ما قاله عن :
خير أمة
وعليه :
يجب على البشر أن ينشغلوا بمسألة من الأعظم أو مسألة أنا أحسن أو أنا أفضل من فلان وعلان
السبب :
أن تزكية الواحد لنفسه أمر محرم وقد نهى الله عنها حيث قال :
" فلا تزكوا أنفسكم "
وعليه لا يجب أن نقارن بين نفسنا وغيرنا لأن المقارنة سوف تنتهى باحد ذنبين :
الأول أن نزكى أنفسنا أو نذم غيرنا
ومن ثم كل واحد يجب أن يعتقد ما بينه الله وهو :
أن اخوة على قدم المساواة والوحيد الذى يعرف من الأفضل هو
الله
والعمل الوحيد الذى يميز المسلمين عن بعضهم فيجعل بعضهم أفضل من بعض هو :
الجهاد بالمال والنفس
وفى هذا قال سبحانه :
" فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "
وهذا التفضيل أخروى وهو ينقلب على من قاتل إذا افتخر على الناس أو قال أنه متميز عليهم إلى مصيبة دخوله النار
وهناك تفضيل دنيوى من نوع أخر وهو :
القوامة أى رئاسة الأسرة حيث أعطاهم الله للرجال دون النساء حيث قال :
" وللرجال عليهم درجة "
وقال مفسرا ذلك :
" الرجال قوامون على النساء "
بالطبع هذا التفضيل دنيوى وقد ينقلب فى الأخرة إلى تفضيل المرأة على الرجل والحالة المذكورة فى كتاب الله هى :
أن امرأة فرعون والتى يسمونها دون دليل آسية تدخل الجنة كما قال سبحانه :
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"
بينما فرعون فى النار كما قال سبحانه :
" وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ يقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ"
ومن ثم الأفضلية الدنيوية قد تنقلب فى الأخرة إلى سوء