الانقاذ من الموت
أحيانا يتعرض الناس لمواقف لا تخطر للكثيرين على بال مثل :
أن يكون فى مكان ما فيه بحر أو ترعة أو بحيرة أو بئر ويجد أحدهم وهو يغرق يستغيث بمن على البر لينقذه من الموت
أن يكون فى الشارع ويجد الدخان الكثيف أو النيران مشتعلة فى أحد البيوت
أن يكون مارا بأحد الشوارع ويجد من يصرخ طالبا النجدة والانقاذ وعندما يحدد البيت مصدر الصوت يجد الباب مغلق
بالطبع فى حالة الاضطرار يباح للمسلم أو حتى للكافر كسر القواعد وهى الأحكام العادية لانقاذ نفس من الموت أو من ضرر بالغ
فالاضطرار فى كتاب الله ذكر لانقاذ الحياة فى حالة جوع الإنسان واشرافه على الموت
وفى هذا قال سبحانه :
"وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ"
وقال أيضا:
"إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
وقال أيضا :
"إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
حتى أنه فى حالة عدم وجود طعام حرام من الأنعام يمكن للإنسان أن يأكل لحم أخيه الميت مكرها مضطرا كما قال سبحانه :
"أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ"
فى حالات الانقاذ مثلا فى البيوت لا مجال لحكم الاستئذان فعلى المسلم أن يكسر الباب أو يقفز على سطح ويدخل لداخل البيت لاخراج من فيه من الناس وبعد هذا يطفىء الحريق إن وجد طريقه لهم
ومن ثم هناك أحكام تلغى فى حالات الانقاذ ومن لا وجود ساعتها لقوله سبحانه :
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا"
ولا لقوله :
" واتوا البيوت من ابوابها "
ومثلا فى حالة الانقاذ من الغرق لا مجال فى حالة كون المنقذ ذكر والتى كادت تغرق أنثى أو العكس لحكم حرمة تلامس الأغراب جسديا ومن ثم يجب على المنقذ أو المنقذة فى حالة اخراج الغريق أو الغريقة أن يقوم بعمل التنفس الصناعى من خلال ما أسموه قبلة الحياة إن لم يكن هناك أحد من الجنس الأخر معه أو لم يكن أحد يجيد التنفس الصناعى
ساعتها يباح ما هو محرم وهو التلامس الجسدى ومنها النفخ للانقاذ وهى ليس قبلة وإنما نفخ هواء ولا أدرى لماذا اختاروا لها هذا الاسم الغريب ؟
إذا فى سبيل انقاذ حياة إنسان تزول أحكام بحكم الانقاذ ومن أنقذ حياة واحدة فكأنما أحيا أى أنقذ البشرية كما قال سبحانه :
"مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا"
وفى كتاب الله نجد عملية انقاذ يوسف (ص) تحولت من خير إلى شر فمن أنقذوه من الجب وهو البئر حيث أخرجوه منه لم يقوموا بضيافته أو البحث عن أهله وإنما باعوه للناس وأخذوا ثمنا زهيدا وفى هذا قال سبحانه :
" وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20)"
وعملية انقاذ موسى (ص)من الموت عن طريق استخراج التابوت من اليم كادت تتحول لعملية ذبح له لولا إرادة الله التى جعلت زوجة فرعون تحنن قلب زوجها بتربيته كابن لهم أو معين لهما فى الكبر وفى هذا قال سبحانه :
" وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ( وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9)"
إذا عمليات الانقاذ بعضها قد يتحول عن الهدف النبيل وهو :
انقاذ حياة إلى هدف أخر وهو :
استغلال المنقذ حياته استغلال سوء كما فى قصة يوسف(ص) أو استغلال حسن كما فى قصة موسى(ص)
بالطبع الانقاذ ليس فى حالات الناس فقط وإنما هو يأخذ نواحى متعددة كانقاذ بعض الحيوانات من الموت كما جاء فى روايات عن سقى كلب أو فك رباط عنق قطة يجرها أطفال معذبين إياها حتى تزهق نفسها
وفى كتب الأديان الأخرى مثل العهد الجديد نجد أحكام مشابهة حيث ضرب لهم مثل وهو :
أن الإنسان إذا كان خروفه يغرق فى يوم السبت عليه أن ينقذه مخالفا حكم عدم العمل فى السبت وكذلك أحل لهم شفاء المريض فى يوم السبت
وكان الهدف من ضرب المثل هو :
بيان أن الناس عليهم أن يخالفوا أحكام الله من خلال أحكام الله نفسها التى تقول بانقاذ النفوس حيث قال :
" سَأَلُوهُ: «أَيَحِلُّ شِفَاءُ الْمَرْضَى فِي يَوْمِ السَّبْتِ؟» 11فَأَجَابَهُمْ: «أَيُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يَكُونُ عِنْدَهُ خَرُوفٌ وَاحِدٌ، فَإِذَا وَقَعَ فِي حُفْرَةٍ يَوْمَ سَبْتٍ، أَفَلاَ يُمْسِكُهُ وَيَنْتَشِلُهُ؟ 12فَكَمْ هُوَ الإِنْسَانُ أَفْضَلُ كَثِيراً مِنَ الْخَرُوفِ! إِذَنْ يَحِلُّ فِعْلُ الْخَيْرِ يَوْمَ السَّبْتِ». 13
وفى حكاية أخرى لما جاع هو وتلاميذه أكلوا من الحقول فى يوم السبت منتهكين حكم حرمة السبت لأنه لا يحل الموت جوعا لا فى سبت ولا فى غيره وهذه هى الرحمة التى أمر الله بها
والحكاية فى العهد الجديد هى :
"فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ مَرَّ يَسُوعُ بَيْنَ الْحُقُولِ فِي يَوْمِ سَبْتٍ. فَجَاعَ تَلاَمِيذُهُ، فَأَخَذُوا يَقْطِفُونَ سَنَابِلَ الْقَمْحِ وَيَأْكُلُونَ. 2وَلَمَّا رَآهُمُ الْفَرِّيسِيُّونَ قَالُوا لَهُ: «هَا إِنَّ تَلاَمِيذَكَ يَفْعَلُونَ مَا لاَ يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي السَّبْتِ!» 3فَأَجَابَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ وَمُرَافِقُوهُ عِنْدَمَا جَاعُوا؟ 4كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللهِ وَأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذِي لَمْ يَكُنْ أَكْلُهُ يَحِلُّ لَهُ وَلاَ لِمُرَافِقِيهِ بَلْ لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ! 5أَوَ لَمْ تَقْرَأُوا فِي الشَّرِيعَةِ أَنَّ الْكَهَنَةَ يَنْتَهِكُونَ السَّبْتَ (بِالْعَمَلِ) فِي الْهَيْكَلِ أَيَّامَ السَّبْتِ وَلاَ يُحْسَبُونَ مُذْنِبِينَ؟ 6وَلكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: هَا هُنَا أَعْظَمُ مِنَ الْهَيْكَلِ! 7وَلَوْ فَهِمْتُمْ مَعْنَى الْقَوْلِ: إِنِّي أَطْلُبُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لَمَا حَكَمْتُمْ عَلَى مَنْ لاَ ذَنْبَ عَلَيْهِمْ! 8فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ! »
إذا :
من هنا أخذت القولة :
الضرورات تبيح المحظورات
ولكنها ليست قاعدة إلا فى حالة الاضطرار فقط وهى انقاذ الناس والحيوانات والأموال
إذا القاعدة فقط فى الخير فقط وليست فى الشر كما يوهمنا البعض ممن يحلون الحرام لبعضهم من الظهور والأموال والأعراض ولذا قال سبحانه :
" وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان "
أحيانا يتعرض الناس لمواقف لا تخطر للكثيرين على بال مثل :
أن يكون فى مكان ما فيه بحر أو ترعة أو بحيرة أو بئر ويجد أحدهم وهو يغرق يستغيث بمن على البر لينقذه من الموت
أن يكون فى الشارع ويجد الدخان الكثيف أو النيران مشتعلة فى أحد البيوت
أن يكون مارا بأحد الشوارع ويجد من يصرخ طالبا النجدة والانقاذ وعندما يحدد البيت مصدر الصوت يجد الباب مغلق
بالطبع فى حالة الاضطرار يباح للمسلم أو حتى للكافر كسر القواعد وهى الأحكام العادية لانقاذ نفس من الموت أو من ضرر بالغ
فالاضطرار فى كتاب الله ذكر لانقاذ الحياة فى حالة جوع الإنسان واشرافه على الموت
وفى هذا قال سبحانه :
"وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ"
وقال أيضا:
"إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
وقال أيضا :
"إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
حتى أنه فى حالة عدم وجود طعام حرام من الأنعام يمكن للإنسان أن يأكل لحم أخيه الميت مكرها مضطرا كما قال سبحانه :
"أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ"
فى حالات الانقاذ مثلا فى البيوت لا مجال لحكم الاستئذان فعلى المسلم أن يكسر الباب أو يقفز على سطح ويدخل لداخل البيت لاخراج من فيه من الناس وبعد هذا يطفىء الحريق إن وجد طريقه لهم
ومن ثم هناك أحكام تلغى فى حالات الانقاذ ومن لا وجود ساعتها لقوله سبحانه :
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا"
ولا لقوله :
" واتوا البيوت من ابوابها "
ومثلا فى حالة الانقاذ من الغرق لا مجال فى حالة كون المنقذ ذكر والتى كادت تغرق أنثى أو العكس لحكم حرمة تلامس الأغراب جسديا ومن ثم يجب على المنقذ أو المنقذة فى حالة اخراج الغريق أو الغريقة أن يقوم بعمل التنفس الصناعى من خلال ما أسموه قبلة الحياة إن لم يكن هناك أحد من الجنس الأخر معه أو لم يكن أحد يجيد التنفس الصناعى
ساعتها يباح ما هو محرم وهو التلامس الجسدى ومنها النفخ للانقاذ وهى ليس قبلة وإنما نفخ هواء ولا أدرى لماذا اختاروا لها هذا الاسم الغريب ؟
إذا فى سبيل انقاذ حياة إنسان تزول أحكام بحكم الانقاذ ومن أنقذ حياة واحدة فكأنما أحيا أى أنقذ البشرية كما قال سبحانه :
"مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا"
وفى كتاب الله نجد عملية انقاذ يوسف (ص) تحولت من خير إلى شر فمن أنقذوه من الجب وهو البئر حيث أخرجوه منه لم يقوموا بضيافته أو البحث عن أهله وإنما باعوه للناس وأخذوا ثمنا زهيدا وفى هذا قال سبحانه :
" وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20)"
وعملية انقاذ موسى (ص)من الموت عن طريق استخراج التابوت من اليم كادت تتحول لعملية ذبح له لولا إرادة الله التى جعلت زوجة فرعون تحنن قلب زوجها بتربيته كابن لهم أو معين لهما فى الكبر وفى هذا قال سبحانه :
" وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ( وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9)"
إذا عمليات الانقاذ بعضها قد يتحول عن الهدف النبيل وهو :
انقاذ حياة إلى هدف أخر وهو :
استغلال المنقذ حياته استغلال سوء كما فى قصة يوسف(ص) أو استغلال حسن كما فى قصة موسى(ص)
بالطبع الانقاذ ليس فى حالات الناس فقط وإنما هو يأخذ نواحى متعددة كانقاذ بعض الحيوانات من الموت كما جاء فى روايات عن سقى كلب أو فك رباط عنق قطة يجرها أطفال معذبين إياها حتى تزهق نفسها
وفى كتب الأديان الأخرى مثل العهد الجديد نجد أحكام مشابهة حيث ضرب لهم مثل وهو :
أن الإنسان إذا كان خروفه يغرق فى يوم السبت عليه أن ينقذه مخالفا حكم عدم العمل فى السبت وكذلك أحل لهم شفاء المريض فى يوم السبت
وكان الهدف من ضرب المثل هو :
بيان أن الناس عليهم أن يخالفوا أحكام الله من خلال أحكام الله نفسها التى تقول بانقاذ النفوس حيث قال :
" سَأَلُوهُ: «أَيَحِلُّ شِفَاءُ الْمَرْضَى فِي يَوْمِ السَّبْتِ؟» 11فَأَجَابَهُمْ: «أَيُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يَكُونُ عِنْدَهُ خَرُوفٌ وَاحِدٌ، فَإِذَا وَقَعَ فِي حُفْرَةٍ يَوْمَ سَبْتٍ، أَفَلاَ يُمْسِكُهُ وَيَنْتَشِلُهُ؟ 12فَكَمْ هُوَ الإِنْسَانُ أَفْضَلُ كَثِيراً مِنَ الْخَرُوفِ! إِذَنْ يَحِلُّ فِعْلُ الْخَيْرِ يَوْمَ السَّبْتِ». 13
وفى حكاية أخرى لما جاع هو وتلاميذه أكلوا من الحقول فى يوم السبت منتهكين حكم حرمة السبت لأنه لا يحل الموت جوعا لا فى سبت ولا فى غيره وهذه هى الرحمة التى أمر الله بها
والحكاية فى العهد الجديد هى :
"فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ مَرَّ يَسُوعُ بَيْنَ الْحُقُولِ فِي يَوْمِ سَبْتٍ. فَجَاعَ تَلاَمِيذُهُ، فَأَخَذُوا يَقْطِفُونَ سَنَابِلَ الْقَمْحِ وَيَأْكُلُونَ. 2وَلَمَّا رَآهُمُ الْفَرِّيسِيُّونَ قَالُوا لَهُ: «هَا إِنَّ تَلاَمِيذَكَ يَفْعَلُونَ مَا لاَ يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي السَّبْتِ!» 3فَأَجَابَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ وَمُرَافِقُوهُ عِنْدَمَا جَاعُوا؟ 4كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللهِ وَأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذِي لَمْ يَكُنْ أَكْلُهُ يَحِلُّ لَهُ وَلاَ لِمُرَافِقِيهِ بَلْ لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ! 5أَوَ لَمْ تَقْرَأُوا فِي الشَّرِيعَةِ أَنَّ الْكَهَنَةَ يَنْتَهِكُونَ السَّبْتَ (بِالْعَمَلِ) فِي الْهَيْكَلِ أَيَّامَ السَّبْتِ وَلاَ يُحْسَبُونَ مُذْنِبِينَ؟ 6وَلكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: هَا هُنَا أَعْظَمُ مِنَ الْهَيْكَلِ! 7وَلَوْ فَهِمْتُمْ مَعْنَى الْقَوْلِ: إِنِّي أَطْلُبُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لَمَا حَكَمْتُمْ عَلَى مَنْ لاَ ذَنْبَ عَلَيْهِمْ! 8فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ! »
إذا :
من هنا أخذت القولة :
الضرورات تبيح المحظورات
ولكنها ليست قاعدة إلا فى حالة الاضطرار فقط وهى انقاذ الناس والحيوانات والأموال
إذا القاعدة فقط فى الخير فقط وليست فى الشر كما يوهمنا البعض ممن يحلون الحرام لبعضهم من الظهور والأموال والأعراض ولذا قال سبحانه :
" وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان "